الداعية الأردني المتشدد «أبو قتادة» ينتقد إعلان الخلافة الإسلامية

أكد أنها بيعة باطلة لا تلزم إلا أصحابها

الداعية الأردني المتشدد «أبو قتادة» ينتقد إعلان الخلافة الإسلامية
TT

الداعية الأردني المتشدد «أبو قتادة» ينتقد إعلان الخلافة الإسلامية

الداعية الأردني المتشدد «أبو قتادة» ينتقد إعلان الخلافة الإسلامية

انتقد الداعية الإسلامي الأردني المتشدد عمر محمود عثمان (أبو قتادة) إعلان دولة «الخلافة الإسلامية»، مؤكدا أنها بيعة «باطلة» و«لا تلزم إلا أصحابها» لأن ذلك لا يكون «إلا باتفاق أصحاب الأمر من أهل الشورى».
وقال أبو قتادة، في رسالة رمضانية، عنوانها «ثياب الخليفة»، وجهها من سجنه في الأردن وتناقلتها مواقع إلكترونية أمس، إن تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» دخل فيه الانحراف من جهتين: «أولاهما، من أفراخ جماعة الخلافة، وهي جماعة قدمت في الجهل، إن من الشر من حيث زعموا أن الخلافة (الإمامة العظمى) حقيقتها تكون بأن يبايع واحد من المسلمين واحدا من آل البيت، لتكون الحقيقة الشرعية لهذا المسمى العظيم. أما مصدر الانحراف الثاني في جماعة (الدولة) فهي بقايا جماعات التوقف والتبين، وبقايا جماعات الغلو ممن يطلق عليهم جماعات التكفير، وقد نفر بعض هؤلاء إلى الجهاد في بداية أمره، وأعلم بعض أسمائهم، وقد أحدث هؤلاء من الشر في رؤوس البعض، كما أنه صار لكلامهم أثر كبير في رؤوس الشباب».
وكشف «أبو قتادة» في رسالته عن أنه تحدث مع أبو بكر البغدادي، «وآخر كلام لي مع الخليفة المزعوم أن قلت له إن طريقكم يجمع بين ضلال الروافض والخوارج». وقال إن هدف إعلان الخلافة اجتذاب مجموعات جهادية من دول أخرى، «فحقيقة دعوة الخلافة هذه موجهة لجماعات الجهاد العاملة في الأرض، من اليمن والصومال والجزائر والقوقاز وأفغانستان ومصر وعموم بلاد الشام، وليست إلى عموم المسلمين». وأضاف: «ابتداء، فإني أخبر إخواني ممن يسمع النصح ويبتغي الحق أن هذا الإعلان لا يغير من واقع المواجهة مع الجاهلية؛ فهو لن يزيد قوة جماعة البغدادي والعدناني ومن معهما، كما لن يضعف صف الجاهلية».
وتابع قائلا في رسالته: «ما أراده البغدادي إن كان هو صاحب الأمر حقا في هذا التنظيم - مع أني في شكٍّ من ذلك - فإن الكثير من الإشارات تدل أن الرجل حاله مع غيره كحال محمد بن عبد الله القحطاني (المهدي المزعوم) مع جهيمان، حيث الضعف النفسي الذي يحقق سلاسة القيادة لمثل العدناني وغيره ممن وصلني عنهم هذه الأخبار ومعانيها، أقول إن ما أراده البغدادي بإعلان الخلافة قطع الطريق على الخلاف الشديد على إمرة الجهاد في بلاد الشام، الواقع بينهم وبين (جماعة النصرة)، وخاصة بعد أن تبين كذب دعواهم أن لا بيعة في أعناقهم للدكتور أيمن الظواهري».
وكان «أبو قتادة» قد غرد على حسابه الشخصي في موقع «تويتر»، فقال: «ما أعلنته جماعة الدولة الإسلامية في العراق بأنها دولة الخلافة الإسلامية باطل من وجوده، فأمر الإمامة لا يكون إلا عن رضا، ولا يحصل إلا باتفاق أصحاب الأمر من أهل الشورى، وهم المجاهدون في سبيل الله في الأرض من سوريا الشام واليمن وأفغانستان والشيشان والصومال والجزائر وليبيا، وغيرهم من أهل النكاية في أعداء الله، وقد عقد أمر الخلافة بعيدا عن هؤلاء». وأوضح أن لا ولاية لهذه الجماعة على المسلمين، «فهي جماعة من المسلمين، لا جماعة المسلمين التي تقال لها الخلافة والإمامة العظمى، وهذه بيعة في الطاعة لا تلزم إلا أصحابها.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.