تواضروس الثاني: السيسي حريص على إظهار مصر «وحدة واحدة»

أكد أن أخبار الكنيسة التي تصل إلى أميركا بها «تلاعب»

تواضروس الثاني
تواضروس الثاني
TT

تواضروس الثاني: السيسي حريص على إظهار مصر «وحدة واحدة»

تواضروس الثاني
تواضروس الثاني

أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن «القيادة السياسية بداية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تسعى أن تبدو مصر (وحدة واحدة)، والابتعاد عن الانقسام والتفتت الكفيل أن يدمر المجتمعات في وقت صغير».
واستنكر البابا تواضروس، في عظته التي ألقاها من كنيسة العذراء والأنبا أنطونيوس، بكوينز نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، أمس، «الأخبار الخاصة بالكنيسة أو المجتمع المصري التي تصل أميركا بعد التلاعب فيها»، قائلاً إن «الأخبار عندما تعدي الأطلنطي، تتغير خالص».
وحضر السيسي في يناير (كانون الثاني) الماضي، قداس الميلاد في مقر كاتدرائية العاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة). ودأب السيسي على حضور القداس منذ انتخابه رئيساً للبلاد في ولايته الأولى يونيو (حزيران) 2014.
وتعتبر كنيسة العاصمة الإدارية (كاتدرائية ميلاد المسيح) أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، وتسع لـ8200 فرد، وهي عبارة عن طابق أرضي وصحن ومنارة بارتفاع 60 متراً، وتقع على مساحة 15 فداناً.
وفي يناير عام 2017، تعهد السيسي بأن يكون الاحتفال بمرور 50 سنة على إنشاء الكاتدرائية الحالية في العباسية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وقال إنه يجب أن يكون فيها «أكبر كنيسة وأكبر مسجد في مصر، وأنا أول المساهمين فيهما». وتبرع الرئيس حينها بمائة ألف جنيه مصري لصالح المبنيين، وأطلق صندوق «تحيا مصر» الرئاسي، دعوة لجمع التبرعات لصالح المشروع نفسه.
وأوضح بابا الأقباط، أمس، أن «مصر بلد كبير تضم 100 مليون شخص، والأقباط بها نحو 15 مليوناً، وكما المثال في أي بلد، التاريخ المصري به صفحات بيضاء وأخرى سوداء ومادية، لكن من نحو 5 سنوات بدأت الأحوال تتحسن، وهناك مؤشرات على هذا التحسن، أبرزها، شبكة الطرق والمواصلات الضخمة».
وشدد البابا تواضروس على أن المشكلات في مصر، سواء كانت كنسية أو مجتمعية، تُحل بهدوء، مشيراً إلى أن القيادة السياسية لديها رغبة صادقة لحل المشكلات الموجودة، مضيفاً أنه «لا يمكن إنكار المتاعب المجتمعية التي توجد في كل الدول، ليس في مصر وحدها».
ورفضت القاهرة من قبل ما زعمه قانون بالكونغرس الأميركي بشأن تعرض أقباط مصر لانتهاكات، ومعاملتهم معاملة مواطن من الدرجة الثانية. ويؤكد بابا الأقباط دائماً أن «أي محاولة للعبث بالرباط القوي الذي يجمعنا بالمسلمين سوف تنتهي بالفشل».
ويقوم بابا الأقباط حالياً بزيارة «رعوية» إلى الولايات المتحدة الأميركية، التي تعد الثالثة من نوعها، يتفقد فيها كنائس المهجر، ويلتقي الأقباط المقيمين هناك.
وقال البابا تواضروس، أمس، «أقول بضمير صالح، كما أني مطلع على حاجات كثيرة، ليست منشورة، مصر تتغير إلى الأفضل، لدرجة أنه سيأتي يوم سيكون دخولها مثل أوروبا يحتاج فيزا وموافقات». وترأس تواضروس الثاني، أمس، صلوات القداس الإلهي وتدشين كنيسة الملكة هيلانة بمدينة نيويورك، وذلك في حضور الأنبا ديفيد أسقف نيويورك. وكان بابا الأقباط قد وصل إلى مطار كيندي الدولي بنيويورك أول من أمس، في بداية جولته الرعوية بالولايات المتحدة الأميركية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».