نظام اتصال أميركي بالليزر لمواجهة التشويش

تعمل إحدى أهم الوكالات البحثية في وزارة الدفاع الأميركية على اختبار شبكة اتصال جديدة وصفها أحد الباحثين بأنها «اتصالات بالألياف الضوئية ولكن دون ألياف».
في أوائل عام 2017، خصّصت وزارة الدفاع الأميركية لوكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (DARPA) مبلغ 45 مليون دولار لتطوير نظام يتألف من أجهزة استشعار وأدوات تقنية، يتيح للجنود التواصل حتى أثناء التشويش الذي يحدثه العدو في موجات الاتصال عبر الراديو، وكان موقع «بزنس إنسايدر» قد كشف أنّ الصين وروسيا عملتا على اختبار هذا النوع من التشويش في السنوات الأخيرة.
اختبر جنود المارينز الأميركيون في مخيّم «كامب هانسن» في جزيرة «أوكيناوا» اليابانية النظام الجديد، الذي يحمل اسم «شبكة الخطّ التكتيكي للاتصالات البصرية»actical Line - of - sight Optical communications Network - TALON في الحادي والعشرين من أغسطس (آب) الماضي، والتي تنقل البيانات بواسطة ليزر آمن وغير قابل للرصد، وبشكل منفصل عن طيف موجات الراديو، بحسب ما أعلنت قوات مشاة البحرية الأميركية.
وقالت الدكتورة ليندا توماس، باحثة ومهندسة في مختبر البحث البحري الأميركي لخدمة توزيع المعلومات المرئية الدفاعية: «اخترنا جزيرة أوكيناوا لأنها واحدة من أصعب البيئات الرطبة، وتعرف بمناخها الشديد التقلّب خلال فترات زمنية قصيرة، فقد يتحوّل طقسها من هادئ ومشمس إلى ممطر بغزارة. نحن نبحث عن طريقة يستطيع هذا النظام من خلالها تحمّل هذه الحالات، وعن كيفية تلبية حاجات الأجيال القادمة من القوات البحرية بشكل أفضل».
يرسل النظام، الذي يشبه منصة مساح أرضي ثلاثية الأرجل إلى حدّ كبير، شعاعا ضوئيا محدوداً من المرسل إلى المتلقي يستطيع «رؤيته» بشكل مباشر. صحيح أنّ رصف جهازين من هذا النوع في خطّ واحد أمر صعب، على اعتبار أنّ النظام الجديد، وعلى عكس الراديو، لا يبثّ في جميع الاتجاهات، ولكن هنا يكمن الهدف المنشود، لأنّ صعوبة الرصف هذه تعرقل عملية الرصد والتشويش، حسب موقع «بريكنغ ديفنس» المعني بتقنيات الدفاع.
يصل مدى تغطية النماذج المدنية من هذه التقنية، والمستخدمة منذ الستينات، إلى نحو 8.04 كلم. وعلى الرغم من وجود بعض التكتم حول تحديد نطاقات تغطية للنظام الجديد، فإن المعلومات تشير إلى تحقيق الاختبار، الذي أجري في جزيرة «أوكيناوا» نطاقات مشابهة لتلك التي يستخدمها الجنود في موجات الراديو، أي ما يقارب 72.4 كلم.
وإلى جانب التشويش، الذي أثبت الروس مهارتهم فيه أثناء ألعاب الحروب على الحدود الإستونية عام 2017، ينطوي الاتصال عبر موجات الراديو على مخاطر أخرى، أهمها إمكانية ملاحقة الإشارات وتعقّب مصدرها ليصبح بعدها هدفاً للضربات الجوية أو القصف المدفعي، بحسب الموقع نفسه.