«الاتحاد الوطني الكردستاني» يتمسك برئاسة العراق

TT

«الاتحاد الوطني الكردستاني» يتمسك برئاسة العراق

شدد حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» على تمسُّكه بأن يكون منصب الرئيس العراقي من حصته. ونفى ضمناً تقارير عن حسم هذا الموضوع في مشاورات الحزب مع القطب الكردي الآخر «الحزب الديمقراطي الكردستاني».
وأكد الناطق باسم «الاتحاد الوطني» عضو المكتب السياسي سعدي أحمد بيرة أن قيادة الحزب شددت في اجتماعها أول من أمس على أن منصب رئيس الجمهورية «سيبقى من حصة الاتحاد بموجب الاستحقاقات الانتخابية والتفاهمات السياسية بين الأقطاب الرئيسية المعنية بالأمر».
وأضاف بيرة لـ«الشرق الأوسط» أن «اللجنة المشتركة المكلفة بتقاسم المناصب الإدارية بين الحزبين الرئيسين في الإقليم تواصل مشاوراتها بهذا الشأن، لكن مسألة رئاسة الجمهورية محسومة لصالحنا بموجب الاستحقاقات الانتخابية والاتفاق الاستراتيجي المبرم بيننا وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ سنوات، الذي ينص على أن يكون منصب رئيس الجمهورية من نصيب الاتحاد الوطني مقابل رئاسة الإقليم للحزب الديمقراطي».
ورأى أن تنحي رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني من منصبه «لا يغير من مضمون الاتفاق الذي لا يزال ساري المفعول بين الحزبين، لا سيما أن صلاحيات رئيس الإقليم قد ذهب معظمها إلى رئيس حكومة الإقليم نائب رئيس الحزب الديمقراطي» نيجيرفان بارزاني.
يذكر أن قياديين بارزين في «الديمقراطي الكردستاني» كانوا قد طالبوا أخيرا بمنصب رئيس الجمهورية، معتبرين حزبهم «الأحق به من حيث الاستحقاق الانتخابي»، كونه حصد 28 مقعداً في البرلمان الاتحادي.
لكن تسريبات تناولتها أوساط سياسية في الإقليم أشارت إلى أن «الديمقراطي» يرمي من وراء تلك التصريحات إلى ممارسة ضغوط سياسية على غريمه وشريكه في الحكم «الاتحاد الوطني» لانتزاع أكبر قدر ممكن من المكاسب الإدارية والسياسية.
وعلق بيرة على ذلك قائلاً إن «من حق الحزب الديمقراطي السعي لجني مزيد من المكاسب، لأن ذلك يندرج ضمن أصول المفاوضات والاجتهادات السياسية التي نخوضها معاً، وسيكون لكل طرف نصيبه حسب اجتهاده». وأكد أن «الاتحاد سيعلن مرشحه لمنصب الرئيس في اجتماع القيادة المقرر الأحد المقبل».
واتصلت «الشرق الأوسط» بعدد من قيادات «الديمقراطي الكردستاني» للحصول على رد رسمي على موقف «الاتحاد الوطني» بهذا الصدد، لكن من دون جدوى.
وكانت قيادة «الاتحاد» قد بحثت أيضاً مصير منصب محافظ كركوك الذي لا يزال موضع جدل واسع بين الحزبين الرئيسيين من جهة، والأحزاب الكردية والتركمانية والعربية من جهة أخرى.
وقال القيادي في «الاتحاد الوطني» آسوس علي إن «منصب المحافظ من حصة الاتحاد الوطني حصراً، وعلى نحو قاطع ولا يحتمل النقاش والجدال، لأننا حصلنا على ستة مقاعد من أصل 12 مقعداً في محافظة كركوك... أما أسباب عدم حسم القضية حتى الآن؛ فمردّها إلى مقاطعة الإخوة أعضاء الحكومة المحلية من كتلة الحزب الديمقراطي اجتماعات مجلس المحافظة الذي من حقه حصراً انتخاب المحافظ الجديد، وإلا فإن جلسة واحدة يمكنها حسم هذه الأمور كلها».
وكانت قوى تركمانية وعربية في كركوك أعلنت في بيانين رسميين منفصلين رفضها منح منصب المحافظ إلى الجانب الكردي. كما عارضت بشدة عودة قوات البيشمركة وأجهزة الأمن الكردية إلى مواقعها السابقة في المحافظة التي تركتها في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.