موجز أليمن

TT

موجز أليمن

الميليشيات تستكمل «حوثنة» المدارس قبيل العام الجديد
صنعاء - «الشرق الأوسط»: استبقت الميليشيات الحوثية بدء العام الدراسي الجديد بإصدار عشرات القرارات غير القانونية لتعيين عناصرها الطائفيين على رأس المدارس الحكومية في صنعاء وفي إدارات المناطق التعليمية، في سياق استكمالها عملية «حوثنة المؤسسات». وأفادت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن يحيى الحوثي وهو شقيق زعيم الجماعة ووزيرها المعين للتربية والتعليم في الحكومة الانقلابية غير المعترف بها، أمر بإصدار عشرات القرارات خلال الأسابيع الماضية التي شملت إقالة أكثر من 150 من مديري ومديرات المدارس في صنعاء وحجة وعمران وإب وذمار والبيضاء.
ونصت القرارات الحوثية على تعيين مديرين للمدارس من العناصر الطائفية الموالية للجماعة ومن العناصر المنتمية إلى سلالة زعيم الجماعة، في سياق خطة الجماعة لتحويل المدارس إلى مراكز طائفية للاستقطاب والتجنيد وتلقين الناشئة أفكار الملازم الخمينية. وأكدت المصادر أن الجماعة أصدرت في صنعاء قبل أيام قراراً قضى بتدوير عناصرها على رأس المناطق التعليمية في العاصمة المحتلة من قبل ميليشياتها، وعددهم 11 مديراً.
وتداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، وثائق للقرارات الحوثية التي شملت إطاحة 36 من مديرين ومديرات المدارس في صنعاء وحدها وتعيين عناصر موالية للجماعة على رأس هذه المدارس.
لغم حوثي يقتل ويجرح 11 طفلاً وامرأة في الجوف
صنعاء - «الشرق الأوسط»: ذكرت مصادر أمنية يمنية أمس، أن لغماً حوثياً انفجر غرب محافظة الجوف، ما أدى إلى مقتل وجرح 11 طفلاً وامرأة، استمراراً لمسلسل الضحايا المدنيين الذين تزهق أرواحهم وتبتر أطرافهم بشكل شبه يومي جراء الألغام الحوثية.
وذكرت المصادر أن عائلة مكونة من 11 شخصاً من الأطفال والنساء كانوا عائدين إلى قريتهم في مديرية المتون غرب محافظة الجوف، على متن سيارة قبل أن ينفجر فيهم أحد الألغام الحوثية ليسقطهم بين قتيل وجريح. وأفادت المصادر لـ«الشرق الأوسط» بأن الانفجار الذي حدث في منطقة معيمرة أدى إلى مقتل امرأتين و4 أطفال، وإلى إصابة 3 نساء وطفلين بإصابات متفاوتة وصفت بعضها بأنه «بليغة». وتتكرر الحوادث المؤلمة التي تتسبب فيها الألغام الحوثية في المناطق المحررة، رغم الجهود الكبيرة من قبل القوات الحكومية والتحالف الداعم لها لتطهير المناطق الملغومة حوثياً، وتأمين حياة سكانها.
الموارد المالية لصنعاء وأريافها تفاقم صراع الحوثيين
صنعاء - «الشرق الأوسط»: ذكرت مصادر مطلعة في صنعاء أن الصراع بين قادة الميليشيات الحوثية على الموارد المالية لصنعاء وأريافها (أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء) بلغ أشده هذا الأسبوع لجهة التنازع بين القيادات على أحقية جني هذه الموارد الضخمة.
وبحسب المصادر التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، وصل الخلاف بين القيادي المعين أميناً للعاصمة حمود عباد والقيادي المعين محافظاً للجماعة في صنعاء (أرياف صنعاء) حنين قطينة، إلى درجة التهديد باستخدام السلاح خلال اجتماع تصالحي عقدته الجماعة للاتفاق على آلية لتوزيع الموارد بين القياديين. وفي مسعى من رئيس مجلس حكم الميليشيات مهدي المشاط لحل الخلاف المتفاقم، ذكرت المصادر أنه وجه القيادي في الجماعة ونائب رئيس مجلس وزرائها الانقلابي محمود الجنيد لإيجاد صيغة تضمن إنهاء التنازع بين القياديين المعينين على رأس السلطة المحلية في كل من العاصمة صنعاء وأريافها.
وذكرت المصادر أن الجنيد توصل إلى اتفاق يقضي بتشكيل مجلس إدارة مشترك من أتباع حمود عباد وأتباع قطينة، يضمن جمع الموارد من الضرائب والجمارك والرسوم والإتاوات وإعادة توزيعها بينهما.
وتعد العاصمة صنعاء مستقلة مالياً وإدارياً، بحسب التقسيم الإداري القانوني للمحافظات اليمنية، فيما تعد أرياف صنعاء التي التحم العمران فيها بالعاصمة، محافظة مستقلة، غير أن التنازع - كما يبدو - على مناطق النفوذ في مناطق التماس بينهما جعل الجماعة تبتكر فكرة القيادة المشتركة لها. ولقيت فكرة دمج صنعاء وأريافها - بحسب المصادر - معارضة من حمود عباد، غير أن القيادي الجنيد أرغمه على قبول الحل، لجهة ما يمثله القيادي الآخر حمود قطينة من ثقل لدى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، بسبب التحاقه المبكر قبل سنوات، مع عدد من عناصره، بصفوف الميليشيات.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.