أبناء الضلوعية شمال بغداد يستغيثون بالمالكي لمساعدتهم في صد «داعش»

تنظيم «الدولة الإسلامية» يعدم أربعة لاجئين سوريين في العراق

الرئيس التركي عبد الله غل مستقبلا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في القصر الرئاسي بأنقرة أمس (أ.ف.ب)
الرئيس التركي عبد الله غل مستقبلا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في القصر الرئاسي بأنقرة أمس (أ.ف.ب)
TT

أبناء الضلوعية شمال بغداد يستغيثون بالمالكي لمساعدتهم في صد «داعش»

الرئيس التركي عبد الله غل مستقبلا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في القصر الرئاسي بأنقرة أمس (أ.ف.ب)
الرئيس التركي عبد الله غل مستقبلا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في القصر الرئاسي بأنقرة أمس (أ.ف.ب)

خاضت القوات العراقية مدعومة بعشائر محلية معارك ضارية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ناحية الضلوعية أمس لمنع سقوط هذه المنطقة الاستراتيجية الواقعة على بعد 90 كلم شمال بغداد في أيدي المسلحين الذين يحاولون الزحف نحو العاصمة.
وقال قائمقام ناحية الضلوعية مروان متعب إن «الاشتباكات متواصلة منذ يوم أمس (الأحد) بين المسلحين الذين يحاولون فرض سيطرتهم على الضلوعية وأبناء العشائر وقوات الشرطة». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الاشتباكات تدور في منطقة الجبور جنوبي الضلوعية بعد أن سيطر المسلحون على وسط وشمال الناحية منذ يوم أمس (الأحد)»، مؤكدا أن «غالبية مناطق الناحية تحت سيطرة المسلحين».
وأشار متعب إلى أن مفاوضات جرت بين العشائر والمسلحين الذين طلبوا أن تسلم قوات الأمن والعشائر أسلحتهم، لكن الطرف الثاني رفض هذا الأمر.
وقال عمر الجبوري، وهو أحد مقاتلي العشائر، عبر الهاتف «نحن صامدون أمام عناصر (داعش) منذ 48 ساعة، وما زلنا نسيطر على معظم أجزاء الضلوعية»، مؤكدا أن طائرة عراقية قامت بقصف مواقع لـ«داعش» صباح أمس «وألحقت بهم خسائر كبيرة». وأضاف «نخوض معارك ضارية وتمكنا من اعتقال عدد من عناصر (داعش)، لكننا نحتاج إلى تعزيزات وغطاء جوي من أجل إعادة السيطرة على المدينة»، داعيا «رئيس الوزراء (نوري المالكي) للتدخل السريع وإرسال تعزيزات وإسناد جوي».
وتحدث ضابط في الشرطة عن نزوح أعداد كبيرة من أهالي الضلوعية مستخدمين قوارب عبر نهر دجلة خوفا من الوقوع ضحايا للاشتباكات.
وكان مسلحو «الدولة الإسلامية» أطلقوا أول من أمس هجوما على الضلوعية وسيطروا على قسم كبير من الناحية بينها مركز الشرطة والمجلس البلدي ومديرية الناحية ومقرات للشرطة، وفقا لمصادر محلية.
ويسيطر مسلحو «الدولة الإسلامية» على عدة مدن في الأنبار وعلى مناطق واسعة من محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى إثر هجوم كاسح شنوه قبل أكثر من شهر مع جماعات أخرى.
وتشكل الضلوعية نقطة قتال محورية بالنسبة إلى القوات الحكومية وبالنسبة إلى المسلحين أيضا الذين يسعون للزحف نحو بغداد من جهة الشمال حيث يسيطرون في محافظة صلاح الدين على عدة مناطق رئيسة بينها مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد). وتقع الضلوعية على الطريق بين بغداد ومدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد)، مما يعني أن سقوطها في أيدي المسلحين الذين سيكونون على بعد 90 كلم فقط من شمال بغداد، قد يفتح أمام هؤلاء ممرا نحو جنوب سامراء التي تحوي مرقدا شيعيا رئيسا.
وكانت ناحية الضلوعية التي لطالما خاضت معارك في السابق ضد جماعات سنية متطرفة على رأسها تنظيم القاعدة، سقطت قبل نحو أسبوعين في أيدي «الدولة الإسلامية» قبل أن تشن العشائر المحلية فيها هجوما مضادا وتطرد المسلحين المتطرفين منها.
من ناحية ثانية، أعدم مسلحون ينتمون إلى «داعش» مساء أول من أمس أربعة لاجئين سوريين في أحد المخيمات في مدينة القائم غرب العراق بتهمة التجسس لصالح النظام السوري، حسبما أفاد شهود عيان ومصدر طبي أمس. وقال شهود عيان من أهالي مدينة القائم (340 كلم شمال غرب بغداد) المحاذية للحدود السورية إن مسلحين من «الدولة الإسلامية» يستقلون سيارات ترفع راية التنظيم المتطرف أعدموا السوريين الأربعة رميا بالرصاص بعد أن أعلن أحد المسلحين بصوت مرتفع أن هؤلاء «عملاء وجواسيس للنظام السوري». ونفذ حكم الإعدام في الشارع الرئيس في وسط القائم بحق الضحايا الذين كانت أيديهم مقيدة. ويقع مخيم اللاجئين السوريين في منطقة العبيدي إلى الشرق من القائم.
من جهة أخرى، قالت الشرطة ومصادر طبية إن «سيارتين مفخختين انفجرتا في بغداد أمس مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من عشرة آخرين». وحسب وكالة «رويترز»، وقع الانفجار الأول في منطقة العلوية بوسط بغداد مما أدى لمقتل ثلاثة وإصابة ستة بينما انفجرت الثانية في حي البياع الشيعي بغرب بغداد فقتلت أيضا ثلاثة أشخاص.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.