تركيا تدفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى إدلب

إردوغان يأمل بمباحثات جديدة مع بوتين بعد «خلافات طهران»

تركيا تدفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى إدلب
TT

تركيا تدفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى إدلب

تركيا تدفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى إدلب

دفعت تركيا بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة إدلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية وجماعات أخرى متشددة والمتاخمة للحدود التركية، والتي شهدت أول من أمس، أعنف قصف أعقب قمة طهران الثلاثية التي شارك فيها رؤساء إيران وروسيا وتركيا وفشلت في الاتفاق على وقف إطلاق النار، وفي الوقت ذاته رأت أنقرة أن وقف الهجمات الجوية على إدلب يتطلب جهودا دولية وعبرت عن توجه إلى مناقشة الموقف في إدلب مجددا مع موسكو.
ودخل رتل عسكري تركي الأراضي السورية من معبر كفرلوسين باتجاه محافظة إدلب وريفها شمال سوريا، يضم دبابات ومعدات عسكرية ويحمل ذخيرة في ساعة مبكرة من صباح أمس (الأحد)، وذلك بعد أن دفعت تركيا بعناصر من قواتها الخاصة لتعزيز نقاط المراقبة الاثنتي عشرة التي أنشأتها في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وقالت مصادر محلية إن تركيا أغلقت حدودها بالكامل واستكملت تحصين نقاط لمنع النزوح باتجاه أراضيها في ظل مخاوفها من حدوث أكبر موجة نزوح من إدلب التي يقطنها نحو 3 ملايين ونصف المليون نسمة.
وجاء هذا التطور بعد يومين من فشل رؤساء إيران وروسيا وتركيا، بعد اجتماعهم في طهران، في التوصل إلى اتفاق مشترك بشأن محافظة إدلب، بعد أن دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال قمة طهران إلى وقف لإطلاق النار في إدلب، فيما رفضت إيران وروسيا هذه الدعوة. وأكد أن بلاده لم تعد مستعدة لاستقبال المزيد من اللاجئين.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط»، إن التحركات العسكرية التركية تهدف إلى منع توجه النازحين إلى أراضيها وتأمين حدودها ووقف أي محاولات تسلل من جانب العناصر الإرهابية والمتشددين إلى أراضيها.
وبينما تقول موسكو وطهران، ومعهما دمشق، إن العملية العسكرية المرتقبة في إدلب تهدف إلى القضاء على «الإرهابيين»، تخشى أنقرة من موجة نزوح واسعة جديدة باتجاه الأراضي التركية.
وعبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن رغبته في لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مجددا، من أجل تقريب وجهات النظر حول الوضع في إدلب، بعد بروز خلافات بشأنها خلال قمة طهران. وقال في تصريحات للصحافيين الأتراك على متن الطائرة التي أقلته في طريق العودة من قمة طهران نشرت أمس: «لدينا خلافات ونحن نناقشها على مستوى وزراء الخارجية والدفاع والمخابرات في البلدين، لكن بعد زيارتي لألمانيا (المقررة في 27 و28 سبتمبر (أيلول) الحالي)، يمكن أن أجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين مرة أخرى لتقريب وجهات النظر معه حول هذه الخلافات».
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن وقف الهجمات الجوية على إدلب يتطلب جهودا دولية. وأضاف جاويش أوغلو، في تصريحات في أنطاليا جنوب تركيا الليلة قبل الماضية، أنه «كأحد متطلبات سياستنا الخارجية الإنسانية، سنواصل مساعينا من أجل عدم سقوط آلاف الضحايا والحيلولة دون حدوث موجات نزوح جديدة في إدلب».
وقال جاويش أوغلو إنه ينبغي الحفاظ على الوضع الراهن في إدلب السورية كمنطقة خفض تصعيد وإلا ستحدث مآس إنسانية فيها.
وأوضح جاويش أوغلو أن تركيا تبذل جهودا كبيرة لفرز المجموعات المتطرفة في إدلب عن المعارضة، وقد قطعت شوطا مهما بهذا الصدد. وأضاف أن النظام السوري و«داعميه» الذين يهاجمون إدلب حاليا، هم من أرسلوا المجموعات الإرهابية إلى هناك عبر فتح ممرات لهم، من حلب وحماة والغوطة الشرقية ومن الجنوب، أو جلبوهم بأنفسهم. وتساءل جاويش أوغلو: «إذا كان هؤلاء الإرهابيون خطيرين لهذه الدرجة، وهم كذلك بالطبع، فلماذا لم يتم تحييدهم أثناء خروجهم من تلك المناطق؟».
وأكد أن تركيا كانت تدرك منذ البداية أن الغاية من توجيه العناصر المتشددة نحو إدلب هو التذرع بوجودهم فيها بهدف مهاجمتها، الأمر الذي تحدثت عنه تركيا مرارا، لافتا إلى أن تركيا أظهرت موقفها بكل وضوح خلال القمة الثلاثية في طهران.
ولفت إلى أن البيان الختامي للقمة نص على ضرورة حل قضية إدلب بما يتماشى مع روح اتفاق آستانة بين الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران، وما يقتضيه ذلك من وقف إطلاق النار، وفرز المجموعات المتطرفة.
وذكر أن تركيا لطالما دعت دولا غربية فضلا عن أطراف آستانة، إلى التحرك معا بخصوص معالجة مسألة إدلب. وأوضح أن تلك الدعوات لم تلق تجاوبا، حيث تتحرك كل دولة وفق أجنداتها ومصالحها الخاصة. وشدد جاويش أوغلو على أن وقف إطلاق النار يعني وقف الهجمات، وأن تحقيق ذلك، لا يتم فقط عبر توقيع اتفاق هدنة بين دولتين، واستشهد بالتفاهمات السابقة في آستانة وسوتشي، التي أدت إلى الحد من الاشتباكات في سوريا.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».