لجنة عربية تبحث الإعداد لـ«قمة بيروت الاقتصادية»

مقترح بإطلاق إطار استراتيجي للقضاء على الفقر

TT

لجنة عربية تبحث الإعداد لـ«قمة بيروت الاقتصادية»

اجتمعت اللجنة العربية المعنية بالمتابعة والإعداد للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة، أمس، في القاهرة، برئاسة المملكة العربية السعودية، التي مثَّلَها حسين بن شويش الشويش، مدير إدارة العلاقات الاقتصادية العربية والإسلامية بوزارة المالية السعودية، وبمشاركة كبار المسؤولين في مصر ولبنان والسودان والعراق وتونس والمغرب، بالإضافة إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وقال السفير كمال حسن علي، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية، إن اللجنة استعرضت عدداً من الموضوعات المقترح إدراجها على مشروع جدول أعمال القمة المقررة ببيروت في يناير (كانون الثاني) المقبل، خصوصاً الموضوعات الاقتصادية، ومنها طلب العراق إمكانية مشاركة بعض الشركات العربية المتخصصة في أعمال الاستصلاح وتنفيذ السدود، والمنشآت الهيدروليكية في مشاريع المياه بالدول العربية، إلى جانب موضوع دعم شركات وزارة الأعمار والإسكان بالعراق، وذلك في إطار إعمار المناطق المحررة، وتنفيذ مشاريع تنموية تعكس العمل العربي المشترك، مضيفاً أن اللجنة ناقشت أيضاً متابعة تنفيذ قرارات القمم العربية التنموية السابقة، وذلك من خلال استعراض التقدم الْمُحرَز، مع تحديد المعوقات التي تعوق التنفيذ، وطرح مقترحات فاعلة خصوصاً ما يتعلق بالاستراتيجية العربية للطاقة المستدامة 2030، ودعم السوق العربية المشتركة للكهرباء، والميثاق العربي لتطوير قطاع المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، وذلك بناء على مقترح من الجزائر، ودراسة مشروع اتفاقية عربية جديدة للاستثمار في ضوء الملاحظات والمرئيات الواردة من بعض الدول، والرؤية الاستراتيجية لتعزيز وتفعيل العمل المشترك بين قطاعي السياحة والثقافة في الدول العربية، بالإضافة إلى تقرير مرحلي حول التقدم المحرز في منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.
من جانبها، استعرضت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الاجتماعية، الموضوعات الاجتماعية المقترح عرضها أمام القمة، ومنها إطلاق إطار عربي استراتيجي للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد، والإعلان العربي حول الانتماء والهوية، واستراتيجية وخطة عمل إقليمية عربية شاملة حول «الوقاية والاستجابة لمناهضة كل أشكال العنف، خصوصاً العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في حالات اللجوء، وخصوصاً في ظل ما تشهده عدد من الدول العربية خلال الأعوام الأخيرة من حروب ونزاعات مسلحة، وما ترتب عليها من حالات اللجوء والنزوح والهوية»، وموضوع الاستراتيجية العربية لكبار السن، ومنهاج العمل للأسرة في المنطقة العربية في إطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، وأجندة التنمية للاستثمار في الطفولة في الوطن العربي 2030، والاستراتيجية العربية لحماية الأطفال في وضع اللجوء في المنطقة العربية، والعقد العربي لحقوق الإنسان 2019 - 2029، والدورة الرياضية العربية الرابعة عشر للألعاب الرياضية عام 2021.
كما أكدت أبو غزالة في كلمتها خلال أعمال اللجنة أن مشروع جدول الأعمال يتضمن أيضاً تقريراً مرحلياً حول جهود جامعة الدول العربية لدعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بالمنطقة العربية 2030.
ومن المقرر أن ترفع اللجنة على مستوى كبار المسؤولين تقريراً بنتائج أعمالها إلى اجتماع اللجنة، اليوم (الخميس)، على المستوى الوزاري برئاسة المملكة العربية السعودية، قبيل عرضه على الدورة الوزارية 102 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في وقت لاحق غداً قصد اعتمادها.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.