الفيلم الوثائقي «ملكة العالم»... لحظات خاصة خلف جدران قصر باكنغهام

ما الذي يدور خلف الأبواب المغلقة في قصر باكنغهام معقل الملكية البريطانية؟ هذا ما يتطرق له برنامج وثائقي يعرضه التلفزيون البريطاني في يوم 25 من الشهر الحالي. البرنامج يحمل عنوان «ملكة العالم» (كوين أوف ذا وورلد) ويتناول دور ملكة بريطانيا في الحفاظ على تماسك الكومنولث.
استغرق تصوير الفيلم أكثر من سنة وسمح لأول مرة بعرض أجزاء من الأفلام العائلية التي تسجل اللحظات الخاصة في حياة الملكة إليزابيث وعائلتها.
وعل مدى حلقتين يتطرق البرنامج لرحلات الملكة إليزابيث التي طافت فيها ببلاد مجموعة الكومنولث وكانت على متن اليخت الملكي «بريتانيا» وكان وسيلة السفر المفضلة لديها منذ عام 1954 وحتى إحالته للتقاعد في عام 1997.
في أحد الأفلام نرى لقطات للأميرة آن ابنة الملكة إليزابيث وهي على متن اليخت العريق في أول رحلاته في أبريل (نيسان) 1954 مع شقيقها الأمير تشارلز وهما في طريقهما إلى مالطا حيث التقيا بوالديهما الملكة إليزابيث والأمير فيليب دوق أدنبرة. وتعلق الأميرة آن على الفيلم الذي سجل لحظات طفولتها: «لدي ذكريات جميلة من هذه الرحلة، أذكر منها محاولات المربيات حمايتنا من الوقوع في البحر». وتكشف الأميرة آن عن أنها وشقيقها لم يعاملا كطفلين مدللين من العائلة المالكة، فقد كان عليهما العمل وفق جدول خاص بهما «كان علينا القيام بمهام كثيرة وأماكن لنزورها وعمليات تنظيف أوكلت إلينا، منها الكثير من الـ(الحك) والتلميع».
ويخصص جزء الفيلم الوثائقي لدور الجيل الجديد من الأمراء والأميرات في النيابة عن الملكة فيما يخص المهام الدبلوماسية الخاصة بدول الكومنولث، حيث سيعرف المشاهدون أكثر عن دور الأمير هاري الذي عين سفيرا لشباب الكومنولث. كما تظهر زوجته ميغان ماركل، دوقة ساسيكس التي تتحدث عن قراراها بالاحتفال بدول الكومنولث في فستان زفافها حيث اختيرت رموز وأزهار من تلك الدول لتطرز على حواف ذيل الفستان و«طرحة العروس». ونشاهد في إحدى اللقطات الدوقة وهي تتفحص فستانها الذي صممته دار جيفنشي، وهو يعد للعرض في قصر ويندسور إلى جانب العربة التي أقلتها وزوجها وبدلة الأمير هاري. وفي المقطع تشير الدوقة إلى الجدية التي تعامل بها دورها في دعم زوجها الأمير هاري في مهامه كسفير لشباب الكومنولث. وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها الدوقة بشكل رسمي كفرد من أفراد العائلة المالكة.
ومن المقاطع الأخرى نرى الأمير هاري وهو يتحدث مع مجموعة من العاملين الجدد في القصر الذين قدموا من دول الكاريبي للعمل في قصر باكنغهام ضمن برنامج خاص بدول الكومنولث أطلقته الملكة إليزابيث لمعاونة الشباب للعمل مستقبلا في مجالات الضيافة. في المقطع يقول الأمير هاري إنه ما زال يشعر بالوجل أمام جدته الملكة إليزابيث ويضيف ببساطته المعهودة: «أنتم قضيتم في قصر باكنغهام أسبوعين وهي فترة أطول من أي وقت أمضيته أنا فيه»، ويستطرد: «هل صادفتم الملكة بعد؟ إذا حدث وأن التقيتم بها فجأة في إحدى ردهات القصر فلا تخافوا، أعرف أنكم ستفعلون، كلنا يشعر بذلك».
ويستضيف الفيلم إحدى العاملات الجدد وهي من أنتيغوا حيث تقول: «إنه مكان ممتع للعمل، أستطيع القول إن العمل يعد مغامرة يومية. فسوف تجد أنك لا تقوم بعمل نفس الشيء كل يوم وهو أمر مدهش لي خاصة وأنني أحب التحديات... أن أجد نفسي في قصر باكنغهام أمر أبعد من الأحلام».