الحكومة الأردنية تستنكر حكماً قضائياً يقر الصلوات التلمودية في الأقصى

TT

الحكومة الأردنية تستنكر حكماً قضائياً يقر الصلوات التلمودية في الأقصى

استنكرت الحكومة الأردنية على لسان وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، عبد الناصر أبو البصل، قرار المحكمة الإسرائيلية العليا، التي «استجابت للطلب المقدم من الجمعية الإسرائيلية المتطرفة (جمعية أمناء الهيكل المزعوم)، بمنح حق أداء الصلوات التلمودية داخل باحات المسجد الأقصى المبارك». وأكد الوزير أبو البصل في بيان صحافي أمس، الاثنين: «رفض هذا القرار، وأنه لا سلطة ولا سيادة لمحكمة الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، كونها لا تملك الصلاحية لذلك».
وحذر من مغبة اتخاذ أي قرار من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يؤدي إلى المس بإسلامية المسجد الأقصى المبارك، بتأثير من الجهات اليمينية المتطرفة، التي تسعى إلى إثارة مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، ما يؤدي إلى نشوب حروب دينية في المنطقة لطالما تم التحذير منها. كما «حذر من مغبة المراهقة السياسية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بغية تحقيق مآرب سياسية ومصالح انتخابية يائسة».
وشدد الوزير أبو البصل على أن «المسجد الأقصى المبارك لا يقبل الشراكة ولا التقسيم، وأن مبنى باب الرحمة هو جزء من المسجد الأقصى المبارك، له قدسيته»، مؤكدا أن المسلمين سيبذلون المهج والأرواح في سبيل عقيدتهم التي تؤكد إسلامية المسجد الأقصى.
وأضاف أن قرار محكمة الاحتلال السماح للمتطرفين اليهود بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك: «سيشكل تغييرا للوضع التاريخي والديني القائم خلافا للقانون الدولي والإنساني، وخلافا لقرارات المنظمات الدولية، ما يعتبر عدوانا صارخا على الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم، ومخالفة صريحة لاتفاقية السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل عام 1994، ومساسا كبيرا بالوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية».
كما طالب الوزير أبو البصل الأمتين العربية والإسلامية، بالقيام بمسؤولياتهما والوقوف إلى جانب الأردن ودعم مواقفه حيال القدس والمسجد الأقصى، الذي يتعرض يوميا لأخطار التطرف الصهيوني. كما طالب دول العالم الشقيقة والصديقة، بممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للعدول عن محاولة السيطرة على الأقصى المبارك، وتغيير الوضع التاريخي والديني هناك.
يشار إلى أن الأردن هو صاحب الحق في الإشراف على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وفق اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة بين الجانبين عام 1994.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.