المجلس الأعلى والتيار الصدري يتجهان لطرح الجلبي بديلا للمالكي

{القانون} يجدد اتهامه للمرشح لرئاسة البرلمان العراقي بـ«دعم الإرهاب»

نوري المالكي   و    أحمد الجلبي
نوري المالكي و أحمد الجلبي
TT

المجلس الأعلى والتيار الصدري يتجهان لطرح الجلبي بديلا للمالكي

نوري المالكي   و    أحمد الجلبي
نوري المالكي و أحمد الجلبي

كشف عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري أمير الكناني عن توجه جاد لدى قيادة الائتلاف الوطني (التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر والمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم) لطرح مرشحيه لرئاسة الوزراء خلال جلسة اليوم بمعزل عن ائتلاف دولة القانون الذي يصر على ترشيح زعيمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.
وقال الكناني في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «المشكلة الأساسية التي نعانيها الآن هي الولاية الثالثة التي يتمسك بها السيد المالكي وهو ما جعل ائتلاف دولة القانون يستفسر لدى المحكمة الاتحادية بوصفه هو، وليس التحالف الوطني (يضم الائتلافين)، الكتلة الأكبر الأمر الذي يجعلنا في حل من أي التزام معه في حال بقي على هذا النهج». وأضاف الكناني «لقد اتفقت قيادة الائتلاف الوطني على أنه في حال لم يتغير موقف ائتلاف دولة القانون خلال فترة الـ48 ساعة التي جرى خلالها تأجيل جلسة البرلمان (أول من أمس) والركون إلى آليات التحالف الوطني ككتلة أكبر في تقديم مرشحه لرئاسة الحكومة فإننا سنمضي باتجاه طرح أنفسنا ككتلة بمعزل عن ائتلاف دولة القانون والمضي بإجراءات استكمال رئاسة البرلمان لأننا كائتلاف وطني وكذلك التحالف الكردستاني أعلنا عن تأييدنا للسيد سليم الجبوري لرئاسة البرلمان بعد أن برأته المحاكم مما كان مرفوعا ضده من دعاوى وبالتالي أصبح مؤهلا ولم يعد هناك مبرر لتأجيل التصويت عليه مثلما حصل خلال جلسة الأحد عندما ضغط ائتلاف دولة القانون على رئيس السن للبرلمان مهدي الحافظ لتأجيل التصويت عليه».
وكشف الكناني عن أن اجتماعا كان سيعقد في وقت لاحق مساء أمس في منزل الحكيم «سيكون حاسما على صعيد المضي بإجراءات طرح مرشحنا لرئاسة الوزراء». وكشف أيضا عن أن «قوى الائتلاف الوطني كانت قد رشحت السيدين باقر صولاغ الزبيدي وأحمد الجلبي لرئاسة الوزراء غير أن الزبيدي اعتذر لأنه ومثلما قال لم يحصل بعد على قرار من مرجعيته (المجلس الأعلى الإسلامي) فدعم ترشيح الجلبي لرئاسة الوزراء، وهو ما يعني أننا قررنا التحرك بمعزل عن ائتلاف دولة القانون».
وبشأن ملابسات تأجيل التصويت على الجبوري، مرشح الكتلة السنية ممثلة بـ«اتحاد القوى الديمقراطية»، لرئاسة البرلمان، قال الكناني إنه «في الساعة الواحدة من ليل الأحد ذهب وفد من دولة القانون للقاء سليم الجبوري وطلبوا منه التوقيع على ورقة يعلن فيها تأييده للولاية الثالثة للمالكي مقابل تأييد ترشيحه لرئاسة البرلمان لكن الجبوري رفض التوقيع وأبلغهم بأنه مع المرشح الذي يقدمه التحالف الوطني».
وتابع الكناني قائلا «في اليوم الذي عقدت فيه جلسة البرلمان صباحا فوجئنا باجتماع داخل البرلمان للتحالف الوطني وإعلان ائتلاف دولة القانون رفضه ترشيح الجبوري وحين طلبنا منهم توضيح ذلك قالوا إنه ظهر لديهم أنه لا يزال يدعم الإرهاب».
وبشأن ما إذا كانت جلسة اليوم ستحسم الأمور كلها، قال الكناني إنه «في حال تقدم الكرد بمرشحهم لرئاسة الجمهورية وبوجود توافق على رئيس البرلمان فإننا كائتلاف وطني سنمضي بتقديم مرشحنا الوحيد حتى الآن أحمد الجلبي أو في حال جرى الاتفاق على أكثر من مرشح، وهو ما سوف يفرزه الاجتماع المسائي (أمس) في منزل الحكيم».



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.