واشنطن: إيران تواصل تهريب الأسلحة إلى الحوثيين

TT

واشنطن: إيران تواصل تهريب الأسلحة إلى الحوثيين

قال قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والأسطول الخامس الأميركي إن النظام الإيراني لا يزال مستمراً في تزويد الميليشيات الحوثية بالقدرات الباليتسية والأسلحة «في انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن رقم (2216)» الذي يمنع تهريب الأسلحة للمتمردين في اليمن.
وأوضح الأدميرال سكوت ستيرني، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والأسطول الخامس الأميركي، أن الاعتداءات الأخيرة في باب المندب مصدر قلق، مبيناً أن القوات البحرية لا تزال موجودة في المنطقة لحماية الملاحة والتجارة الدولية.
وقال ستيرني في لقاء هاتفي مع مجموعة من الإعلاميين: «نحن على اطلاع على عمليات التحالف بقيادة السعودية، ونوضح أننا في الولايات المتحدة ندعم القرار (2216) الذي يمنع تهريب الأسلحة، وكل الدول في القوات المشتركة تدعم قرار مجلس الأمن، أما ضبطيات الأسلحة التي كانت تهرب للحوثيين فهناك إشارات أن هذا الدعم لا يزال يقدم من إيران ومستمراً، والولايات المتحدة ترحب بتصريح السعودية الذي فضح الدور الإيراني في إيصال الأسلحة للحوثيين».
وتابع: «أشير إلى أن إيران هي التي تدعم الحوثيين الذين يطلقون الصواريخ طويلة المدى على المجمعات السكنية في السعودية مما يعرضها والأسرة الدولية للخطر» وأضاف: «إيران هي التي دعمت الحوثيين الذين يمنعون توزيع المساعدات الإنسانية والطبية في أكبر حملة على الكوليرا في العالم، أيضاً إيران هي التي تقدم القدرات والدعم للحوثيين في باب المندب، وهو رابع أكبر مضيق للملاحة البحرية دولياً، وكثير من التجارة الدولية يمر من خلال هذه المنطقة». ولفت الأدميرال سكوت إلى أن كثيرا من التطورات على مدى العامين الماضيين أدت إلى تفاقم الوضع في المنطقة، مشيراً إلى أن موقف إيران يزعزع أمن المنطقة، وأردف: «لا تزال (إيران) تطور القدرات الباليستية وتنقلها للحوثيين و(حزب الله)، مما يسمح لهذه المجموعات بتوجيه الضربات كما تشاء لتخدم مصالحها في المنطقة». وأضاف: «موقف الولايات المتحدة الأميركية دعم مصالحنا في جنوب البحر الأحمر من خلال وجودنا مع شركائنا في المنطقة وضمان قدرتنا على الرد إذا ما كان هناك أي تصعيد في البحر الأحمر».
وفي رده على سؤال عن موقف البحرية الأميركية في حال أغلقت إيران مضيق هرمز، قال: «لا أعتقد أنه يجب علينا الحديث عما قد يحدث نظرياً، لكنني أشدد على أن الولايات المتحدة من خلال أفعالها ومن خلال شركائها تعمل على ضمان أمن المنطقة وحرية التجارة الدولية والملاحة، ودورنا هو الحماية، ومستعدون لذلك، موقفنا للحماية وليس للتسبب بأزمات دولية أو أي أعمال استفزازية أو تصعيدية».
وعن التمارين الجارية حالياً في جنوب خليج عدن وخليج عمان والخليج العربي، أكد سكوت أن «كل التمارين كان مخططا لها قبل آخر المستجدات، والواقع أنه رغم التعليقات الاستفزازية من إيران في الإعلام وتهديداتها، ورغم أننا نأخذ كل التهديدات على محمل الجد، فإننا نعمل يومياً في المنطقة على ما اعتدنا عليه منذ عقد من الزمن، ونعي أي تغيرات في الظروف وأي تهديدات جديدة، ومستعدون لمواجهة أي تهديد لمصالحنا وسفننا».
وتحدث الأدميرال الأميركي عن نشر طائرات «إف35» لأول مرة لدى البحرية الأميركية في المنطقة، الأمر الذي يبرز التزام الولايات المتحدة بضمان حرية التنقل والتجارة الدولية بما يتماشى مع القانون الدولي؛ على حد تعبيره.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.