اليماني لـ {الشرق الأوسط}: غريفيث أشاد بدعم التحالف لإنجاح جنيف... وندرس احتمالات البقاء

TT

اليماني لـ {الشرق الأوسط}: غريفيث أشاد بدعم التحالف لإنجاح جنيف... وندرس احتمالات البقاء

قال خالد اليماني وزير خارجية اليمن، رئيس وفد الحكومة المشارك في محادثات جنيف، إن بلاده ستقيّم الوضع مع نهاية أمس «الجمعة» وستدرس كل الاحتمالات المطروحة وآخر المباحثات مع جميع الجهات المعنية بمباحثات السلام التي رفض الطرف الانقلابي الحضور إليها، وستنظر في إمكانية الاستمرار والبقاء في جنيف من عدمها.
وأضاف اليماني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «تفاعلنا مع المبعوث الخاص، وعقدنا سلسة من الاجتماعات معه، ومع فريق العمل للمبعوث حول كثير من المواضيع التي تركزت في رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، من خلال المباحثات التي وكما يبدو لن تتم لتعنت الطرف الآخر».
ومع استمرار رفض الميليشيات لمحادثات جنيف، والحديث للوزير اليماني: «قرر الوفد البقاء في جنيف تضامنا وتأكيدا على موقفنا الداعم لجهود المبعوث الخاص، وكان الهدف من البقاء أن يمارس مزيدا من الضغط مع كل شركائنا والدول الفاعلة في مجلس الأمن، والدول الأعضاء أصدقاء اليمن الراعين للعملية السياسية مجموعة «19» وأن يدفع هذا الضغط الطرف الانقلابي للحضور إلى طاولة المشاورات».
وأشار اليماني إلى أن الميليشيات الانقلابية «ساقت جملة من الأعذار والشروط الواهية التي لم تكن موجودة أصلا في الاتفاقات مع المبعوث الخاص من قبل الحضور إلى محادثات جنيف، ومن ذلك آلية نقلهم إلى مقر انعقاد الجلسات، وهو ما فنده مكتب المبعوث الخاص الذي أكد أن هناك طائرة الأمم المتحدة مرابطة في (جيبوتي) جاهزة للإقلاع في أي لحظة لإحضار الوفد الانقلابي إلى جنيف».
وأردف اليماني، أن التحالف، قدم المزيد من التسهيلات وقال إننا على استعداد لبحث أن تكون طائرة عمانية صغيرة لنقل الوفد، ولكنهم لم يتجاوبوا مع كل التسهيلات التي قدمت لهم من جميع الأطراف لنقلهم إلى مقر انعقاد الجلسات.
وزاد الوزير: «جرى خلال اليومين الماضيين اتهام التحالف بأكاذيب واتهامات باطلة»، قائلا إن المبعوث الخاص لليمن، أشاد بتعاون التحالف في كل الإجراءات اللوجيستية وكل التسهيلات التي قدمها للطرف الانقلابي، معتبرا أن هذه لا تعود لكونها ألاعيب يمارسها الطرف الحوثي اعتقادا أن العالم سيلتف إليه وسيقدم له التنازلات.
وشدد وزير خارجية اليمن على أن بلاده لن تقبل بأي أعذار ولن تقدم أي تنازلات تمس سلامة وأمن الشعب ورفع المعاناة عنه، وعلى الطرف الآخر أن يأتي إلى طاولة المشاورات لبحث قضايا إجراءات بناء الثقة، إن كان أمر الشعب اليمني يعنيهم، إذ إنه من المعيب والمؤسف أن الملايين من أبناء اليمن تعاني، فيما عصبة تقوم بالتلاعب واستخدام الأعذار الواهية في إطالة أمد هذا النزاع ولا تريد الانخراط في أي مجهود حتى فيما اتفق على تسميته إجراءات بناء الثقة.
وقال إن ما تقوم به الميليشيات الانقلابية من تعنت، ما هو إلا استخفاف بحق الشعب اليمني في العيش، وهم لا يرغبون المشاركة في أي عملية سلام، لأن «طهران» لم تصدر لهم التوجيهات في ذلك، وما تقوم به إيران مع هذه الميليشيات هو دفعهم نحو الانتحار، وهذه الميليشيات لا تمعن التفكير وتسير في فلك من يوجهها لكونهم عملاء للمشروع الإيراني.
وتساءل الوزير اليماني، عن هذا التعنت في الحضور: «خاصة أن ما يطرح هي قضايا تهم المجتمع اليمني، قبل الدخول في إجراءات سياسية، تسبقها إجراءات أمنية لتنفيذ القرار 2216. ومنها إطلاق سراح المعتقلين والأسرى والمخطوفين، ورفع المعاناة عن عشرات الآلاف من اليمنيين الذين فقدوا عوائلهم، وتعمل الحكومة الشرعية على إطلاق سراحهم، كما نتحدث في هذه المحادثات عن دفع الأجور للشرائح الضعيفة من المجتمع، التي تسرق أمواله بالمليارات من الدولارات من أجل أمراء الحرب والقتلة لإطالة أمد الحرب في اليمن، إضافة إلى فتح ممرات آمنة ورفع الحصار الجائر المفروض على مدينة تعز، موضحا أن الحكومة الشرعية لا تطالب بالمستحيل نحن ندعو إلى إجراءات إنسانية تخفف عن معاناة الناس».
واعتبر الوزير، أن ما يقوم به الطرف الانقلابي «للمتاجرة السياسية»، موضحا أنهم «لا يريدون السلام، فقد هربوا قبل ذلك من الكويت ورفضوا التوقيع على الاتفاقية الأمنية، واليوم يتعاطون مع إجراءات بناء الثقة في شؤون الناس ومعاناتهم بهذا الاستخفاف والاستهتار بالأمين العام وبدعوة المبعوث الخاص، وبكل الاتفاق الذي ظلوا يؤكدون استعدادهم للانخراط فيه، إلا أنهم لا ينفذون شيئا فهم مجموعة من العصابات آخر همها معاناة الناس».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.