زعيمة المعارضة في إسرائيل تدعو نتنياهو للقاء عباس

TT

زعيمة المعارضة في إسرائيل تدعو نتنياهو للقاء عباس

دعت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للالتقاء بالرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال رحلتهما المرتقبة إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة الشهر الحالي. وقالت ليفني في ندوة ثقافية أمس، إن على نتنياهو أن يستعين بالرئيس عباس من أجل حل مشكلة غزة، لأنه «عاجز أمام هذه القضية».
وأضاف: «بدلاً من عقد صفقات مع حماس، سيكون من المجدي (لنتنياهو) أن يلتقي عباس خلال رحلته المقبلة إلى نيويورك».
كما دعت ليفني المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت إلى الانتهاء من ملفات التحقيق المتعلقة بنتنياهو قبل إجراء الانتخابات العامة. وفي سياق الندوة التي عقدت في حولون، رأت ليفني أنه يتعين على مندلبليت وضع جميع ملفات التحقيق الأخرى جانباً «لنعرف عندما تحين الانتخابات ما الذي قام به نتنياهو ومقربوه بالفعل في ديوان رئاسة الوزراء».
واتهمت رئيسة المعارضة نتنياهو بالعمل على تقسيم الإسرائيليين وزرع الفتنة بينهم ليكونوا ضد بعضهم بعضاً. وأضافت: «إنه من الأهمية بمكان للأجيال القادمة في إسرائيل الانفصال عن الفلسطينيين وعن نتنياهو في إطار انتخابات ديمقراطية».
ويخضع نتنياهو للتحقيق في 4 ملفات فساد هي الملف 1000 و2000 و3000 و4000، وأوصت الشرطة الإسرائيلية بتقديم لائحة اتهام ضده في الملفين الأول والثاني.
وقال عضو الكنيست أورين حزان (من حزب ليكود الحاكم) إنه إذا ما قرر مندلبليت تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو في أي بند كان، فإن الأخير «لن يستطيع الاستمرار في منصبه، بل سيضطر إلى وضع المفاتيح على الطاولة ومغادرة مكتبه». لكنه عبّر في الوقت ذاته عن ثقته بنتنياهو، قائلاً: «لن يكون هناك شيء لأنه لم يحدث شيء».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.