«فيسبوك» تتفاوض مع الأمم المتحدة حول «الإرهاب»

انتقاد دولي لتعريفات خبرائها

فيونوالا أولين خبيرة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة («الشرق الأوسط»)
فيونوالا أولين خبيرة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة («الشرق الأوسط»)
TT

«فيسبوك» تتفاوض مع الأمم المتحدة حول «الإرهاب»

فيونوالا أولين خبيرة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة («الشرق الأوسط»)
فيونوالا أولين خبيرة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة («الشرق الأوسط»)

رداً على انتقادات من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول مطاطية تعريف كلمة «إرهاب» في سياسة شركة «فيسبوك»، التي أعلنت أنها مسحت اشتراكات ملايين الناس لصلتهم بالإرهاب، قال مسؤول في الشركة، أمس (الثلاثاء)، إن الشركة مستعدة للتعاون مع المجلس للوصول إلى «تعريف يخدم الحرية والعدل على مستوى العالم».
كانت فيونوالا أولين، الخبيرة في المجلس، قد قالت، يوم الاثنين، إن «فيسبوك» تحتاج لأن «تضيق تعريفها الواسع لوصف الإرهاب، وذلك لمنع الحكومات من الإسكات التعسفي لجماعات المعارضة في بلد ما، وللأصوات المعارضة المشروعة»، وأضافت، وهى المسؤولة عن حماية حقوق الإنسان خلال الحرب العالمية المعلنة ضد الإرهاب، كما نقلت وكالة «رويترز»: «يمكن أن يسبب استعمال تعريفات فضفاضة وغير دقيقة، كشرط للوصول إلى منصة (فيسبوك) واستخدامها، في وقوع تمييز ورقابة مبالغ فيها، وحرمان تعسفي من الوصول إلى خدمات (فيسبوك) واستخدامها».
وقال مسؤول في «فيسبوك»: «نحن نستفيد من الجدل الدولي حول هذا الموضوع. وفعلاً، نشرنا يوم 9 أغسطس (آب) مدونة تناقش كيفية تنظيمنا للنقاش في مختلف المواقع بشكل عام».
وأضاف المسؤول: «نحن نبحث، دائماً، عن إرشادات في وثائق دولية، ومنها المادة 19 في الميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية».
وتابع: «نحن نتابع نقاشات يشترك فيها مليارات الناس حول العالم، ونفعل ذلك بطريقة تعطي أقصى نطاق ممكن للتعبير الحر، ونعتمد على فهم أساسي؛ هو أن يمنع عدم نشر مساهمة معينة وقوع ضرر».
وأضاف: «نود نقاش هذه القضايا بطريقة مثمرة، ونود التعامل مع مخاوف عدم الامتثال لحقوق الإنسان».
وكانت الخبيرة في مجلس حقوق الإنسان قد قالت إنها ستثير قضايا مماثلة مع شركات أخرى تعمل في الإنترنت، وأضافت: «نريد الوصول إلى المنصات الأخرى التي تشبه ممارساتها ممارسات (فيسبوك)، والتي لا تتمتع بالشفافية والانفتاح في ما يتعلق بأساليب عملهما، والمعايير التي تستخدمها».
وبالإضافة إلى تصريحات الخبيرة، قال ديفيد كي، مفوض الأمم المتحدة لحرية التعبير: «ليست هذه مشكلة (فيسبوك) وحدها. هذا موضوع يجب على كل شركة أو موقع أو صفحة في الإنترنت أن تنتبه له».
وكان كي، في تقرير إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حول هذا الموضوع، قد أثار مخاوف من أن شركات الإنترنت التي تحاول تنظيم محتويات نشاطات المشتركين فيها، بما فيها «فيسبوك» و«تويتر»، «تعتمد على تعريف مبهم جداً للإرهاب وللمنظمات الخطرة».


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.