«سالك» السعودية تستحوذ على «مريا أغرو» الزراعية الأوكرانية

«سالك» السعودية تستحوذ على «مريا أغرو» الزراعية الأوكرانية
TT

«سالك» السعودية تستحوذ على «مريا أغرو» الزراعية الأوكرانية

«سالك» السعودية تستحوذ على «مريا أغرو» الزراعية الأوكرانية

أعلنت الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني «سالك»، أمس (الأربعاء)، استحواذها على شركة «مريا أغرو الزراعية الأوكرانية»، في حين قالت الشركة إنها تتطلع إلى القيام بمزيد من الاستثمارات في أوكرانيا.
وبحسب «رويترز»، لم تكشف «سالك» عن تكلفة الاستحواذ، لكن الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو، قال أمس، إنها تصل إلى مئات الملايين من الدولارات... في حين قالت مصادر لوكالة «بلومبيرغ»، إن عملية الاستحواذ ستصل بمنطقة الزراعة التي تديرها «سالك» في أوكرانيا إلى ما يزيد قليلاً على 200 ألف هكتار (494 ألف فدان).
وقال بوروشينكو، إن «قرار (سالك) الاستحواذ على (مريا أغرو) هو حدث مهم للغاية حقاً، ويظهر استعداد المستثمرين للاستثمار في أوكرانيا والتغيرات الجذرية في مناخ الاستثمار ونهج المستثمرين إزاء بلدنا».
ووفقاً لـ«رويترز» تعتبر شركة «مريا أغرو الزراعية الأوكرانية»، واحدة من أكبر الشركات الزراعية في أوكرانيا.
وبحسب «بلومبيرغ»، تأتي جهود الاستحواذ بعد 5 أشهر من تعيين «سالك» ماثيو يانسن، مديراً تنفيذياً لها؛ ما يبرز طموحات الشركة في النمو، وكان يانسن، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «كوفكو» الدولية المحدودة، الذراع التجارية لأكبر شركة للمواد الغذائية في الصين، وهو معروف بشهيته للصفقات. وتعد أوكرانيا أكبر منتج للذرة في أوروبا، والسعودية هي أكبر مشترٍ لها في العالم. وجذبت التربة الخصبة في منطقة البحر الأسود وسهولة الوصول إلى أبرز مستوردي الحبوب والبذور الزيتية في الشرق الأوسط اهتمام «سالك».
وبحسب «بلومبيرغ»، تدير «سالك» بالفعل نحو 45 ألف هكتار متاخمة للمزارع التي تديرها «مريا»، وسيشكل الاستحواذ واحدة من أكبر العمليات الزراعية في أوكرانيا.
ويشار إلى أن شركة «سالك» تسعى للحصول على فرص استثمارية في البلدان التي ترحب بالاستثمارات الخارجية وتتمتع بمزايا نسبية. ومن المتفق عليه عالمياً أن قطاعي الإنتاج الزراعي والتوزيع يستفيدان من الاستثمارات ذات القيمة المضافة. لذلك؛ تساهم استثمارات «سالك» بتعزيز الإنتاج الزراعي وتحسين الفاعلية، إضافة إلى تطوير الكفاءات في حلقات سلسلة الاستثمار الزراعي.
وتساهم استثمارات «سالك» السعودية في توفير الإمدادات الغذائية المستهدفة، كما أن الشركة تعمل على تنفيذ استراتيجيتها الطموحة للدخول في شراكات مع الحكومات والشركات والمجتمعات ذات الاختصاص. في حين تحرص «سالك» على الاستثمار في المشروعات الزراعية ومشروعات الإنتاج الحيواني وإقامة هذه المشروعات، إضافة إلى قيامها بمتابعة عملية تنفيذ هذه الاتفاقيات مع الشركات الزراعية المحلية والعالمية، ومع جميع المستثمرين في سلسلة الاستثمار الزراعي.
ووضعت الشركة استراتيجية واضحة المعالم تحدد مسارها الاستثماري، بحيث تساهم الشركة بفاعلية في الاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني لتحقق عائدات استثمارية مجزية. كما حددت الخطوط العامة لاستراتيجية الشركة الأسلوب الأمثل لتحقيق أغراضها بحيث لا يتم التركيز على الاستثمار في الزراعة والإنتاج الحيواني فقط، بل يمتد ذلك للاستثمار في حلقات الإمداد والتخزين والمناولة؛ وذلك لغرض اختصار عامل الزمن وتحقيق المرونة الكافية التي تضمن مخزونات كافية من السلع الغذائية وتوريدها إلى المملكة بانتظام لمواجهة أي تقلبات سوقية أو مناخية.
وتهدف استراتيجية الشركة إلى التركيز على السلع الأساسية وهي: القمح، الشعير، حبوب الذرة، فول الصويا، الأرز، السكر، الزيوت النباتية، الأعلاف الخضراء، اللحوم الحمراء، مشتقات الحليب، الدواجن والثروة السمكية.
وتنتهج «سالك» في إدارة عملياتها على الاستثمار الفعّال والمتخصص في مجال الاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني، ويتم اعتماد الإدارة بالأهداف والسعي لتحقيق الأرباح ضمن الاستراتيجية المعتمدة للشركة.


مقالات ذات صلة

حمى وإصابة وسيجار... انطلاقة كونسيساو مع الميلان بحصد «السوبر»

رياضة عالمية توَّج سيرجيو كونسيساو أسبوعه الأول المذهل مع ميلان بالفوز بكأس السوبر الإيطالية (إ.ب.أ)

حمى وإصابة وسيجار... انطلاقة كونسيساو مع الميلان بحصد «السوبر»

توَّج سيرجيو كونسيساو أسبوعه الأول المذهل مع ميلان بالفوز بكأس السوبر الإيطالية لكرة القدم أمس الاثنين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية يامين لامال لحظة وصوله مطار الملك عبد العزيز بجدة (وزارة الرياضة)

جدة تستقبل نجوم برشلونة بالقهوة السعودية… والورود

وصلت بعثة فريق برشلونة الاسباني إلى جدة الاثنين تحضيرا لانطلاق منافسات السوبر الاسباني بجدة الأربعاء.

علي العمري (جدة) ضحى المزروعي (جدة)
رياضة سعودية الأمير سلطان بن عبد العزيز كان من الداعمين للفروسية في عهده رحمه الله (واس)

الخميس... انطلاق مهرجان الأمير سلطان العالمي للجواد العربي

يستقبل ميدان الملك عبد العزيز بالجنادرية، الخميس، انطلاقة الحدث الأعظم في عالم سباقات الخيل العربية بأشواط مهرجان الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمي للجواد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية نزالات نارية ستشهدها «بطاقة الرياض» (الشرق الأوسط)

«موسم الرياض»: رسمياً... طرح تذاكر نزال أديسانيا وإيموفوف

أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، قائمة النزالات في حدث «يو إف سي» العالمي الذي ينظم ضمن فعاليات «موسم الرياض».

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية موراتا لاعب الميلان خلال استعدادات فريقه لمواجهة السوبر (أ.ف.ب)

«السوبر» الإيطالية: الميلان واليوفي يسخنان شتاء الرياض بقمة نارية

تتواصل اليوم منافسات النسخة 37 من بطولة «كأس السوبر الإيطالية» المقامة للمرة الخامسة في السعودية، وذلك بمواجهة نارية من الوزن الثقيل بين الميلان واليوفي على

فهد العيسى (الرياض) هيثم الزاحم (الرياض)

الهند تواجه تحديات اقتصادية كبيرة وسط تباطؤ النمو والتوترات العالمية

منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)
منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)
TT

الهند تواجه تحديات اقتصادية كبيرة وسط تباطؤ النمو والتوترات العالمية

منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)
منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)

بعد النمو الاقتصادي العالمي في العام الماضي، يبذل صناع السياسات في الهند جهوداً حثيثة لتجنّب تباطؤ حاد مع تفاقم الظروف العالمية وتراجع الثقة المحلية؛ مما أدى إلى محو ارتفاع سوق الأسهم مؤخراً.

ويوم الثلاثاء، توقّع ثالث أكبر اقتصاد في آسيا نمواً سنوياً بنسبة 6.4 في المائة في السنة المالية المنتهية في مارس (آذار)، وهو الأبطأ في أربع سنوات وأقل من التوقعات الأولية للحكومة، مثقلاً بضعف الاستثمار والتصنيع، وفق «رويترز».

ويأتي خفض التصنيف بعد مؤشرات اقتصادية مخيّبة للآمال وتباطؤ في أرباح الشركات في النصف الثاني من عام 2024؛ مما أجبر المستثمرين على إعادة التفكير في الأداء المتفوّق للبلاد في وقت سابق، وألقى الشكوك حول الأهداف الاقتصادية الطموحة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وتعمل المخاوف الجديدة على تكثيف الدعوات للسلطات إلى رفع المعنويات من خلال تخفيف الإعدادات النقدية وإبطاء وتيرة التشديد المالي، خصوصاً أن رئاسة دونالد ترمب الثانية الوشيكة تلقي مزيداً من عدم اليقين بشأن آفاق التجارة العالمية.

وقالت كبيرة خبراء الاقتصاد في شركة «إمكاي غلوبال فاينانشيال سيرفيسز»، مادهافي أرورا: «عليك إحياء روح الثقة والتفاؤل، وعليك أيضاً التأكد من انتعاش الاستهلاك. الأمر ليس بهذه السهولة»، مضيفة أن الهند يمكنها توسيع موازنتها المالية أو خفض أسعار الفائدة.

وتأتي مثل هذه الدعوات وسط سلسلة من الاجتماعات التي عقدها صنّاع السياسات الهنود مع الشركات التي تشعر بقلق متزايد بشأن تعثر الطلب. وعقدت وزيرة المالية، نيرمالا سيتارامان، سلسلة من الاجتماعات في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مع الصناعة والاقتصاديين، وهو أمر معتاد قبل الموازنة السنوية للهند التي من المقرر أن تصدر في الأول من فبراير (شباط) المقبل.

وتشمل بعض التدابير المقترحة في تلك المحادثات لتعزيز النمو وضع مزيد من الأموال في أيدي المستهلكين وخفض الضرائب والتعريفات الجمركية، وفقاً لمطالب الجمعيات التجارية والصناعية.

مخاوف متزايدة

تسبّبت المخاوف بشأن اقتصاد الهند في انخفاض مؤشر «نيفتي 50» القياسي بنسبة 12 في المائة من أواخر سبتمبر (أيلول) إلى نوفمبر (تشرين الثاني). وقد استعاد السهم تلك الخسائر لينهي عام 2024 مرتفعاً بنسبة 8.7 في المائة، وهي مكاسب جيدة؛ لكنها بعيدة عن مكاسب العام السابق البالغة 20 في المائة.

ومع تراجع الثقة، يبدو أن الجهود السياسية الرامية إلى تحفيز النمو تتسع. وذكر التقرير الاقتصادي الشهري للهند الذي نُشر الشهر الماضي، أن السياسة النقدية المتشددة للبنك المركزي كانت مسؤولة جزئياً عن الضربة التي تلقاها الطلب.

وأجرى مودي بعض التغييرات البارزة مؤخراً التي من المتوقع أن ترفع النمو الاقتصادي بصفته أولوية على استقرار الأسعار.

في خطوة مفاجئة في ديسمبر، عيّن مودي سانغاي مالهوترا محافظاً جديداً للبنك المركزي، ليحل محل شاكتيكانتا داس، البيروقراطي الموثوق به الذي كان من المتوقع على نطاق واسع أن يحصل على فترة ولاية أخرى لمدة عام إلى عامين رئيساً، بعد أن أكمل ست سنوات على رأس البنك.

وجاء تعيين مالهوترا الذي قال مؤخراً إن البنك المركزي سيسعى جاهداً لدعم مسار نمو أعلى، فوراً بعد أن أظهرت البيانات تباطؤ نمو الربع الثالث من سبتمبر أكثر بكثير من المتوقع إلى 5.4 في المائة.

مواجهة الأزمات

خلال الوباء، سعى مودي إلى الحفاظ على نمو الاقتصاد من خلال زيادة الإنفاق على البنية التحتية والحد من الإنفاق الباهظ للحفاظ على المالية العامة للحكومة في حالة جيدة. وقد أدى ذلك إلى رفع نمو الناتج المحلي الإجمالي الرئيسي، لكنه لم يدعم الأجور أو يساعد الاستهلاك في الحفاظ على التوسع السنوي بأكثر من 7 في المائة على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وقال الزميل الزائر في مركز التقدم الاجتماعي والاقتصادي، سانجاي كاثوريا، إنه في حين أن اقتصاد الهند قد لا يزال يتفوّق على الاقتصاد العالمي، فإن السؤال هو ما إذا كان بإمكانه الحفاظ على نمو يتراوح بين 6.5 في المائة و7.5 في المائة، أو التباطؤ إلى 5 في المائة و6 في المائة.

وقالت أرورا إن البلاد تعيش حالياً «حالة من الغموض»؛ حيث لا ينفق الأفراد. وتتوقع أن يستمر هذا إذا لم يتحسّن التوظيف، وظل نمو الأجور ضعيفاً.

التخفيضات الجمركية وخطة لمواجهة حروب ترمب

أفادت «رويترز» الشهر الماضي بأن الحكومة تخطّط لخفض الضرائب على بعض الأفراد، وتستعد لتقديم تخفيضات جمركية على بعض السلع الزراعية وغيرها من السلع المستوردة بشكل رئيسي من الولايات المتحدة، لإبرام صفقة مع ترمب.

ويقول خبراء الاقتصاد إن الحكومة ستضطر إلى إبطاء بعض تشديدها المالي لدعم النمو مع نجاح مثل هذه التدابير التي تعتمد على مدى التخفيضات.

وحول التجارة، يقول المحللون إن الهند بحاجة إلى خطة موثوقة لمحاربة حروب ترمب الجمركية. وقال خبراء اقتصاديون إنه إذا ظلّت الصين الهدف الرئيسي لرسوم ترمب الجمركية، فقد يمثّل ذلك فرصة للهند لتعزيز مكانتها التجارية، رغم أنها ستحتاج أيضاً إلى السماح للروبية بالهبوط أكثر لجعل صادراتها أكثر قدرة على المنافسة.

ووصلت الروبية إلى مستويات منخفضة متعددة في الأسابيع القليلة الماضية، وكان 2024 هو عامها السابع على التوالي من الانخفاض، ويرجع ذلك في الغالب إلى ارتفاع قيمة الدولار. ويوم الأربعاء، وصلت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق.

وقال كاثوريا، وهو أيضاً أستاذ مساعد في جامعة «جورج تاون»، إن الهند بحاجة إلى «تنفيذ ترشيد التعريفات الجمركية بجدية، للمساعدة في دمج نفسها بشكل أعمق في سلاسل القيمة العالمية».

وقد يشمل هذا تخفيضات التعريفات الجمركية، بهدف تجنّب الرسوم العقابية من البيت الأبيض في عهد ترمب بشكل استباقي.

وقال رئيس نظام الأبحاث والمعلومات للدول النامية ومقره نيودلهي، ساشين تشاتورفيدي: «يجب على الهند أن تعلن بعض التدابير الاستباقية للولايات المتحدة، لتقديم تنازلات لها، بدلاً من انتظار الإدارة الجديدة لإعلان خطواتها».