قوى معارضة تبحث في الأردن اليوم إنقاذ العراق من أزمته الراهنة

عمان عاصمة الاردن
عمان عاصمة الاردن
TT

قوى معارضة تبحث في الأردن اليوم إنقاذ العراق من أزمته الراهنة

عمان عاصمة الاردن
عمان عاصمة الاردن

بدأت في العاصمة الأردنية عمان أمس اجتماعات تحضيرية لمؤتمر للمعارضة العراقية لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي سيعقد اليوم، للبحث في سبل إيجاد حل سياسي لإخراج العراق من محنته الحالية والتأكيد على رفض حكومة المالكي.
وأفادت مصادر عراقية بأنه ستشارك في المؤتمر مئات الشخصيات من داخل العراق وخارجه يمثلون القوى العراقية المعارضة للتوسع الإيراني في العراق. وأوضحت المصادر ذاتها لـ«الشرق الأوسط» أن المؤتمر سيخرج بتوصيات عدة في مقدمتها إبداء المجاميع المسلحة استعدادها لمقاتلة عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق، مقابل عدم استمرار المالكي على رأس الحكومة لولاية ثالثة.
وحسب المصادر، سيمهد المشاركون الطريق أمام عقد المؤتمر العام للقوى الوطنية العراقية بعد عيد الفطر المبارك في عمان بمشاركة ممثلين عن المعارضة المسلحة والسلمية «لاستثمار الفوز الذي حققته الثورة ضد سياسة حكومة المالكي الطائفية وارتباطها بالمحور الإيراني الذي تتقاطع أهدافه مع إرادة العراقيين ورفضهم للهيمنة والإملاءات الإيرانية».
ومن المنتظر، حسب المصادر، أن يدعو المؤتمر إلى «توحيد الجهود والمواقف تجاه الأحداث في العراق، وطلب الدعم للثورة الشعبية العراقية، على اعتبار أنها ثورة شعب ضد الظلم من أجل إسقاط حكومة نوري المالكي لما يتعرض له الشعب العراقي من ظلم وتقسيم على أسس طائفية وعرقية ومذهبية».
بدوره، قال رعد عبد الستار السليمان، رئيس الهيئة التنسيقية لثورة العشائر المشارك في الاجتماعات في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» إن «كل الأطراف المشاركة في الاجتماعات أكدت على وحدة العراق ورفض التقسيم»، مبينا أنه جرى خلال الجلسات التحضيرية طرح موضوع إنشاء إقليم للسنة لكن ألغي هذا الموضوع نهائيا من برنامج المؤتمر، مشيرا إلى أن إقليم كردستان «يتمتع بخصوصيته لأنه كان إقليما قبل ثورتنا على المالكي ونحن نمتلك علاقات استراتيجية مع الإخوة الكرد، فهم مثلنا نحن السنة يعانون من ظلم سياسات المالكي». وكشف السليمان عن أن أكثر من 250 شخصية عراقية وطنية وأكثر من 11 فصيلا معارضا لنظام المالكي والنفوذ الإيراني شاركوا في الجلسات التحضيرية للمؤتمر، موضحا أن المرجع السني الشيخ عبد الملك السعدي وعدد كبير من الشخصيات الأكاديمية والعشائرية شاركوا في هذه الجلسات، إضافة إلى «المجالس العسكرية وثوار العشائر والضباط السابقين وكتائب ثورة العشرين وجيش المجاهدين وجيش النقشبندية والبعثيين والجيش الإسلامي وجيش الراشدين».
من جانبه، قال وضاح مالك الصديد، أحد شيوخ عشائر شمر، إن المؤتمر تشارك فيه «العشائر الوطنية التي لم تنخرط في العملية السياسية في العراق»، مضيفا: «مؤتمرنا ليس لتكريس الطائفية وليس لتقسيم العراق ولكنه يقصي العشائر التي شاركت في الحكومة العراقية والتي تشكلت منها الصحوات والتي دعمت الاحتلال الأميركي للعراق والتي شاركت بالعملية السياسية بالمجمل». وأضاف: «المؤتمر يمثل الثوار والمقاومة ولا علاقة له بـ(داعش)»، بينما بين أن المؤتمر لا تدعمه أية دول عربية أو غير عربية، باستثناء «الترحيب الأردني بعقده».
ونأت الحكومة الأردنية بنفسها عن المؤتمر الشعبي العراقي، مؤكدة أن هذا شأن عراقي داخلي، لكنّ مشاركين قالوا لشبكة «سي إن إن» الأميركية إن المؤتمر عقد بطلب من القوى الوطنية العراقية و«رغبة واستجابة أردنية» رسمية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.