أنقرة أبلغت موسكو بأن الهجمات الأخيرة في إدلب «خاطئة»

قبل ساعات من القمة الثلاثية الإيرانية الروسية التركية في طهران اليوم (الجمعة)، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده أبلغت الجانب الروسي بأن الهجمات الأخيرة على محافظة إدلب السورية خاطئة، بينما أعلنت ألمانيا تأييدها للموقف التركي في هذا الصدد.
وقال جاويش أوغلو إنه منذ ظهور احتمالات الهجوم على المحافظة السورية بذلت تركيا جهودا مكثفة من أجل منع النظام السوري من انتهاك وقف إطلاق النار في إدلب ومن شن هجوم عليها. ولفت جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني هايكو ماس في العاصمة التركية، الليلة قبل الماضية، إلى أنه تم في اجتماعات آستانة تحديد 4 مناطق لخفض التوتر في سوريا، وآخرها إدلب.
وبشأن الهجمات الأخيرة على إدلب، قال جاويش أوغلو إن هذه الهجمات هدفها السيطرة على إدلب، وهذا يحمل مخاطر جدّية، ويعد كارثة من جميع النواحي، مؤكدا أن بلاده تواصلت مع الجانبين الروسي والإيراني على مستوى وزاراتي الدفاع والخارجية وأجهزة الاستخبارات بين الدول الثلاث. وتابع جاويش أوغلو: «يجب ألا يخدع أحد أحدا، فنحن متفقون على ضرورة خروج المجموعات المتطرفة من إدلب، أو فيما يخص فصلهم عن غيرهم. لكن هدف هذه الهجمات هو السيطرة على إدلب».
واعتبر جاويش أوغلو أن تركيا ليست من أتى بالمجموعات الإرهابية إلى إدلب. وتساءل عن سبب جلب المجموعات الإرهابية من بقية مناطق سوريا، ولا سيما من حلب والغوطة الشرقية وحمص وحتى من الجنوب السوري، إلى إدلب؟
وأشار إلى أن الخطة كانت معروفة منذ البداية، وهي أن هذه المجموعات ستأتي إلى إدلب، وسيتم الهجوم عليها للسيطرة عليها بذريعة وجود هذه المجموعات فيها. واتهم مجموعات ودولا (لم يحددها) بالتحريض لإفشال التفاهم الثلاثي الذي تم الاتفاق عليه بين تركيا وروسيا وإيران. مؤكداً أن جهود بلاده ستتواصل فيما يخص وقف الخروقات في إدلب، ولفت إلى أن وجهات النظر بين بلاده وألمانيا حول سوريا ومواضيع أخرى متطابقة.
وتخشى تركيا حدوث موجة نزوح ضخمة من إدلب حال هجوم النظام عليها، وقد اتخذت تدابير على حدودها ونشرت المزيد من القوات في المناطق الحدودية، كما قامت بتوسيع مخيم أطمه للاجئين تحسبا لهذا النزوح من إدلب التي يعيش فيها أكثر من 3 ملايين شخص.
وأشار جاويش أوغلو إلى احتمالية العمل المشترك في القضاء على المجموعات الإرهابية في إدلب، إلا أنه أكد على أن الحل في هذا الخصوص ليس في الهجوم على كل أنحاء إدلب وتدميرها، دون التمييز بين الإرهابيين وباقي سكان المحافظة. وأشار إلى أن أي هجوم على إدلب بإمكانه دفع غالبية سكانها البالغ عددهم أكثر من 3.5 مليون نسمة نحو تركيا. وحذر من احتمالية قدوم المجموعات المتطرفة والإرهابية في إدلب نحو تركيا والدول التي جاءوا منها وأوروبا وأبعد منها في حال الهجوم على إدلب.
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن برلين تدعم أنقرة في قمة طهران الثلاثية التي ستعقد اليوم (الجمعة) في طهران، بين تركيا وروسيا وإيران، بشأن سوريا. وقال إنه بحث مع جاويش أوغلو سبل مساعدة الذين قد يفرون من محافظة إدلب في حال تم شن هجوم عليها. مضيفا: «ندعم تركيا في هذا الخصوص. لأن العديد من الأطراف في المجتمع الدولي تنظر إلى تركيا. ويرون أنه قد يكون لها فرصة ودور أكبر فيما يخص التدخل في الوضع، مقارنة مع الدول الأخرى». وأوضح أنه تباحث مع المسؤولين الأتراك خلال زيارته إلى تركيا حول ما يمكن تقديمه من الناحية الإنسانية بشأن سكان إدلب السورية.
وحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الخميس، على تجنب وقوع كارثة إنسانية في محافظة إدلب، في حالة شن هجوم ضد المعارضة المسلحة التي تسيطر على المنطقة. وقالت ميركل في مقابلة تلفزيونية إنه يجب أن يكون الهدف من الهجوم هو محاربة القوى الإرهابية مع حماية السكان المدنيين، وستكون هذه مهمة كبيرة، وأشارت إلى أنها تحدثت بهذا الشأن أيضاً مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب إردوغان.
على صعيد آخر، سيّرت القوات التركية، أمس، دورية جديدة على طول الخط الفاصل بين منطقة عملية «درع الفرات» ومدينة «منبج»، شمال سوريا. وقالت رئاسة الأركان التركية، في بيان، إن القوات التركية ونظيرتها الأميركية، كلا على حدة، سيّرت الدورية المنسّقة المستقلة الرقم 41، في المنطقة المذكورة.
وفي 18 يونيو (حزيران) الماضي، أعلنت رئاسة الأركان التركية بدء الجيشين تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية «درع الفرات» بريف حلب الشمالي، ومنبج، في إطار خريطة الطريق التي توصلت إليها أنقرة مع واشنطن حول منبج، في 4 من الشهر نفسه.