بومبيو ينتقد صمت خامئني حيال «اضطهاد المسلمين» في الصين

TT

بومبيو ينتقد صمت خامئني حيال «اضطهاد المسلمين» في الصين

من المرجح أن تثير تغريدة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حول معاملة المسلمين في الصين انزعاج بكين، حيث تواجه السلطات الصينية ضغوطا دولية متزايدة بشأن تعاملها مع أقلية الأويغور المسلمة، فضلا عن اشتباكها في حرب تجارية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وانتقد بومبيو في تغريدته المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي بسبب صمته حيال تقارير حول قيام السلطات الصينية باحتجاز أعداد كبيرة من أبناء الأقلية المسلمة. وقال بومبيو على «تويتر» إن خامنئي «يتخيل نفسه زعيم العالم الإسلامي، ولكن نظامه التزم الصمت التام فيما تضطهد الصين، وهي أكبر مشتري للنفط الإيراني، وتحتجز مئات الآلاف من مواطنيها المسلمين».
وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء بأن بومبيو هو واحد من كبار مسؤولي الإدارة الأميركية الذين أثاروا أزمة الأويغور. وكانت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي قد طالبوا بومبيو ووزير الخزانة الأميركي ستيفن مونشين الشهر الماضي بحظر سفر وتجميد أصول عدد من مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني على خلفية دورهم في اضطهاد الأويغور.
وقالت مانيشا سينغ مساعدة وزير الخارجية الأميركي خلال جلسة بالكونغرس إن واشنطن تبحث فرض عقوبات على مسؤولين وشركات صينية على صلة بمزاعم انتهاكات حقوق الإنسان هناك. وأثارت تقارير عن الاحتجاز الجماعي والمراقبة الصارمة لأقلية الأويغور المسلمة في منطقة شينغيانغ بأقصى غرب الصين احتجاجات دولية متنامية. وقالت لجنة بالأمم المتحدة معنية بحقوق الإنسان الشهر الماضي إنها تلقت تقارير موثوقا بها بأن نحو مليون من عرقية الأويغور ربما يكونون محتجزين بشكل غير قانوني ودعت إلى إطلاق سراحهم.
كما أقامت السلطات الصينية الآلاف من النقاط الأمنية في المنطقة وشجب مدافعون عن حقوق الإنسان شروط قانون الأحكام العرفية وعمليات واسعة النطاق لجمع الحمض النووي.
لكن جاءت تصريحات مبعوث الاتحاد الأوروبي الجديد إلى بكين أمس الجمعة أخف حدة، وذلك على عكس موقف المسؤولين الأميركيين الذين يبحثون فرض عقوبات. وقال نيكولا تشابي إنه ينبغي معالجة مسألة الانتهاكات التي يشتبه بحدوثها في منطقة شينغيانغ عبر الحوار مع الحكومة الصينية. وقال المبعوث الأوروبي الذي تولى منصبه هذا الأسبوع إن الاتحاد الأوروبي يتابع التقارير عن الانتهاكات في شينغيانغ وإنه أثار الأمر مع الصين لكنه يحتاج إلى حقائق. وأضاف قائلا للصحافيين، كما نقلت عنه «رويترز»: «موقف الاتحاد هو أننا نعمل في إطار الأمم المتحدة». وتابع دون إسهاب: «نؤمن بالحوار وبالتواصل ونحتاج لحقائق قبل أي شيء آخر». وقتل مئات في شينغيانغ في السنوات القليلة الماضية في اضطرابات بين أبناء أقلية الأويغور وعرقية الهان التي تنتمي إلى الأغلبية في الصين. وقال تشابي إنه يجب على الاتحاد التواصل مع حكومة الصين إذا أراد أن يكون أكثر من مجرد «قوة ناعمة». وتابع أن «تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين سيعكس كيف ينمو الاتحاد ليكون قوة كاملة وليس مجرد قوة ناعمة». وأضاف: «من أجل هذا يعد التواصل مع الصين ضرورة لازمة بالنسبة لنا».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.