قام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بزيارة لإسلام آباد أمس، التقى خلالها رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ووزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي وقائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا، وذلك دون تحقيق أي نتيجة معلنة بعد قرار واشنطن إيقاف مساعدات قيمتها 300 مليون دولار للباكستانيين في إطار الحرب على الإرهاب.
وأفيد بأن المؤسسة العسكرية الباكستانية طلبت من الحكومة أن تكون المحادثات الرسمية في وزارة الخارجية وأن يشرح الوزير قرشي لبومبيو والوفد المرافق موقف إسلام آباد من قطع المساعدات المستحقة لقاء مشاركتها في التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب في أفغانستان. وحرص الوفد الأميركي على إخفاء التوتر بين الجانبين بإصدار بومبيو بياناً أبدى فيه «ارتياحه» للمحادثات، فيما
أشار وزير الخارجية الباكستاني إلى أن حكومته تقوم بمراجعة شاملة لموقفها وتدرس بشكل جدي إمكانية التحالف مع كل من الصين وروسيا في الوضع الإقليمي وما يخص أفغانستان، الأمر الذي لمح إليه عمران خان أثناء لقائه مع الأميركيين. ورفضت القيادة العسكرية الباكستانية أي مطلب أو حديث أميركي عن الدكتور شكيل أفريدي، الباكستاني المعتقل بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة والإفشاء بمكان أسامة بن لادن قبل اغتياله عام 2011 في مدينة أبوت آباد الباكستانية. وقال وزير الخارجية الأميركي للصحافيين في مبنى الخارجية الباكستانية إن موقفنا معروف وأوضحه كل من الجنرال سكوت ميلر القائد الجديد لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان والجنرال جون نيكلسون القائد السابق، في أحاديثهما مع القيادة العسكرية الباكستانية، محذرا في الوقت نفسه من تداعيات الموقف الباكستاني الحالي وما يمكن أن يجره على باكستان.
وكان الجنرال نيكلسون من خلال زياراته لراولبندي مقر القيادة العسكرية الباكستانية طالب بالقيام بعمليات مطاردة لـ«شبكة حقاني» والجماعات التي وصفها بالإرهابية في باكستان، وهو أمر ردت عليه القيادة الباكستانية بتأكيد عدم وجود هذه الجماعات في الأراضي الباكستانية، مشيرة إلى أن على الحكومة الأفغانية والقوات الأميركية في أفغانستان أولا وقف نشاط «طالبان باكستان» من الأراضي الأفغانية. واتهم وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي عملاء للهند وأفغانستان بالوقوف خلف التفجيرات التي وقعت في باكستان أثناء الحملة الانتخابية وأدت إلى مقتل عدد من المرشحين فيها.
وأشار بومبيو في تصريحاته للصحافيين في الخارجية الباكستانية إلى أن بلاده لم تر أي تغير إيجابي في الموقف الباكستاني ولم تر أي فعل باكستاني على الأرض لملاحقة الجماعات الإرهابية في باكستان.
وأعرب عمران خان عن رغبته بلعب دور في عملية السلام في أفغانستان، وقال إن كونه رياضياً سابقاً يجعله قادراً على قبول الرأي الآخر والتسامح، ولكن «يجب ألا تكون عملية السلام على حساب مصالح باكستان، وإنما أولا وآخراً، على الحكومة الباكستانية السعي إلى تحقيق مصالح بلادها، قبل أن تحقق مصالح واشنطن».
وحسب مصادر في الخارجية الباكستانية فإن الولايات المتحدة عادت في تعاملها مع باكستان لسياستها القديمة وأسلوب «خذ وطالب»، وهو أمر لم تعد تقبل به باكستان ولا أن تكون مسؤولة عن فشل القوات الأميركية في أفغانستان. وقالت مصادر باكستانية إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبدى رغبة كبيرة في أن تلعب باكستان دوراً إيجابياً في المصالحة الأفغانية والتوصل إلى حل سلمي من خلال التفاوض بين «طالبان» والحكومة الأفغانية، وذلك بالضغط على الحركة لإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع حكومة الرئيس أشرف غني. وكانت السفيرة الباكستانية السابقة في واشنطن شيري رحمن قالت في تصريحات لها عن زيارة بومبيو إن واشنطن تريد حلا يقتصر على «2+2» في أفغانستان أي أميركا وباكستان وأفغانستان وحركة «طالبان»، وهو ما أثبت فشله حتى الآن.
إلى ذلك قالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إن وزير الخارجية الأميركي لم يكن مرتاحا للرد الباكستاني على طلبات الإدارة الأميركية، كما أن عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني لم يظهر عليه الارتياح في الاجتماع الذي كان فيه كامل الوفد الأميركي وعددهم سبعة عشر شخصاً، إضافة إلى قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا وعدد من المسؤولين الباكستانيين الآخرين.
بومبيو يصطدم بتشدد «العسكر» خلال زيارته إسلام آباد
التقى عمران خان ووزير الخارجية الباكستاني وقائد الجيش
بومبيو يصطدم بتشدد «العسكر» خلال زيارته إسلام آباد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة