قررت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب تعليق دوام المدارس في مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان بسبب القصف المستمر من قوات النظام السوري والجيش الروسي.
كانت المديرية قد قالت في بيان: «قرار تعليق الدوام جاء نتيجة استهداف الطيران الروسي والحربي لمدرسة حيش بالصواريخ التي تحمل قنابل عنقودية، مما أدى إلى تدمير أجزاء منها».
وشمل التعليق مدارس عدة في ريف إدلب، وقال مسؤول في التعليم: «يمكننا استئناف الدوام حين نتأكد من توقف القصف على المنطقة بشكل كامل، لعدم تعريض حياة الطلاب للخطر، مع تعمد الطائرات الحربية قصف المنشئات المدنية والمدارس على وجه الخصوص».
ونزح أكثر من 30 ألف شخص من محافظة إدلب ومحيطها منذ مطلع الشهر الحالي، مع تصعيد دمشق وحليفتها موسكو القصف على المنطقة المعرضة لأن تشهد، وفق الأمم المتحدة، «أسوأ كارثة إنسانية» في القرن الحادي والعشرين جراء هجوم وشيك عليها.
وترسل قوات النظام السوري منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى إدلب ومحيطها، تمهيداً لشن هجوم وشيك، وكثفت في الأيام الأخيرة، بمشاركة طائرات روسية، ضرباتها الجوية على مناطق عدة في المحافظة، وجيوب محاذية لها، تشكل المعقل الأخير للفصائل «الجهادية» والمعارضة في سوريا.
كان ديفيد سوانسون، المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، قد قال لوكالة الصحافة الفرنسية: «نشعر بقلق عميق إزاء التصعيد الأخير في وتيرة العنف التي أدت إلى نزوح أكثر من 30 ألفاً في المنطقة؛ هذا أمر نراقبه عن كثب».
وجاء تقدير أعداد النازحين بعد ساعات من تشديد منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في جنيف، مارك لوكوك، على وجوب أن «تكون هناك سبل للتعامل مع هذه المشكلة، بحيث لا تتحول الأشهر القليلة المقبلة في إدلب إلى أسوأ كارثة إنسانية، مع أكبر خسائر للأرواح في القرن الحادي والعشرين».
ونزح السكان، وبينهم نساء وأطفال ورجال، وفق الأمم المتحدة، من ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الغربي، بالإضافة إلى ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، ووصلت غالبيتهم إلى مناطق في شمال إدلب، قريبة من الحدود مع تركيا، ويقيم 47 في المائة منهم حالياً في مخيمات.
وحذرت الأمم المتحدة من أن العملية العسكرية الوشيكة قد تجبر قرابة 800 ألف شخص، من إجمالي نحو 3 ملايين يقيمون في إدلب وجيوب محاذية لها، على الفرار من منازلهم، في ما قد يشكل أكبر عملية نزوح حتى الآن تشهدها الحرب السورية منذ اندلاعها قبل أكثر من 7 سنوات.
وتعرضت المحافظة لعشرات الغارات التي شنتها طائرات روسية على مناطق عدة في إدلب، في تصعيد هو «الأعنف» منذ بدء تلويح دمشق بهجوم وشيك.
وقال مدير صحة إدلب، منذر الخليل: «عندما يقررون السيطرة على منطقة، أول ما يقومون به هو ضرب المستشفيات؛ أخشى من أن ذلك قد بدأ بالفعل».
وفشل رؤساء روسيا وإيران وتركيا، الجمعة، خلال قمة عقدت في طهران، في تجاوز خلافاتهم حول إدلب، مع تمسكهم بمواقفهم.
طلاب إدلب قلقون من غارات النظام والروس
طلاب إدلب قلقون من غارات النظام والروس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة