أحزاب معارضة في موريتانيا تنسق لمواجهة النظام الحاكم قبل الشوط الثاني من الانتخابات

أحزاب معارضة في موريتانيا تنسق لمواجهة النظام الحاكم قبل الشوط الثاني من الانتخابات
TT

أحزاب معارضة في موريتانيا تنسق لمواجهة النظام الحاكم قبل الشوط الثاني من الانتخابات

أحزاب معارضة في موريتانيا تنسق لمواجهة النظام الحاكم قبل الشوط الثاني من الانتخابات

أعلنت كتلتان سياسيتان في المعارضة الموريتانية أمس عن نيتهما العمل المشترك من أجل التصدي لما وصفتاه بـ«الوضع السياسي الخطير» في البلاد، في ظل اقتراب موعد الشوط الثاني من الانتخابات التشريعية والبلدية المزمع تنظيمه يوم السبت المقبل.
جاء ذلك بعد اجتماع عقدته منسقية المعارضة الموريتانية التي تضم عشرة أحزاب سياسية قاطعت الانتخابات، مع كتلة التحالف الوطني التي تضم ثلاثة أحزاب سياسية قاطعت الانتخابات هي الأخرى، ما عدا حزب التجديد الديمقراطي، الذي شارك في الشوط الأول من دون أن يحقق نتائج إيجابية.
وصفت الكتلتان السياسيتان الانتخابات، في بيان مشترك أصدرتاه عقب الاجتماع، بأنها «مهزلة يشرف عليها النظام الحاكم»، وأكدتا أهمية «العمل المشترك من أجل التصدي لهذه المهزلة بمختلف الوسائل النضالية السلمية»، حيث شكلتا لجنة مشتركة تضم رؤساء الأحزاب المنضوية في الكتلتين، من المنتظر أن تعمل على «وضع تصور لآليات التنسيق المستقبلي»، وفق ما أكده مصدر قيادي في المنسقية لـ«الشرق الأوسط».
ويعد هذا أول تنسيق بين الكتلتين السياسيتين، ويتزامن مع مظاهرة لمنسقية المعارضة نظمت أمس للمطالبة بإلغاء الانتخابات التشريعية والبلدية، وتنظيم «حوار شامل» بين مختلف الأطراف السياسية في البلاد من أجل الخروج مما تقول المنسقية إنه «أزمة سياسية» تعيشها موريتانيا منذ أكثر من خمس سنوات.
في السياق نفسه، عد أحمد ولد داداه، الرئيس الدوري لمنسقية المعارضة، مظاهرة أمس بأنها «مفصلية في مسار رفض الشعب الموريتاني لمهزلة الانتخابات الأخيرة»، مضيفا أن المعارضة «ملزمة بمواصلة النضال من أجل توفير ظروف ملائمة تؤسس لمسار انتخابي تكون الكلمة فيه للشعب».
ويرى مراقبون أن هنالك مساعي لدى المعارضة من أجل توحيد صفوفها لمواجهة الأغلبية الحاكمة التي حققت نتائج كبيرة في الشوط الأول من الانتخابات، وبدا واضحا أنها تتجه للحصول على أغلبية ساحقة في البرلمان المقبل. ويشير هؤلاء المراقبون إلى التقارب الكبير بين منسقية المعارضة وكتلة التحالف الوطني، بالإضافة إلى رغبة واضحة لدى حزب «تمام»، المنسحب أخيرا من الأغلبية الحاكمة، في الانضمام إلى صفوف منسقية المعارضة المناوئة لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز وتطالبه بـ«الرحيل» وتقديم استقالته من الحكم.
يشار إلى أن الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية والبلدية نظمت في 23 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وشهد مشاركة عدة أحزاب معارضة، بينما قاطعته 10 أحزاب أخرى تعرف بمنسقية المعارضة، هذا بالإضافة إلى حزبين سياسيين في كتلة التحالف الوطني المعارضة.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.