تونس: قيادات اليسار «تنقلب» على الهمامي

طالب القيادي في «تحالف الجبهة الشعبية» اليساري المنجي الرحوي المنتمي إلى حزب «الوطنيين الديمقراطيين الموحد»، بـ«ضرورة إعادة هيكلة الجبهة وتغيير قيادتها» ممثلة في حمة الهمامي، المتحدث باسم التحالف الذي نجح في ضمان المرتبة الرابعة في انتخابات 2014 خلف حزب «نداء تونس» و«حركة النهضة» و«التيار الوطني الحر».
واعتبر الرحوي أن «الجبهة مطالبة بالتطور، وفي حال بقائها على حالها فقد لا تحصل على عدد المقاعد التي فازت بها في الانتخابات البرلمانية الماضية». ودعا إلى «ضرورة حسم المسألة التنظيمية داخل التحالف وتطوير هيكل الجبهة الشعبية». كما شدد على «ضرورة تغيير الزعامة في الجبهة»، واعتبر أنها «لا تفي بالحاجة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المنتظر إجراؤها خلال سنة 2019، إن بقيت على وضعها الحالي».
وأحيت هذه الدعوة روح المنافسة الحادة بين «حزب العمال» («الشيوعي التونسي» سابقاً) الذي يمثله الهمامي، وحزب «الوطنيين الديمقراطيين الموحد» الذي أسسه شكري بلعيد القيادي اليساري الذي اُغتيل في 6 فبراير (شباط) 2013، وتتعلق هذه المنافسة بالأساس بقيادة الأحزاب اليسارية وتزعمها.
وذكرت مصادر مقربة من قيادات الجبهة أن الصراع بين حزبي «العمال» و«الوطنيين الديمقراطيين» محوره الأساسي تزعُّم القوى اليسارية ومن ثم ضمان الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأوضحت أن «هذا الصراع بين الطرفين ليس جديداً بل يعود إلى عقود، وهو يتجدد كل مرة بتصريح يعيد ما يعتمل داخل الجبهة من خلافات على مستوى تقييم المشهد السياسي والسعي إلى تزعم التيارات اليسارية».
يذكر أن «الجبهة الشعبية» تأسست في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2012، وهي تضم 11 حزباً أغلبها يساري وقومي. وانضمت إلى القائمة حينذاك أحزاب «العمال» و«الوطنيين الديمقراطيين» و«النضال التقدمي» و«الطليعة العربي الديمقراطي» و«حركة البعث» و«رابطة اليسار العمالي» و«تونس الخضراء» و«الجبهة الشعبية الوحدوية» و«الشعبي للحرية والتقدم» و«القطب» و«التيار الشعبي».
ورأى رئيس اللجنة المركزية لـ«الوطنيين الديمقراطيين» محمد جمور، أن تغيير حمة الهمامي «مبدأ متفق عليه ومطروح منذ فترة». وأشار إلى أن «الجبهة الشعبية لا تعوّل على شخص واحد مهما كان هذا الشخص». ويعد الهمامي من أهم رموز التيار اليساري في تونس وكان من معارضي نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. في المقابل، دعا رئيس حزب «التيار الشعبي» القومي زهير حمدي الذي أسسه محمد البراهمي الذي اُغتيل يوم 25 يوليو (تموز) 2013، إلى فتح نقاش هادئ بين قيادات الجبهة حتى لا يقع استغلال هذه الأزمة العارضة من قبل الأحزاب المنافسة. وأضاف أن تغيير المتحدث باسم الجبهة لا يكون إلا من خلال دعوة المجلس المركزي إلى اجتماع عاجل استثنائي للبت في هذا الأمر على أن يكون حق الترشح مكفولاً لجميع أعضاء المجلس، على حد تعبيره.
على صعيد آخر، قدم نحو 14 من المنسقين الجهويين لحزب النداء في مدينة صفاقس (وسط شرقي تونس) استقالاتهم من الحزب بسبب «حياد الحزب عن المشروع الوطني». واعتبروا في بيان أن «القيادة السياسية الحالية وعلى رأسها حافظ قائد السبسي» نجل الرئيس التونسي والمدير التنفيذي للحزب «لا تمثلنا». ونددوا بـ«تغييب وتهميش مناضلي الحزب في ما يتعلق بالانتخابات البلدية الماضية».
ومن المنتظر أن تنعكس هذه الاستقالات على الوضع الداخلي للحزب الذي يعاني من انشقاقات سياسية عدة زادت حدتها مع تشكيل كتلة برلمانية جديدة (الائتلاف الوطني المساندة ليوسف الشاهد رئيس الحكومة)، إذ إن أغلب أعضائها مستقيلون من «النداء».