برهم صالح يلتقي قيادة حزبه السابق «الاتحاد الوطني الكردستاني»

اللقاء عزز التكهنات بترشيحه لرئاسة العراق

برهم صالح
برهم صالح
TT

برهم صالح يلتقي قيادة حزبه السابق «الاتحاد الوطني الكردستاني»

برهم صالح
برهم صالح

تتداول أوساط إعلامية وسياسية عديدة في إقليم كردستان، منذ أيام، موضوع ترشيح السياسي الكردي المعروف، برهم صالح، لمنصب رئيس الجمهورية في العراق، الذي هو منصب ممنوح لحزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، والذي شغل صالح موقع النائب الثاني سابقاً للأمين العام له، حتى انشقاقه عنه، مطلع العام الحالي، وتشكليه حزباً سياسياً سماه «التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة».
ومما عزز التكهنات بترشيح صالح، وعودته إلى «الاتحاد الوطني» تمهيداً لذلك، الاجتماع الذي عقده أمس مع قيادة الأخير في منزل النائب الأول للأمين العام لـ«الاتحاد» كوسرت رسول علي في مدينة السليمانية. وانتهى الاجتماع بإصدار الجانبين بلاغاً مشتركاً أكدا فيه على وجوب إعادة ترتيب البيت الكردي من الداخل، والعمل المشترك على تحسين أوضاع المواطنين، ومعالجة المشكلات التي يعانونها، من خلال اتفاق سياسي شامل بين جميع القوى السياسية في إقليم كردستان.
ونفى ريبوار كريم، النائب في البرلمان العراقي، والمتحدث الرسمي باسم «التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة»، أن يكون الاجتماع كرس لإعادة ضم «التحالف» إلى صفوف «الاتحاد الوطني»، مقابل موافقة الأخير على منح منصب رئيس الجمهورية لصالح. وأضاف المتحدث، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لم نبحث مسألة منصب رئاسة الجمهورية مع أي طرف سياسي، لا (الاتحاد الوطني الكردستاني) ولا غيره من القوى الكردية، لأن ذلك ليس من مهام (التحالف) الذي يسعى لخدمة شرائح الشعب وتحسين أوضاعها، وما يتم تداوله حول ترشيح الدكتور برهم صالح لمنصب رئاسة الجمهورية، هي مجرد أنباء تتناقلها بعض الجهات الساعية لحشد الأصوات الانتخابية ليس إلا، لكننا نعتز كثيراً بكون رئيس (التحالف) شخصية تحظى بثقة وتقدير الكثير من القوى العراقية والكردستانية، التي ترى فيه الرجل الأنسب لشغل ذلك المنصب الرفيع».
من جانبه قال آسوس علي، القيادي في حزب «الاتحاد الوطني»، لـ«الشرق الأوسط»: «قيادة حزبنا ستلتئم يوم الأحد (غداً) لاتخاذ القرار النهائي بشأن المرشحين لشغل منصب رئيس الجمهورية».
وكان المجلس المركزي، وهو بمثابة برلمان حزبي في «الاتحاد الوطني»، قد رشح في وقت سابق القيادي محمد صابر الذي شغل منصب سفير العراق لدى الصين للفترة من 2004 - 2010، إضافة إلى شغل العديد من المناصب الرفيعة داخل حزبه وضمن حكومة الإقليم، وهو عديل الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، وحاصل على الدكتوراه في الفيزياء النووية، ويبدو أنه الأوفر حظاً للفوز بثقة المكتب السياسي في حزبه يوم الأحد المقبل.
وفي بغداد، ترجح أوساط النخبة السياسية فرص صالح في الفوز بالمنصب، حتى لو تم التنافس بين عدة مرشحين كرد على المنصب داخل البرلمان العراقي. ويتنافس على منصب رئيس الجمهورية كل من الرئيس الحالي الدكتور فؤاد معصوم ومحمد صابر ولطيف رشيد عن «الاتحاد الوطني»، بينما يطرح «الحزب الديمقراطي» كلاً من هوشيار زيباري، وزير الخارجية السابق، وفؤاد حسين مدير مكتب مسعود بارزاني وفاضل ميراني.
وطبقاً لقيادي كردي مطلع تحدث لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم ذكر اسمه أو كشف هويته، فإن «الدكتور برهم صالح بات قريباً من الترشح، ليس نظراً لمقبوليته المحسومة في بغداد، بل لكون معظم قيادات (الاتحاد الوطني الكردستاني)، على رأسها كوسرت رسول، تقف معه، بالإضافة إلى ولدي الرئيس الراحل جلال طالباني بافل وقباد»، مبيناً أن أرملة طالباني هيرو إبراهيم «لم تحسم أمرها بعد بهذا الشأن، وهو ما يتطلب إجراءات ربما سوف تتضح في غضون اليومين المقبلين».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.