تونس: نقابة العمال تلوّح بإضراب عام في مواجهة الحكومة

TT

تونس: نقابة العمال تلوّح بإضراب عام في مواجهة الحكومة

قلل عدد من المراقبين من خطورة تنفيذ إضراب عام في المنشآت والمؤسسات العمومية التونسية قبل الخامس عشر من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وعزوا التلويح بشنه إلى العلاقة المتوترة بين النقابة والحكومة، وذلك بسبب عدم استجابتها لمطالب الاتحاد، المتمثلة في الزيادة في الأجور ورحيل رئيس الحكومة، لكنهم رأوا أن انعكاس هذا القرار وإمكانية إقراره من قبل الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل، التي ستجتمع في 20 من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي للحسم النهائي، سيضاعف من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها تونس، وقد يؤدي إلى غلق قنوات الحوار بصفة نهائية بين الحكومة ونقابة العمال.
ونبه أكثر من طرف سياسي واجتماعي إلى إمكانية خروج الإضراب العام، الذي قرره اتحاد الشغل (نقابة العمال)، عن إطاره النقابي في حال تنفيذه، وتحوله إلى موجة من الاحتجاجات الاجتماعية، التي سبق أن عرفتها مدن تونس خلال الشهور الأخيرة للتنديد بغلاء المعيشة وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين.
وفي هذا السياق قال منعم عميرة، الأمين العام المساعد في اتحاد الشغل والمكلف الوظيفة العمومية، إن «تلكؤ الحكومة في المفاوضات الاجتماعية حول الزيادات في الأجور لم تفض إلى أي نتيجة تذكر»، نظرا إلى تزايد ضغوط الجهات الأجنبية، وخاصة اشتراطات صندوق النقد الدولي، التي أدت إلى اتخاذ قرار الإضراب العام في تونس، حسب تعبيره. وأوضح المصدر ذاته أن اتحاد الشغل عرض على الحكومة عددا من القضايا المهمة، وفي مقدمتها القانون العام للوظيفة العمومية، وملف تفويت مؤسسات القطاع العام.
في السياق نفسه، ذكرت مصادر مقربة من الاتحاد العام التونسي للشغل، أنه بدأ التحضير لمجموعة من التحركات النضالية المرتقبة، قصد الدفاع عن مؤسسات القطاع العام، وكذلك للرد على الحملات الممنهجة ضدّ اتحاد الشغل. وفي هذا الصدد، اتهم سامي الطاهري، المتحدث باسم الاتحاد العام التونسي للشغل، حركة النهضة بالوقوف وراء حملات تشويه القيادات النقابية، مؤكدا أنها تولت منذ سنة 2012 حملات للهجوم على الاتحاد لأنها ترى أنه لا يمكن أن تحكم البلاد «إلا باندثاره» على حد تعبيره. كما أشار إلى الدعم المالي الذي تلقته حكومة الشاهد، المدعومة من حركة النهضة، من بريطانيا لتلميع صورة الحكومة، والقضاء على التحركات الاجتماعية الاحتجاجية، التي عرفتها البلاد في بداية السنة الحالية.
وبخصوص الإضراب العام المرتقب، اعتبر الطاهري أن الإضراب «لا علاقة له ببقاء حكومة الشاهد، أو زوالها»، مشيرا إلى المشاورات المكثفة التي نظمها الاتحاد مع قيادات الأحزاب والمنظمات التونسية بهدف إنقاذ البلاد. وقال إن «بقاء حكومة الشاهد سيؤدي إلى انهيار البلاد وإفلاسها»، مؤكدا أن دعوة الاتحاد إلى تغيير الحكومة «لا علاقة لها بالترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها سنة 2019. بل ترجع بالأساس إلى الفشل الذريع في حل معضلة البطالة والتنمية والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.