«ذيل فأر» يكشف أسرار علاقة الفراعنة بالطيور الجارحة

كثير من جمعيات الرفق بالحيوان أدانت في أوقات سابقة أسلوب التغذية بالإكراه الذي يتبعه المصريون في الأوساط الشعبية والريفية مع طائر «البط»، الذي يعرف شعبياً باسم «التزغيط». وعلى ما يبدو، فإن هذه الطريقة توارثها المصريون عن أجدادهم الفراعنة، حيث كشفت دراسة حديثة أجراها فريق مشترك يضم باحثين من الجامعة الأميركية بالقاهرة ومعهد ستيلينبوش بجنوب أفريقيا للدراسات المتقدمة، عن أن المصريين كانوا على ما يبدو يتبعون هذه الطريقة مع الطيور الجارحة.
وعثر الفريق البحثي باستخدام تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد على ذيل لفأر صغير (Mus musculus) يبدو أنه تسبب في اختناق صقر العاسوق (اسم يطـلق على أفراد جنس الصقر الحر التي تعيش في آسيا وأفريقيا وأستراليا وأوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية)، حيث ساعد الأسلوب المصري في التحنيط على الكشف عن وجود ذيل الفأر في معدة العاسوق، كما عثروا على أجزاء أخرى من الفئران داخل المعدة؛ ما يشير إلى أنه قد أكل أكثر من فأر في وقت سابق من اليوم، ووجدوا أيضاً أجزاء من عصفور صغير.
ويكشف هذا الكم من الوجبات التي تناولها العاسوق في اليوم الواحد عن أن المصريين كانوا يتبعون أسلوب التغذية بالإكراه؛ الأمر الذي لم يتحمله، فتسبب ذيل الفأر الذي لم يتمكن من هضمه في اختناقه، كما أوضحت الدراسة المنشورة في مجلة العلوم الأثرية Journal of Archaeological Science.
ومن المعروف عن الحضارة الفرعونية هو استخدام الطيور الجارحة قرابين للآلهة، غير أن العثور على الملايين منها محنطة، ومعظمها يرجع تاريخه من عام 600 قبل الميلاد إلى 250 بعد الميلاد، كان يمثل لغزاً لعلماء المصريات، حيث أثار لديهم تساؤلات عدة دارت حول كيفية الاحتفاظ بهذا العدد الهائل، فهل تم اصطيادها أم تم قتلها، أم أغاروا على أعشاشهم، أم نصبوا لها فخاً، أو وجدوهم أمواتاً.
وتقول الدكتورة إكرام سليمة، أستاذة علم المصريات بالجامعة الأميركية، والباحثة الرئيسية في الدراسة، إن هذا الاكتشاف يجيب عن هذه التساؤلات، حيث يعتقد الآن أن السبب في العثور على كثير من الجوارح، أن المصريين القدماء كان لديهم نشاط تربية الجوارح.
وتضيف أن هذه النتائج تحفز على مواصلة العمل للتمييز بين الأنواع المختلفة من الطيور الجارحة التي قام المصريون القدماء بتربيتها، عن طريق تحليل الحمض النووي لها وتحديد جنسها.