بهية الحريري: الرئيس المكّلف صامد

TT

بهية الحريري: الرئيس المكّلف صامد

اعتبرت النائب بهية الحريري «أن الرئيس سعد الحريري وكما في كل استحقاق وطني، يثبت أنه رجل دولة يقدم مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى، وأنه صامد ولا يتنازل عن المبادئ والثوابت الوطنية، وفي مقدمها اتفاق الطائف والدستور اللبناني تحت أي ظرف وأن القضية الأسمى بالنسبة إليه هي لبنان الوطن، وهكذا علمنا رفيق الحريري».
وخلال لقائها بوفد من منسقية تيار «المستقبل» في صيدا والجنوب، دعت الحريري إلى «اعتماد الخطاب الجامع الذي يوحد اللبنانيين وتغليبه على كل خطاب يمكن أن يفرق بينهم»، آملة «أن يوفق الرئيس الحريري بالتعاون مع كافة الأفرقاء في إنجاز التشكيلة الحكومية في أقرب وقت، لأن البلد يعاني أزمات اقتصادية حادة وتنتظره الكثير من الاستحقاقات، ليس أقلها الأهمية الاقتصادية والتنموية منها، ولأننا في منطقة تشهد وضعا بمنتهى الدقة في ظل الحرائق المشتعلة من حولنا في سوريا والعراق، والخطر الذي يتهدد القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين، خصوصا من بوابة الحصار المالي الذي تتعرض له وكالة الأونروا».
وكانت الحريري استقبلت وفدا كبيرا من تجمع لجان الأحياء والروابط في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، أطلعها على الأوضاع التي يعانيها أبناء المخيم على مستوى القضايا الحياتية والخدمات الأساسية، متمنيا «المساعدة في إيجاد الحلول ولا سيما مشكلة التقنين القاسي في التيار وموضوع القيود المفروضة على إدخال مواد البناء سواء لترميم بيوت متضررة من أحداث سابقة أو للأعمال اللازمة للمقبرة عند الطرف الجنوبي للمخيم، والإجراءات المفروضة على عملية الانتقال عبر الحواجز من المخيم وإليه، وكذلك إمكان تمديد فترة السماح لمرور شاحنات النفايات إلى خارج المخيم وزيادة الكميات المسموح بإخراجها».
وأبدت الحريري تفهمها للمطالب التي أثارها الوفد، وأشارت إلى أن بعض القضايا المطروحة هي أساسا قيد المتابعة وتواصلت بشأنها مع مخابرات الجيش اللبناني من أجل النظر فيها، كموضوع عملية الانتقال عبر مداخل المخيم وموضوع شاحنات النفايات بالإضافة إلى معالجة كل المشاكل الحياتية التي يواجهونها. وشددت على «كل ما يسهل الحياة اليومية لأبناء المخيم ويساهم في التخفيف قدر الإمكان عنهم بقدر ما نحن مع كل ما يحفظ أمن المخيم واستقراره».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.