«مساحات العمل»... اقتصاد تشاركي لرواد الأعمال في السعودية

كثيراً ما تواجه بعضاً من رواد الأعمال في السعودية تحديات توفير المكان الملائم لممارسة أعمالهم، أو الالتقاء بعملائهم في بيئة توفر متطلبات مهامهم؛ حتى تحقق الأمر بكثافة في زيادة نشاط «مساحات العمل المشتركة»، التي تتم الاستفادة منها بنظام الساعة أو اليوم أو الشهر.
وهذه الخدمة المستحدثة في عالم الأعمال مبنية فكرتها على توفير مكاتب مشتركة بمكان مفتوح، تتمتع بجودة احترافية وبأسعار اقتصادية، تجذب رواد الأعمال وأصحاب العمل الحر والطلاب وأصحاب المواقع الإلكترونية، الذين يطمحون لتكوين كيان لأعمالهم. إذ يبلغ عدد مساحات العمل المشتركة في السعودية اليوم أكثر من 30 جهة، تسعى لسد ثغرة الحاجة لمقر أعمال بتكلفة متواضعة وفترات مؤقتة.
ومساحات العمل المشتركة، تُعرفها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة بالسعودية، بأنها: كيان قائم على الاقتصاد التشاركي، يهدف لتوفير مساحات عمل مشتركة وغرف اجتماعات يمكن تأجيرها بالساعة أو باليوم أو بالشهر، لرواد الأعمال وأصحاب المشروعات الناشئة والعمل المستقل والشركات، من خلال توفر الخدمات الأساسية من مكاتب مغلقة أو مفتوحة مؤثثة وخدمات الاتصالات والسكرتارية، بالإضافة إلى إمكانية إقامة فعاليات وورش عمل وتوفير الخدمات الاستشارية.
وعن هذا النشاط الواعد تتحدث حسيبة الإسكندراني، التي تدير إحدى مقرات الأعمال هذه، فتقول: «كثير من رواد الأعمال يواجهون مشكلة إيجاد مكان يلتقون فيه مع عملائهم بشكل ملائم يثبت جديتهم واحترافيتهم، ولا يحبذون استضافة الناس في مقهى أو منزل، وبالوقت نفسه من الصعب أن يستأجروا مكتباً بعقد طويل بلا حاجة».
وتتوقع الإسكندراني خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن يزداد هذا العدد في الفترة المقبلة، خاصة بعد اجتياز عقبة الترخيص، حسب وصفها. إذ أتيحت تراخيص هذا النشاط خلال العام الحالي 2018.
وأضافت الإسكندراني أن عدداً من الشركات العالمية اتجهت إلى توفير التشاركية مع بيئات الأعمال التشاركية، حيث تتعزز القدرة على الإبداع، نتيجة اختلاط الناس من مختلف المجالات.
ولا تقتصر مساحات العمل المشتركة على توفير المكاتب التي تبدأ قيمة حجزها شهرياً بنحو 100 دولار تقريباً، إذ تشمل كذلك حجز صالات للاجتماعات، بما يتيح لأصحاب الأعمال الحرة والأعمال الافتراضية الالتقاء مع فريق المشروع بمكان مزود بكل الخدمات المكتبية، وبوجود ضيافة ومشروبات وحراسة أمنية وخدمات سكرتارية، وأحياناً تضاف لذلك خدمات الترجمة والاستشارات، مما يضفي على هذه التجربة أبعاداً كبيرة.