الحكومة الإسرائيلية تطيح قائد الشرطة لانحيازه لمصلحة التحقيق مع نتنياهو

TT

الحكومة الإسرائيلية تطيح قائد الشرطة لانحيازه لمصلحة التحقيق مع نتنياهو

أجمع ناطقون بلسان المعارضة الإسرائيلية، ومعظم المعلقين السياسيين والخبراء في القانون، على أن قرار وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، بعدم تمديد ولاية المفتش العام للشرطة، روني الشيخ، لسنة رابعة، هو قرار صدر من جهات أعلى، وهو يُعتبر عملياً إطاحة بقائد الشرطة، وانتقاماً منه على موقفه المنحاز لصالح الاستمرار في التحقيقات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته وابنه، المشتبه بتورطهم في أربع قضايا فساد.
وقال رئيس حزب «المعسكر الصهيوني»، آفي غباي، إنه «في الوقت الذي تنفذ فيه الشرطة مهامها، وتحارب شبهات الفساد السلطوي من جانب رئيس الحكومة والمقربين منه، يخوض وزراء حزب الليكود الحاكم حرباً ضد سلطة القانون والديمقراطية». وأضاف أنه «كان يحظر على نتنياهو ووزراء الليكود، الذين يتعلق مستقبلهم السياسي بنتنياهو، اتخاذ قرار بشأن مستقبل المفتش العام. وثمة هدف واحد لقرارهم وهو ترهيب سلطة القانون». ورأت رئيسة كتلة المعارضة البرلمانية، تسيبي ليفني، أن «القانون يجب أن يسمح لقادة الجيش والشرطة بأن يكونوا مستقلين من دون أن يرفعوا في وجههم خيار التمديد». واعتبر رئيس حزب «ييش عتيد»، يائير لبّيد، أنه «يوجد سبب واحد، واحد فقط، لعدم تمديد ولاية الشيخ. رئيس الحكومة يريد مفتشاً عاماً مريحاً، لا يحقق ضده. ولو أن الشيخ أخفى ملفات نتنياهو، لاستمر في منصبه».
وقال الضابط السابق في الشرطة، عضو الكنيست ميكي ليفي، من «ييش عتيد»: «تفوح من القرار رائحة سياسية فاسدة قوية. ولا توجد أي علاقة بين القرار ومصلحة الجمهور. ومن يعرف التفاصيل يعلم أن الشيخ أخرج إلى حيز التنفيذ سلسلة إصلاحات مهمة في الشرطة ولا يمكن إنهاؤها خلال ثلاث سنوات».
ورأى المحلل، دان مرغليت، أن الإطاحة بالشيخ تمت فقط لأنه تابع إجراء التحقيقات الجنائية ضد نتنياهو بموجب القانون، من دون خوف أو نفاق، ومن خلال الدفاع اللائق عن ضباط الشرطة الذين جبوا إفادات في جميع الملفات الأربعة، وأعطوا توصيات بمحاكمة نتنياهو.
وكتب الصحافي الاستقصائي في «هآرتس»، غيدي فايتس، أن «الوزير إردان بقراره عدم تمديد ولاية الشيخ حقق أمنية رؤسائه الحقيقيين: مقاولي الأصوات في (الليكود)، أعضاء المجلس المركزي لهذا الحزب، والسكان في (شارع) بلفور (مقر رئيس الوزراء). فهؤلاء هم الأشخاص الذين سيحددون مستقبل إردان السياسي. وهم يرون في الشيخ خائناً لهم».
من جهة ثانية، أوضح قاضي محكمة الصلح في تل أبيب، علاء مصاروة، أن زوجة رئيس الحكومة، سارة نتنياهو، مشتبهة في السيطرة على موقع «واللا» الإخباري، بما في ذلك المضامين التي ينشرها، كما تؤثر على تغطيته الإخبارية، وذلك في إطار التحقيق بقضية «(بيزك) - (واللا)»، والمعروفة إعلامياً بـ«الملف 4000». وأكد القاضي أن التحقيق أثبت أن نتنياهو متورط مع مالك شركة الاتصالات «بيزك»، شاؤول ألوفيتش وزوجته إيريس. وكتب يقول إن «الشبهات الموجهة ضد سارة تتعلق بسيطرتها على الموقع الإخباري «واللا» ومحتواه، بالإضافة إلى التأثير على تغطيته الإخبارية، كجزء من جرائم الرشوة».
وكانت الشرطة قد أعلنت رسمياً، أواخر أغسطس (آب) الماضي، الاشتباه بسارة نتنياهو، وابنها يائير، بتلقيهما رشاوى في إطار التحقيق بقضية «(بيزك) - (واللا)»، وأكدت أن هناك دليلاً على أن عائلة نتنياهو، بالإضافة إلى ألوفيتش وزوجته آيريس، كانوا جميعهم على علم بالتأثير والأبعاد الاقتصادية للأفعال التي أقدموا عليها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.