السودان: السجن 7 سنوات لمدير الأمن السياسي السابق

أدانته المحكمة بإساءة استخدام السلطة واستغلال الوظيفة

TT

السودان: السجن 7 سنوات لمدير الأمن السياسي السابق

حكمت محكمة جهاز الأمن والمخابرات السوداني الخاصة على اللواء أمن عبد الغفار الشريف، مدير إدارة الأمن السياسي السابق، بالسجن 7 سنوات وغرامة 7 ملايين جنيه سوداني (ربع مليون دولار تقريباً)، بعد أن أدانته بإساءة ممارسة السلطة واستغلال الوظيفة لتحقيق نفع، بموجب قانون الأمن الوطني.
وقال محامي المدان حسن برهان لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن المحكمة أدانت موكله تحت المادة «59» من قانون الأمن الوطني لسنة 2010 «بإساءة ممارسة السلطة المخولة أو استغلال الوظيفة، قصد تحقيق نفع مادي، أو معنوي أو تسبيب الضرر للغير»، وحكمت عليه بالسجن 7 سنوات مع النفاذ.
وأدانت المحكمة الشريف بمخالفة المادة (71) من قانون الأمن الوطني، وحكمت عليه بالغرامة على أن يتم تحصيل الغرامات، وفق قانون الإجراءات المدنية لسنة 1983.
ورفض محامي المتهم الكشف عن خطوته التالية. بيد أنه أوضح أن موكله فوضه باتخاذ كافة الإجراءات القانونية الكفيلة بالدفاع عنه، وفسر الغرامة بالعملات الأجنبية بأن هناك مبالغ بالعملات الأجنبية في التقاضي.
وكفلت المحكمة للمدان حق الاستئناف، وفقاً للقوانين السودانية التي تمهل المحكومين فترة 15 يوماً للتقدم باستئناف الأحكام، إذ يوجه الاستئناف لمحكمة الاستئناف العسكرية.
وألقى القبض على الشريف وآخرين على ذمة اتهامات تتعلق بقضايا فساد، بيد أن جهاز الأمن والمخابرات سحب ملف القضية من النيابة العامة، وحوله إلى نيابة أمن الدولة، بعد أن أعاده للخدمة ليحاكم وفقاً لقانون الأمن الوطني 2010، الذي يخضع له ضباط وجنود جهاز الأمن والمخابرات في الخدمة.
وبدأت جلسات محاكمة الشريف منذ يوليو (تموز) الماضي، بعد أن دونت نيابة أمن الدولة بحقه تهماً تتعلق بالقانون الجنائي، منها «خيانة الأمانة، والرشوة، والثراء الحرام والمشبوه، وغسل الأموال، ودعم الإرهاب» وبنوداً تتعلق بالأمن الوطني.
بيد أن المحكمة شطبت بعض التهم، واكتفت بإدانته بتهم تتعلق بالمادة 59 المتعلقة باستغلال النفوذ تجاه العاملين في إمرته، والمادة 71 المتعلقة بالسلوك المشين وغير اللائق.
وراجت أنباء أن المدان الشريف سيواجه اتهامات في المواد المشطوبة أمام القضاء المدني، بيد أن محاميه برهان قال إن موكله لا يمكن أن يحاكم مرتين، لكنه لم يقطع باستحالة توجيه تلك الاتهامات له مجدداً.
وأحيل الشريف، الذي كان يتمتع بنفوذ واسع داخل جهاز الأمن والمخابرات الوطني، للتقاعد في فبراير (شباط) الماضي بعد وقت قصير من عودة مدير الجهاز صلاح عبد الله «قوش» لمنصبه الذي أُعفي منه قبل عدة سنوات. وحققت نيابة أمن الدولة مع الشريف في وقت سابق حول امتلاكه 67 قطعة أرض وثلاث عربات، وبامتلاك ما يقارب 100 عربة وفقاً لشهود، وهي التهم التي أسقطتها محكمة جهاز أمن الدولة بحقه قبل أن تدينه أمس.
وتأتي محاكمة رجل الأمن السابق ضمن حملة لمحاربة الفساد، أعلنها الرئيس عمر البشير، وينفذها جهاز الأمن الوطني والمخابرات تحت مسمى «محاربة القطط السمان». وقد ألقى القبض خلال تلك الحملة على عدد من رجال المال والأعمال، الذين تربطهم شبهة علاقة بالشريف، وبمدير مكاتب الرئيس السابق طه الحسين، الذي أُعفي من مهام منصبه، وراجت بحقه اتهامات فساد، بيد أن الرجل لم يقدم لمحاكمة، وسمح له بمغادرة البلاد دون أن يعترضه أحد.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.