خبير سوداني أممي يعتذر عن تولي حقيبة المالية

البشير يكلف رئيس وزرائه المهمة

TT

خبير سوداني أممي يعتذر عن تولي حقيبة المالية

رفض الخبير الاقتصادي الأممي عبد الله حمدوك الذي جرى اختياره وزيراً للمالية في حكومة السودان الجديدة، تعيينه في المنصب، في حين كلف الرئيس السوداني، رئيس وزرائه الجديد معتز موسى عبد الله بتولِّي حقيبة المالية.
وشغل حمدوك من قبل منصب الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، ويُعدّ أحد أبرز الكفاءات الاقتصادية السودانية في الأمم المتحدة، ومنظمات إقليمية ودولية. وأثار إعلان ترشحه للمنصب يوم الخميس، كثيراً من الجدل طوال اليومين الماضيين.
وأدى الوزراء الجدد في الحكومة اليمين الدستورية أمام الرئيس بالقصر الرئاسي بالخرطوم. وكان لافتاً خلو المرسوم الرئاسي من اسمي حمدوك، وسمية أبو كشوة التي أُعلِن تكليفها بوزارة الضمان والتنمية الاجتماعية، وقد اعتذرت أيضاً عن تولي المنصب، وفشلت محاولات إثنائها. وعُيِّنت سيدة الأعمال وداد يعقوب بديلاً عنها. وتُعدّ ظاهرة الاعتذار عن المنصب الوزاري نادرة في الوزارة السودانية.
وقال وزير الإعلام بشارة جمعة أرو، في تصريحات للصحافيين عقب أداء اليمين الدستورية، إن الوزراء أدوا القسم إيذاناً ببدء المرحلة الثانية من برنامج حكومة الوفاق الوطني، متعهداً بتنفيذ توصيات الحوار الوطني تحت إشراف ومتابعة الآلية التنفيذية للمتابعة.
وتابع: «أدينا القسم وتواثقنا على إنفاذ توصيات الحوار، لينعم الوطن أمن وسلام، ولن نألو جهداً في تنفيذ البرنامج الإسعافي، وأوليات حكومتنا إسعاد المواطن البسيط وفي النماء، والاهتمام بمعيشة الناس وتحسين الوضع الاقتصادي، وتحقيق السلام والاستقرار، وإعادة البناء السياسي، لأن البلاد لن تستقر دون أمن وسلام».
وأرجع المتحدث باسم الحكومة غياب بعض الأسماء من المراسيم الرئاسية الخاصة بتعيين الوزراء، إلى اعتذارات دون أن يحددها. ووفقاً للمرسوم فإن عدد الوزراء الذين أدوا اليمين الدستورية أمام الرئيس البشير بالقصر الرئاسي أمس، بلغ عشرين وزيراً ووزيرة.
وكان الرئيس البشير قد أصدر قرارات حل بموجبها حكومة رئيس الوزراء بكري حسن صالح، تضمنت تقليص عدد الوزارات من 31 وزارة إلى 21، وفصل بموجبها منصبي النائب الأول للرئيس ورئيس الوزراء اللذين كان يشغلهما بكري صالح، وأعفى نائبه حسبو عبد الرحمن وعين بديلاً عنه حاكم شمال دارفور السابق عثمان محمد يوسف كبر، وكلف معتز موسى برئاسة الوزارة. وقال البشير عقب إصداره لتلك القرارات إن الهدف تشكيل حكومة فاعلة ورشيقة تستجيب لتطلعات الشعب السوداني في حياة كريمة وإعادة الأمل إليه.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.