آبي أحمد وأفورقي يحتفلان بالسنة الجديدة بين جيشيهما على الحدود

افتتحا معبرين حدوديين وتبادل جنودهما العناق

آبي وأفورقي يزوران منطقة الحدود بين بلديهما أمس
آبي وأفورقي يزوران منطقة الحدود بين بلديهما أمس
TT

آبي أحمد وأفورقي يحتفلان بالسنة الجديدة بين جيشيهما على الحدود

آبي وأفورقي يزوران منطقة الحدود بين بلديهما أمس
آبي وأفورقي يزوران منطقة الحدود بين بلديهما أمس

احتفل الرئيسان الإثيوبي والإريتري بالسنة الإثيوبية الجديدة بين جيشيهما على الحدود المشتركة، معلنين عهداً جديداً من الصداقة والشراكة بين بلديهما، وانتهاء القتال بين الجيشين.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي أن الرئيس آبي أحمد أحمد والرئيس آسياس أفورقي احتفلا بالسنة الإثيوبية الجديدة مع قوات دفاع البلدين في منطقة زالامبيسا الحدودية، وهو احتفال من شأنه تعزيز علاقات السلام بين بلديهما، وذلك بعد أسابيع من إعلان المسؤولين مرحلة جديدة في علاقات أديس أبابا وأسمرا، تنهي حالة الكراهية التي نتجت عن الحرب الحدودية طوال عشرين عاماً، ولتعزيز التقارب بين العاصمتين.
واحتفل الإثيوبيون أمس بمطلع السنة الإثيوبية على التقويم «الجئزي» المكون من 12 شهراً (كل شهر 30 يوماً)، إضافة إلى ستة أيام تعد الشهر الأخير «الثالث عشر» من كل عام. والتقويم الإثيوبي متأخر عن التقويم الميلادي بسبعة إلى ثمانية أعوام، نتيجة لحسابات مختلفة بشأن ولادة السيد المسيح، وقد احتفلوا أمس بالعام 2011.
وبحسب وكالة الأنباء الإثيوبية «أينا» فإن أحمد وأفورقي وصلا منطقة «زالامبيسا» في ولاية تقراي لإقامة الاحتفال هناك، ونقلت عن أحمد قوله إنه من المقرر أن تحتفل «قوات الدفاع الإثيوبية ونظراؤهم الإريتريون بالسنة الجديدة الإثيوبية معاً على الحدود».
وافتتح الرئيسان أمس معبرين بريين يربطان بلديهما، ظلا مغلقين منذ قطع العلاقات بين الدولتين، ونظم احتفال جماهيري كبير بمعبري «بوري وزالامبيسا» الحدوديين، حضره قادة جيشي البلدين، وتبادل خلاله جنود إثيوبيا وإريتريا المواقع الحدودية والسلام والعناق.
ودمرت الحرب بين البلدين حياة ملايين الأشخاص على جانبي الحدود، وحرمت إثيوبيا، الدولة المغلقة من الوصول إلى الموانئ الإريترية، كما حالت دون استفادة إريتريا من أكبر سوق في الإقليم. وخاض البلدان حرباً حدودية في الفترة 1998 - 2000 أسفرت عن مقتل نحو 80 ألف شخص، ثم استؤنف العهد الجديد من العلاقات بين البلدين، عقب إعلان الرئيس آبي قبول بلاده لاتفاقية الجزائر للسلام، التي أنهت الحرب الدموية بين الجيشين الجارين.
ونصت اتفاقية الجزائر 12 ديسمبر (كانون الأول) 2000 على الوقف الفوري للحرب، وشكلت بموجبها لجنة قضاة دوليين لترسيم الحدود، قضت بتبعية «مثلث بادمي» الحدودي المتنازع عليه لإريتريا. لكن السلطات الإثيوبية لم تنفذ القرار، حتى إعلان رئيس الوزراء آبي أحمد اعتراف بلاده بقرار لجنة القضاة الدوليين بعد أشهر من توليه مهام منصبه. لكن تسارعت الأحداث بعد هذا الاعتراف، فوقع البلدان اتفاق سلام في يوليو (تموز) أنهى بموجبه القطيعة التي استمرت عشرين عاماً، واتفقا على تطبيع العلاقات، وسارعا إلى فتح السفارات، وسمحا بالانتقال الحر للأشخاص عبر حدود الدولتين، كما أعادا افتتاح خطوط الطيران في كلتا العاصمتين، والاتصال الهاتفي الدولي المباشر، فضلاً عن السماح لإثيوبيا، التي تملك حدوداً بحرية، باستخدام الموانئ الإثيوبية، وبدأت السفينة الإثيوبية مكلي الأسبوع الماضي العمل في ميناء مصوع، وشهد الرئيسان أول سفرياتها عندما كانت متجهة إلى الصين.
وشارك في حفل افتتاح المعبرين نائب رئيس الوزراء الإثيوبي دمقى مكونن، ونائب رئيس ولاية تيغري ديبرتسيون غبرميكائيل، ومسؤولون حكوميون كبار آخرون من كلا البلدين.
ويتوقع أن يعزز افتتاح المعبر الحدودي، والاحتفالات بين جيشي البلدين السلام والثقة بينهما، كما يشجعان حركة التجارة البينية والعالمية بين البلدين، بما يسهم في تطوير اقتصاديهما.



​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
TT

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

استعادت جماعة «بوكو حرام» الموالية لـ«تنظيم داعش» الإرهابي، قدرتها على المبادرة والهجوم في مناطق مختلفة بشمال نيجيريا، وشنّت هجوماً استهدف قاعدة عسكرية تابعة للجيش، قُتل فيه خمسة جنود على الأقل، وأُصيب عشرة جنود، فيما قال الجيش إنه قتل أكثر من خمسين من عناصر الجماعة الإرهابية.

وقالت قيادة الجيش النيجيري في بيان، إن الهجوم الإرهابي الذي شنّه فرع من جماعة «بوكو حرام»، في غرب أفريقيا، استهدف القوات المتمركزة بموقع عمليات التثبيت بقرية «كاريتو»، بولاية بورنو، في أقصى شمال شرقي نيجيريا، على الحدود مع دولة النيجر.

البيان الصادر عن مدير الإعلام العسكري، اللواء إدوارد بوبا، قال إن الهجوم الإرهابي وقع بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، ووصفه بأنه «كان منسقاً»، قبل أن يؤكد «مقتل خمسة جنود وإصابة عشرة آخرين بجروح، بالإضافة إلى فقدان أربعة جنود آخرين».

من عملية ضد جماعة «بوكو حرام» (أرشيفية متداولة)

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم قيادة الجيش إن «القوات المسلحة نجحت في القضاء على عدد من الإرهابيين، واستعادة أسلحة كانت بحوزتهم»، مشيراً إلى تكبد الجيش خسائر مادية «فادحة»، حيث إن منفذي الهجوم الإرهابي أحرقوا بعض المعدات «بما في ذلك شاحنة محملة بالأسلحة، وثلاث مركبات تكتيكية، وجرافة».

وأطلق الجيش النيجيري عملية تعقب بقيادة وحدة من قوات الدعم مع غطاء جوي، وقال إن الهدف هو «استكشاف المنطقة بشكل عام، ومسارات انسحاب الإرهابيين»، وفق تعبير البيان.

وتسعى القوات النيجيرية إلى قطع الطريق أمام منفذي الهجوم الإرهابي، بهدف استعادة الجنود المفقودين، في ظل توقعات بأن الإرهابيين «اختطفوهم» ليكونوا دروعاً بشرية تحميهم من أي قصف جوي.

صورة أرشيفية لهجوم شنّته جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا (رويترز)

الهجوم الإرهابي استهدف قرية «كاريتو»، التي لا تبعد سوى 153 كيلومتراً عن العاصمة الإقليمية مايدوجوري، وهي المقر الرئيس لـ«الكتيبة 149» التابعة للجيش النيجيري، التي تشارك بنشاط في عمليات محاربة الإرهاب، كما استهدف معاقل فرعي جماعة «بوكو حرام»، الموالية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة».

وقالت قيادة الجيش النيجيري إن «هذا الهجوم لن يثني القوات المسلحة النيجيرية عن القضاء على الإرهاب والتمرد والتحديات الأمنية الأخرى التي تواجه البلاد»، وأعربت عن تعويلها على تعاون السكان المحليين في ملاحقة الإرهابيين.

وأعلن حاكم ولاية بورنو، باباغانا زولوم، عن وقوفه إلى جانب القوات المسلحة النيجيرية، وأضاف في بيان صحافي أن الهجوم «يعيد إلى الأذهان مستوى وحشية العناصر الإرهابية لجماعة (بوكو حرام)».

وبينما أعلن عدد من كبار قادة الجيش في نيجيريا عن انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»، والاقتراب من القضاء عليها بشكل نهائي، بدأت الجماعة تعيد ترتيب صفوفها، وإظهار قدرات جديدة على المبادرة والهجوم.

ففي حادث منفصل، نصب مسلحون من «بوكو حرام»، الثلاثاء، كميناً لفريق مراقبة من قوات الأمن والدفاع المدني النيجيرية، كان يتفقد منشآت الشبكة الوطنية للكهرباء والطاقة في إقليم النيجر التابع لنيجيريا.

مسلحو «بوكو حرام» خلَّفوا الخراب والدمار في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال المتحدث باسم قوات الأمن والدفاع المدني أفولابي باباوالي، إن خطوط الشبكة الوطنية للطاقة تعرضت مؤخراً لهجمات إرهابية تخريبية، وقد أسفرت عن انقطاع واسع للتيار الكهربائي في أقاليم شمال نيجيريا.

وأوضح المتحدث أنه «حينما كانت فرق الأمن تتفقد خطوط الشبكة الوطنية، تعرضت لهجوم إرهابي نفذه أكثر من 200 مسلح نصَبوا كميناً من قمة أحد التلال»، مشيراً في السياق ذاته إلى أن المواجهات بين الطرفين «أسفرت عن مقتل أكثر من خمسين إرهابياً، فيما يوجد سبعة جنود في عداد المفقودين».

وتتزامن هذه الهجمات الإرهابية المتفرقة، مع معارك طاحنة تجري منذ أسابيع ما بين جيش تشاد ومقاتلي «بوكو حرام» في منطقة حوض بحيرة تشاد، التي تُوصف بأنها «العمق الاستراتيجي» للتنظيم الإرهابي، حيث توجد قواعده الخلفية وسط الغابات والجزر المترامية في واحدة من أكبر المناطق الرطبة في أفريقيا.