«الشرعية» متأكدة من قبول الحوثيين تنفيذ القرار 2216 «عاجلا أم آجلا»

اليماني قال لـ«الشرق الأوسط» إنه سيلتقي غريفيث الأسبوع المقبل في نيويورك

خالد اليماني (أ.ف.ب)
خالد اليماني (أ.ف.ب)
TT

«الشرعية» متأكدة من قبول الحوثيين تنفيذ القرار 2216 «عاجلا أم آجلا»

خالد اليماني (أ.ف.ب)
خالد اليماني (أ.ف.ب)

أكدت الحكومة اليمنية الشرعية أنها متأكدة من قبول الحوثيين بتنفيذ القرار الأممي رقم 2216 «عاجلا أم آجلا»، وأن الميليشيات ستعود في نهاية المطاف إلى طاولة المشاورات.
جاء ذلك على لسان وزير خارجية اليمن خالد اليماني، الذي أكد أن حكومة بلاده ستستمع الأسبوع المقبل، من المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، في اجتماع يعقد في نيويورك، خلاصة ما توصل إليه من لقاءاته مع جميع الأطراف، وسيطرح خلال اللقاء جميع الأفكار التي جمعها في جولته، وسترى الحكومة اليمنية ماذا لديه وما يمكن أن تقوم به لإنجاح مساعي المبعوث الخاص.
وأضاف الوزير اليماني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن الحكومة اليمنية ستمضي قدما في مدّ يدها للسلام، وستعمل بكل إمكاناتها لرفع المعاناة عن الشعب اليمني في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية، وسنتفاوض في كل ما سيؤدي إلى حل النزاع بالطرق السلمية.
وأكد اليماني أن الحوثيين سيأتون عاجلا أم آجلا إلى طاولة المشاورات، وسيقبلون بتنفيذ القرار 2216. قائلا إن ما تقوم به الحكومة يتمحور حول دعم عملية السلام، التي تهدف لحث الانقلابيين على اختصار الطريق، وتدعوهم إلى عدم تدمير مقدرات الدولة وقتل المدنيين، وأن تقف عمليات انتهاك حقوق الإنسان وألا ترتكب المزيد من الحرمات، ومع استمرارها كما يقول اليماني، لن يغفر لهم الشعب اليمني في كل ما يقومون به من انتهاكات، وإن أرادت الميليشيات الانقلابية التوجه للحل فالحكومة الشرعية جاهزة للقيام بكل شيء للحفاظ على سلامة وأمن المدنيين.
ويأتي حديث وزير خارجية اليمن، في أعقاب ما جرى تناقله عن لقاء البعوث الأممي الخاص إلى اليمن قيادات الميليشيات الحوثية، غدا الأحد في صنعاء، وذلك بعد إجرائه زيارة إلى مسقط اليومين الماضيين، إذ يتوقع أن تطالب الميليشيات الحوثية من مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث بضمانات أممية قبل أي استئناف للمشاورات مع وفد الحكومة الشرعية، تتضمن التزام الأمم المتحدة بعدم انشقاق ممثلي وفد «المؤتمر الشعبي» عن وفدها، وعدم إدراج ملف الرئيس الراحل علي عبد الله صالح ضمن أجندة المشاورات.
وهنا عاد الوزير اليماني، ليؤكد أن الحكومة الشرعية ستدعم مساعي المبعوث الخاص لإحلال السلام الذي تبحث عنه الحكومة والذي يعيد للشعب اليمني أمنه واستقراره، موضحا أن الحكومة تسير في جميع المسارات، ومنها ما يبذل من جهد كبير يقوم به الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية، وكل أطياف الشعب الذي يسير في مشروع إعادة الدولة، المدعوم من المملكة، والتحالف العربي.
وشدد الوزير على أن ما يجري على الأرض يعد تضييقا للخناق على الميليشيات الانقلابية وخاصة في محافظة الحديدة، وفي جبهات صعدة التي يتقدم فيها الجيش إلى مواقع استراتيجية، موضحا أن الميليشيات سيسلمون مدينة الحديدة في وقت قصير، وتحرير هذه المدينة ومينائها، سيقضي على الميليشيات الانقلابية، وستنقطع جميع مصادرهم من إيرادات الأسلحة الإيرانية، وما كان يصلهم من نفط، وكل هذا التهريب سينقطع عند تحرير الحديدة وسيطرة الحكومة الشرعية على مؤسسات الدولة، وسيعزل مشروع الانقلابين في اليمن، خاصة أن الجيش يتقدم وسيقطع الطريق الشمالي للمدينة.
وعن سعي الدبلوماسية اليمنية لإيجاد تحالف في مجلس الأمن، قال الوزير اليماني، إن «ذلك مؤكد ويجري العمل عليه، كما أن الدبلوماسية اليمنية تعمل مع دبلوماسية التحالف العربي، ومشتركون في جميع التحركات الدولية، ونعمل أولا في موضوع حقوق الإنسان وما يتصل بالتقرير الأخير، وفي إطار مجلس الأمن في كل ما يتعلق بالملف اليمني، وهناك جهد كبير يبذل من جميع الأطراف». لافتا إلى أن وجود أكثر من تحرك دبلوماسي مع التحالف سيؤدي إلى نتائج إيجابية.
وعرج الوزير بالقول، على إفادة المبعوث الخاص في مجلس الأمن، واصفا إياها بالأفضل نسبيا من تصريحاته في جنيف، وهناك فرق طفيف عما قاله في الإفادة وفي الجلسة المغلقة، إذا قال المبعوث الخاص، إنه يأسف لعدم حضور الحوثيين للمحادثات، وهو ما لم يقله في جنيف وحاول قدر الإمكان أن يبرر عدم حضور الانقلابيين وأن هناك أشياء قد أعاقتهم عن الحضور.
وعن تدخلات ما يسمى «حزب الله» قال الوزير، إنه التقى مؤخرا في القاهرة بوزير الخارجية اللبناني، وتحدثنا في هذا الجانب، ونعلم أن ذلك يشكل حرجا كبيرا بالنسبة للدولة اللبنانية، ولكن لبنان تعي خطر لجوء طرف لانتهاك سياسة النأي بالنفس، وتعي أن تدخلات «حزب الله»، لها نتائج عكسية، واليوم يثبت ذلك ما ظهر من نتائج المحكمة بوجود أدلة قاطعة أن «حزب الله» هو من تورط في قتل «الرئيس الشهيد رفيق الحريري».
وأكد اليماني أن الحكومة اليمنية تتضامن مع الشعب اللبناني، ولكنها لا ترغب من أي مكوّن سياسي في لبنان أن يتدخل في شؤون اليمن المحلية والخارجية، كما أننا لا نقبل بأي حال من الأحوال لأي مكوّن من المكونات السياسية اليمنية أن تتدخل في شأن أي دولة عربية، لذلك يجب وقف هذه التدخلات.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.