تراجع مخاوف السوق في إيطاليا

TT

تراجع مخاوف السوق في إيطاليا

تراجع مؤشر رئيسي لقياس المخاطر على الديون السيادية الإيطالية بصورة حادة أمس (الأربعاء) بعدما أكد وزير بارز بالحكومة اليمينية الإيطالية، أن بلاده لن تنتهك القواعد المنظمة للموازنة في الاتحاد الأوروبي.
وكانت المخاوف من احتمال ارتفاع الإنفاق الحكومي بصورة تفوق المسموح به أوروبياً، في بلد مثقل بالفعل بدين عام ضخم، قد تسبب خلال الأسابيع الماضية في زيادة في التفاوت في سعر الفائدة على السندات الإيطالية والألمانية الرئيسية لعشر سنوات.
وفي الظهيرة (1000 بتوقيت غرينتش)، تراجع الفارق بأكثر من 4 في المائة إلى نحو 256 نقطة أساس، وفقاً لموقع Borse.it المالي، وذلك بعد انتشار تصريحات لنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية ماتيو سالفيني. وكان سالفيني قال لصحيفة «إيل سولي 24 أور»، «نعتزم تقديم أنفسنا للأسواق وأوروبا بقانون موازنة جاد يجعل اقتصاد هذا البلد يحقق نمواً، وفي الوقت نفسه يحترم جميع قيود (الموازنة) بالاتحاد الأوروبي».
تجدر الإشارة إلى أن حزب سالفيني (الرابطة) في تحالف حكومي مع حزب «حركة خمس نجوم». ومن المقرر أن تقدم الحكومة أهدافها للديون والعجز لعام 2019 وقانون موازنتها للعام المقبل خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وكان الحزبان قدما وعوداً قوية قبل انتخابات الرابع من مارس (آذار). فقد تعهد حزب الرابطة بخفض جميع الضرائب على الشركات والدخل إلى 15 في المائة، بينما تعهد حزب الخمس نجوم بدخل أساسي عام لكل من هم تحت خط الفقر.
وفي المقابلة، أشار سالفيني إلى أن الإصلاحات التي سبق التعهد بها ستتم بصورة تدريجية، بما يجعلها أكثر استدامة. وقال «من الواضح أننا لن نفعل كل الأمور على الفور، ولا يتوقع الإيطاليون ذلك».
ورغم ذلك، قال سالفيني في مقابلة إذاعية مع محطة «راي» الرسمية، إنه لن يتردد في إنفاق «مليار إضافي» فوق ما تسمح به بروكسل إذا ما كانت هناك حاجة إليه من أجل إصلاح مدارس أو مستشفيات أو طرق. وكان السياسي الإيطالي قال الشهر الماضي، بعد حادث انهيار جسر جنوة، إن قواعد الإنفاق الخاصة بالاتحاد الأوروبي تعيق الاستثمارات التي هناك حاجة ملحة إليها في تطوير البنية التحتية. وقد نفت المفوضية الأوروبية هذا الزعم بشكل قاطع.
تجدر الإشارة إلى أن مستوى التفاوت الإيطالي هو ثاني أعلى تفاوت في منطقة العملة الأوروبية الموحدة اليورو بعد اليونان، وهو ما يعني ارتفاع تكاليف خدمة ديون البلاد. وكان هذا الفارق عند مستوى 120 نقطة أساس في أبريل (نيسان) الماضي، قبل أن تأخذ المفاوضات بين الحزبين الحاكمين صورة جدية.



سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
TT

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)

واصلت سندات لبنان الدولارية مكاسبها بعد انتخاب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيساً للجمهورية بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، في خطوة يعدّها كثيرون بداية للانفراج السياسي بالبلاد.

يأتي هذا التحول بعد 12 محاولة فاشلة لاختيار رئيس، مما عزز الأمل في أن لبنان قد يبدأ معالجة أزماته الاقتصادية العميقة.

ومنذ الإعلان عن فوز عون، شهدت «سندات لبنان الدولارية (اليوروباوندز)» ارتفاعاً ملحوظاً، مما يعكس التفاؤل الحذر حيال استقرار البلاد.

ومع ذلك، تبقى أسعار السندات اللبنانية من بين الأدنى عالمياً، في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة التي يواجهها لبنان نتيجة الانهيار المالي الذي بدأ في عام 2019. وفي التفاصيل، انتعش معظم سندات لبنان الدولية، التي كانت متعثرة منذ عام 2020، بعد الإعلان عن فوز عون، لترتفع أكثر من 7 في المائة وبنحو 16.1 سنتاً على الدولار. منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول)، كانت سندات لبنان الدولارية تسجل ارتفاعات بشكل ملحوظ.

وتأتي هذه الزيادة في قيمة السندات خلال وقت حساس، فلا يزال الاقتصاد اللبناني يترنح تحت وطأة تداعيات الانهيار المالي المدمر الذي بدأ في عام 2019. فقد أثرت هذه الأزمة بشكل عميق على القطاعات المختلفة، مما جعل من لبنان أحد أكثر البلدان عرضة للأزمات المالية في المنطقة.