دلّ استطلاع جديد للرأي في إسرائيل، نشر هذا الأسبوع لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتوقيع اتفاقات أوسلو، على أن 47 في المائة من اليهود في إسرائيل ما زالوا يؤيدون عملية السلام ومبادئ حل الدولتين للشعبين ويقبلون الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة، وذلك برغم التوتر السائد والانجراف اليميني في إسرائيل وانعدام الثقة بين الجانبين.
واتضح من الاستطلاع أيضاً أن نحو ثلث اليهود من أنصار اليمين الإسرائيلي يوافقون على هذا الحل، فيما ترتفع النسبة إلى 68 في المائة بين أنصار الوسط الليبرالي وإلى 90 في المائة بين أنصار اليسار. كما بيّنت نتائج الاستطلاع أنه كلما ارتفع الجيل زاد عدد مؤيدي حل الدولتين بين اليهود وكلما صغر الجيل زاد عدد المعارضين. فقد أيّد هذا الحل 61 في المائة من المواطنين اليهود في سن 55 عاماً فما فوق، و54 في المائة في سن 35 – 54 عاماً، لكن النسبة هبطت إلى 32 في المائة لدى أبناء جيل 18 – 38 عاماً.
وفي ردهم على أسئلة أخرى، يتضح أن غالبية المستطلعين (56 في المائة) قالوا إنه في حال توقيع اتفاق سلام يشمل حل الدولتين، فإنه ليس بالإمكان تطبيقه. واعتبر المستطلعون اليهود أنه توجد «خطوط حمراء» لا يمكن لإسرائيل تجاوزها لدى توقيع اتفاق مع الفلسطينيين، وهو ما يمنع التوصل إلى اتفاق، مثل قضية إطلاق الأسرى الفلسطينيين وإزالة مستوطنات واعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين العتيدة. وكانت المعارضة الأكبر لإطلاق أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وبلغت نسبة الذين يرون بذلك «خطا أحمر» 81 في المائة. وعارض 77 في المائة اعتراف إسرائيل بالنكبة التي لحقت بالفلسطينيين عام 1948. وعارض 75 في المائة الإعلان عن القدس المحتلة عاصمة لفلسطين. كذلك عارض 71 في المائة فكرة الحدود المفتوحة بين الدولتين وإخلاء مستوطنات «معزولة»، أي تلك الواقعة خارج الكتل الاستيطانية. كما عارض 57 في المائة استيعاب لاجئين فلسطينيين في الدولة الفلسطينية. ويعني ذلك أن أغلبية كبيرة بين اليهود في البلاد تعارض قبول إسرائيل لأي واحدة من قضايا الحل الدائم للصراع.
من جهة ثانية، أيد 83 في المائة من اليهود اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كـ«دولة قومية للشعب اليهودي» كشرط لاستئناف المفاوضات بين الجانبين. وأيد هذا الشرط 91 في المائة من ناخبي اليمين و82 في المائة من ناخبي أحزاب الوسط و59 في المائة من اليسار. وأيد 84 في المائة من ناخبي اليمين و53 في المائة من ناخبي الوسط و20.5 في المائة من اليسار و57.5 في المائة من المواطنين العرب مقولة أن «معظم الفلسطينيين لا يقبلون بوجود دولة إسرائيل وسيسعون للقضاء عليهم (الإسرائيليين) لو تمكنوا». وبناء على المعطيات أعلاه، رأى 89 في المائة من المستطلعين اليهود و71 في المائة من المستطلعين العرب أن احتمال حدوث انطلاقة إيجابية في العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين في القريب، هو احتمال ضئيل.
وفي تحليل لهذه النتائج، قال معدا الاستطلاع، البروفسور أفرايم ياعر والبروفسور تمار هيرمن، إن هناك ارتفاعاً طفيفاً في نسبة تأييد عملية السلام بين اليهود من 46 في المائة في السنة الماضية إلى 47 في المائة في هذه السنة، ولكن بالمقارنة مع الوضع قبل خمس سنوات فالواضح أن هناك تراجعاً كبيراً. وكما هو الحال في الشارع الفلسطيني، ما زال عدد مؤيدي الحل أكثر من عدد معارضيه بيد أن غالبية في الشعبين لا تؤمن بأن هذا الحل قابل للتطبيق.
والجدير ذكره أن استطلاعاً كان قد أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله ومركز تامي شتايمتز لأبحاث السلام في جامعة تل أبيب، نشر قبل ثلاثة شهور، أشار إلى أن نسبة تأييد حل الدولتين 46 في المائة بين الفلسطينيين والإسرائيليين اليهود على حد سواء، بينما بلغت نسبة تأييد هذا الحل في نفس الفترة من سنة 2017 نحو 53 في المائة بين الفلسطينيين و47 في المائة بين الإسرائيليين اليهود. أما بين المواطنين العرب في إسرائيل فتبلغ نسبة التأييد اليوم 83 في المائة.
ثلث أنصار اليمين و47 % من عموم اليهود ما زالوا يؤيدون حل الدولتين
ثلث أنصار اليمين و47 % من عموم اليهود ما زالوا يؤيدون حل الدولتين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة