كتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن الجدار الذي يجري بناؤه منذ أشهر على طول الحدود مع قطاع غزة سيصبح «أطول جدار خرساني في العالم»، ويمتد على طول 65 كيلومتراً ليطال الحدود البرية والبحرية للقطاع.
وكانت إسرائيل قررت بناء هذا الجدار بعد حرب 2014 لكنها أخذت 3 سنوات من النقاش قبل أن تبدأ في تنفيذه.
ويشكّل الجدار خطاً ثالثاً تبنيه إسرائيل على طول الحدود لمواجهة الفلسطينيين ومنعهم من تنفيذ هجمات. وأقامت إسرائيل بعد اتفاق أوسلو مع بداية التسعينات وبعد قرار الانفصال عن غزة عام 2005، مناطق عازلة حول غزة وجدراناً شائكة، لكنها لم تكن عملية في منع هجمات من تحت الأرض. ويهدف الجدار إلى تأمين حماية فوق الأرض وتحتها من حصول عمليات تسلل من القطاع الساحلي. ومن المقرر أن يشمل الجدار أيضاً حواجز مادية وكذلك أنظمة كشف تكنولوجية متطورة.
واقترح الجيش الإسرائيلي مشروع الجدار لوقف خطر أنفاق «حماس». وخلال 3 حروب سابقة على غزة كانت الأنفاق هي التحدي الأبرز للجيش الإسرائيلي. وكلّفت حملة لهدم 32 نفقاً في الحرب الأخيرة على غزة، عام 2014، الجيش الإسرائيلي خسارة 63 جندياً وخطف اثنين.
واستخدمت إسرائيل حتى الآن مليوني كوب من الباطون (الإسمنت) في بناء الجدار عبر 5 مصانع للباطون تم تجهيزها على طول الحدود. ويعمل في المنطقة 1200 عامل من دول مختلفة، بينها رومانيا والبرازيل. وجهّزت إسرائيل 22 موقعاً في شكل متفرق على أن يجري توصيلها لاحقاً.
وسيشمل الجدار البري، بحسب «يديعوت أحرونوت»، عائقاً تحت الأرض على عمق عشرات الأمتار، مزوداً بأنظمة استشعار يمكن من خلالها كشف أي عمليات حفر للأنفاق براً، أو أي حركة للغواصين عبر البحر. ويشمل الجدار البحري أمواجاً ذكية للإنذار المبكر. وحتى الآن لا تظهر من هذا الجدار سوى أجزاء قليلة من الأرض تخرج منه أنابيب بلاستيكية ويظهر كجدار غبي قبل أن يتحول إلى ذكي بارتفاع 26 متراً. وتصل تكلفة بناء الجدار إلى 3 مليارات شيكل (الدولار يساوي 3.60 شيكل).
وتأمل إسرائيل في أن ينجح الجدار في إنهاء تهديد الأنفاق الهجومية لـ«حماس». واستخدمت «حماس» الأنفاق للمرة الأولى عام 2006. وحينها فوجئ الجنود الإسرائيليون عند معبر كرم أبو سالم، نحو الخامسة فجراً، بهجوم قوي بقذائف هاون، قبل وصول سبعة من مقاتلي «حماس» هاجموا الموقع وقتلوا جنديين وخطفوا آخر هو جلعاد شاليط.
وتستخدم «حماس» الأنفاق العسكرية لأغراض متعددة ومختلفة. فمن خلال الأنفاق نفذت عمليات فاجأت فيها القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، كما أنها استخدمتها في تنفيذ عمليات تسلل إلى خارج القطاع داخل مستوطنات إسرائيلية.
وقال الجنرال عيران أوفير، الضابط المشرف على المشروع، إن الجدار «سينجح في كبح هذا التهديد». وأضاف: «أعتقد أنه عند الانتهاء من بناء الجدار ستتم إزالة أكبر تهديد أمني لسكان غلاف غزة، لم تفعل أي دولة من قبل شيئا من هذا القبيل». وتابع أن الجدار سيوفر كذلك الحماية لقوات الجيش من الصواريخ المضادة للدبابات وإطلاق النار المباشر.
وأكد أن هناك وفوداً من مختلف دول العالم تأتي لتشاهد كيف تتم بناء عملية هذا الجدار الضخم.
وشرح عيران كيف أن 1200 عامل يعملون على بناء الجدار خلال فترتي عمل، كل واحدة تمتد لمدة 12 ساعة بمعدل 6 أيام في الأسبوع. وبالنسبة لإسرائيل، فإن عملية بناء الجدار ليست الأولى، إذ بنت جداراً مماثلاً مع مصر وآخر مع سوريا، وثالثا مع لبنان لكنه ليس بضخامة وأهمية وتقنية الجدار مع غزة. كما أنها بنت جداراً ضخماً في قلب الضفة الغربية.
إسرائيل تبني حول غزة «أطول جدار خرساني في العالم»
يتضمن نصب عوائق برية وبحرية ويستهدف «أنفاق حماس»
إسرائيل تبني حول غزة «أطول جدار خرساني في العالم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة