مصر: نجلا مبارك إلى سجن طرة بعد 3 سنوات من مغادرته

جمال وعلاء وآخرون متهمون بارتكاب مخالفات مالية بهدف التربح

علاء وجمال مبارك بجوار والدهما خلال جلسة محاكمات سابقة عام 2013 (أ. ب)
علاء وجمال مبارك بجوار والدهما خلال جلسة محاكمات سابقة عام 2013 (أ. ب)
TT

مصر: نجلا مبارك إلى سجن طرة بعد 3 سنوات من مغادرته

علاء وجمال مبارك بجوار والدهما خلال جلسة محاكمات سابقة عام 2013 (أ. ب)
علاء وجمال مبارك بجوار والدهما خلال جلسة محاكمات سابقة عام 2013 (أ. ب)

قال مصدر أمنى مصري، إن «قوات الأمن تحفظت على علاء وجمال، نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك، وحسن هيكل، نجل الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، و2 آخرين، وترحيلهم لسجن المزرعة بمنطقة طرة بحلوان (جنوب القاهرة) تنفيذاً لقرار المحكمة». وقررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، «القبض على المتهمين وحبسهم لاتهامهم بارتكاب مخالفات خلال صفقة بيع البنك الوطني، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«التلاعب بالبورصة»، لحين ورود تقرير اللجنة الفنية بشأن القضية.
كما قررت المحكمة ذاتها إرسال تقرير الخبراء لاستكماله، وتم تأجيل المُحاكمة لجلسة 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لاستكمال نظرها.
وعلاء وجمال مبارك وآخرون متهمون في القضية التي بدأت عام 2012 بانتهاك قواعد سوق الأوراق المالية والبنك المركزي، بهدف التربح والحصول على مبالغ مالية بغير حق من خلال تعاملات في أسهم البنك الوطني المصري... وينفي المتهمون ارتكاب أي من المخالفات المنسوبة إليهم.
وكان علاء وجمال قد غادرا سجن طرة في يناير (كانون الثاني) عام 2015، بعدما قررت محكمة جنايات القاهرة إخلاء سبيلهما بضمان محل إقامتهما، في القضية المتعلقة باستيلائهما ووالدهما على أكثر من 125 مليون جنيه من المخصصات المالية للقصور الرئاسية.
كما أصدرت محكمة النقض (أعلى هيئة قضائية في البلاد) في الشهر ذاته من عام 2015، حكماً بإلغاء الحكم السابق صدوره من محكمة الجنايات بمعاقبتهما بالسجن المشدد لمدة 4 سنوات لكل منهما ومعاقبة والدهما بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات.
وكان النائب العام الأسبق، المستشار عبد المجيد محمود، قد أحال المتهمين إلى محكمة جنايات القاهرة، في قضية «التلاعب بالبورصة» لاتهامهم بالحصول على مليارين و51 مليوناً و28 ألفاً و648 جنيهاً بالمخالفة للقانون.
وأسندت النيابة العامة لأحد المتهمين، الاشتراك بطريق الاتفاق والمساعدة مع موظفين عموميين بالبلاد في جريمة التربح والحصول لنفسه وشركاته بغير حق على مبالغ مالية مقدارها 493 مليوناً و628 ألفاً و646 جنيهاً، بأن اتفقوا فيما بينهم على بيع البنك الوطني، لتحقيق مكاسب مالية لهم ولغيرهم ممن يرتبطون معهم بمصالح مشتركة، وتمكينه من الاستحواذ على حصة من أسهم البنك عن طريق إحدى الشركات بقبرص.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهم جمال مبارك اشتراكه بطريقة الاتفاق والمساعدة مع موظفين عموميين في جريمة التربح والحصول لنفسه وشركاته بغير حق على مبالغ مالية مقدارها 493 مليوناً و628 ألفاً و646 جنيهاً، بأن اتفقوا فيما بينهم على بيع البنك الوطني لتحقيق مكاسب مالية لهم ولغيرهم ممن يرتبطون معهم بمصالح مشتركة وتمكينه من الاستحواذ على حصة من أسهم البنك عن طريق إحدى الشركات بقبرص.
وحرص علاء وجمال على الظهور من حين للآخر وسط المصريين بالأحياء الشعبية الشهيرة في العاصمة القاهرة، وفي بعض الحفلات... وكان آخر ظهور لجمال وعلاء مبارك خلال مباراة مصر والكونغو على ملعب برج العرب بالإسكندرية بالجولة الأخيرة للتصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم الماضية، في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.
وكان الظهور الأول لنجلي مبارك عقب خروجهما من السجن قبل 3 سنوات خلال حفل بأحد الفنادق الشهيرة. وفي أبريل (نيسان) عام 2017، قضى نجلا مبارك ساعتين كاملتين بأحد المطاعم الشهيرة بحي إمبابة الشعبي بالجيزة... والأمر تكرر في سبتمبر من العام نفسه، خلال تناولهما وجبة سمك في مطعم أسماك شهير بضاحية شبرا.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.