«مثلث بادمي» مفجّر الخلاف الإثيوبي ـ الإريتري

«مثلث بادمي» مفجّر الخلاف الإثيوبي ـ الإريتري
TT

«مثلث بادمي» مفجّر الخلاف الإثيوبي ـ الإريتري

«مثلث بادمي» مفجّر الخلاف الإثيوبي ـ الإريتري

وقع في جدة أمس اتفاق السلام بين كل من إثيوبيا وإريتريا لينهي بذلك فصلا من فصول القطيعة والحرب التي سادت علاقتهما طوال 20 عاماً، منذ اندلاع الحرب بسبب ما يعرف باسم «مثلث بادمي».
وتوقيع اتفاق السلام يأتي بعد إعلان تطورات سريعة استهلها رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد وحكومته بتبعية مثلث «بادمي» المتنازع لإريتريا وأن قواته ستنسحب من المثلث، وتنفيذ قرار اللجنة الأممية الصادر في 2002 بتبعية المنطقة لأسمرا، وفقا لاتفاقية الجزائر (2000)، التي أنهت الحرب الحدودية بين الدولتين (1998 - 2000) والتي أزهقت أرواح أكثر من 80 ألف قتيل.
وكان الرفض الإثيوبي لتنفيذ قرار لجنة التحكيم الدولية، هو السبب في استمرار الحرب الباردة بين البلدين لعقدين من الزمان، ظلت خلالها العلاقات مقطوعة منذ ذلك الوقت، وسط مقاطعة شاملة.
واستقلت إريتريا عن إثيوبيا باستفتاء في 1993، بعد أن طردت القوات الإثيوبية من العاصمة أسمرا وبقية الأراضي الإريترية 1991. وأنهت بذلك حرب التحرير والكفاح المسلح، الذي اشتعل بين البلدين الجارين منذ خمسينات القرن الماضي.
باندلاع الحرب طاحنة مجددا بين الحليفين، فقدت إثيوبيا الدولة المغلقة أي منفذ بحري، فاضطرت لاستخدام المواني الجيبوتية والسودانية منفذا لصادراتها ووارداتها.
وبتوقيع وثيقة السلام، تستطيع إثيوبيا الاستفادة من المواني الإريترية على البحر الأحمر «عصب ومصوع»، وإعادة لحمة التواصل بين الشعبين المتداخلين ثقافيا وعرقياً.
واختير الرئيس أبي أحمد رئيسا للوزراء في أبريل (نيسان) الماضي، وكان جلوسه على كرسي رئاسة الوزارة إيذانا ببداية تغييرات كبيرة على مستوى إثيوبيا والقرن الأفريقي والقارة، إذ أعلن سياسات انفتاحية سياسيا واقتصاديا واجتماعياً، وتعد المصالحة مع إريتريا أهم تحول سياسي في الإقليم.
واستجابت إريتريا لهذه التوجهات الجديدة، وفي 26 يونيو (حزيران) الماضي أرسلت وفدا رفيعا لأديس أبابا، أعلن أثناء الزيارة عن لقاء بين أبي أحمد وآسياس أفورقي في أسمرا.
وكانت إريتريا تابعة لإثيوبيا منذ استقلال الأخيرة عن الاستعمار البريطاني، لكن تحالفا بين الثوار الإريتريين والإثيوبيين، أفلح في طرد قوات منغستو هيلا مريام «الدرق» في 1991، واستعاد ثوار إريتريا السيطرة على أسمرا وكل أنحاء بلادهم.
بعد وقت قصير من هزيمة قوات الجنرال منغستو هيلا مريام في إريتريا، دخل الثوار الإثيوبيون العاصمة أديس أبابا وأسقطوا حكم الديكتاتور هيلا مريام، بمساعدة قوية من الثوار الإريتريين.
لكن المياه تعكرت بين الحليفين، إذ اندلعت الحرب بينهما في العام 1998 واستمرت عامين، بسبب خلافات حدودية على منطقة مثلث «بادمي»، وبجهود دولية وقع الطرفان اتفاقية الجزائر 2000 التي أنهت القتال المباشر، لكن حالة اللاحرب واللاسلم والقطيعة تواصلت بين البلدين، ولا سيما بعد رفض أديس أبابا تنفيذ قرار اللجنة الدولية للحدود، الذي قضى بتبعية المثلث المتنازع لإريتريا.
وأمس أفلحت الجهود السعودية في إنهاء التوتر في منطقة القرن الأفريقي، بما يؤمن منطقة البحر الأحمر خاصرة العالم العربي، بإنهاء حالة الحرب التي كان تسود البلدين الأفريقيين.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.