عباس لا يمانع في قيام كونفدرالية تضم الأردن وإسرائيل

أبلغ نشطاء سلام إسرائيليين استقبلهم بأن مبعوثي ترمب طرحا عليه الأمر

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال القائه كلمته أمام المجلس المركزي منصف الشهر الماضي(ا.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال القائه كلمته أمام المجلس المركزي منصف الشهر الماضي(ا.ب)
TT

عباس لا يمانع في قيام كونفدرالية تضم الأردن وإسرائيل

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال القائه كلمته أمام المجلس المركزي منصف الشهر الماضي(ا.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال القائه كلمته أمام المجلس المركزي منصف الشهر الماضي(ا.ب)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه يوافق على كونفدرالية مع المملكة الأردنية إذا كانت إسرائيل جزءا منها.
وأوضح عباس في لقاء مع نشطاء سلام إسرائيليين، أنه أبلغ هذا الكلام لمبعوثي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، صهره جاريد كوشنير والمفاوض جيسون غرينبلات، حينما التقياه في رام الله العام الماضي.
وقال عباس، كما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية، «سُئلت إذا كنت أومن بالفيدرالية مع الأردن... أجبت: نعم، أريد إقامة كونفدرالية ثلاثية مع الأردن وإسرائيل. وسألت إذا كان الإسرائيليون يوافقون على هذا الاقتراح».
وأوضح أنه مستعد لمثل ذلك إذا كانت إسرائيل تقبل.
لكن عباس لم يتطرق إلى أي تفاصيل إضافية، باعتبار أن مثل هذا الاقتراح لم يناقش على نطاق واسع.
واتهم عباس الولايات المتحدة وإسرائيل بإلغاء إمكانية صنع السلام، بل وصف الولايات المتحدة بعدوة الفلسطينيين.
وكان عباس التقى في مكتبه، أعضاء في حركة «السلام الآن» الإسرائيلي، بينهم سكرتير عام الحركة شاكيد موراغ، وعضوا الكنيست موسى راز عن حزب ميريتس، وعن المعسكر الصهيوني كسينيا سفيتلوفا، ونشطاء سلام من حزب الليكود.
وأعرب عباس أمام الوفد، عن «موافقته على تبادل محدود للأراضي» دون أن يتطرق لمسألة البناء الاستيطاني. كما طمأن مستمعيه بأنه مهتم بأمن إسرائيل، وكذلك ضرورة إيجاد حل للاجئين.
وأفاد أحد المشاركين في الاجتماع، بأن عباس أكد أنه يتحدث بين حين وآخر مع رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي «الشباك»، نداف ارغمان، وأنه أوعز إلى أفراد السلطة بمواصلة التنسيق الأمني مع الجهات الإسرائيلية.
وأكد عباس أنه لا يمانع لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أجل صنع السلام، لكن نتنياهو هو الذي لا يريد. وقال عباس إن لديه مشكلة مع نتنياهو وليس مع حزبه «ليكود» أو الإسرائيليين. وشدد على أن نتنياهو هو الذي يرفض لقاءه، رغم أن الروس بادروا إلى إجراء لقاءات في فرصتين، واليابانيين، والهولنديين، والبلجيكيين.
كما تطرق الرئيس الفلسطيني إلى القرار الأميركي بوقف تمويل الأونروا، قائلاً إن «70 في المائة من سكان غزة هم من اللاجئين، ومعظمهم يعيشون على مساعدات الأونروا»، مؤكدا أن هذه القضية يجب أن تحل وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وتساءل عباس: «الرئيس ترمب يلغى المساعدات للأونروا ومن ثم يقول إنه يجب تقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة. كيف يعقل أن يعمل على إلغاء الأونروا من جهة، ومن جهة أخرى يقول إنه يريد تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين»؟
وأكد عباس أن الاتصالات مع الإدارة الأميركية مقطوعة منذ إعلان الرئيس ترمب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وإعلانها عاصمة لإسرائيل، ومحاولة إعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني بشكل مخالف لقرارات الشرعية الدولية.
ورفض مقربون من عباس، التعليق على حديثه حول الكونفدرالية، واكتفوا بالقول إن تفاصيل اللقاء نشرت على الوكالة الرسمية التي لم تتطرق إلى مسألة الكونفدرالية مطلقا.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن موقف الرئيس المعروف حول هذا الأمر هو أنه مؤجل لحين إقامة الدولة الفلسطينية أولا.
وبحسب المصادر، ثمة تفاهم بين الرئيس والعاهل الأردني، بأن أي حديث حول هذا الأمر سيتم فقط بعد إقامة الدولة.
ورغم اتهاماته للولايات المتحدة وإسرائيل بتخريب السلام، فقد قال عباس إنه يجب الوصول إلى السلام «مهما كان حجم التحديات والصعوبات التي تواجه طريق تحقيقه، من أجل مستقبل أفضل لأطفالنا وشبابنا من كلا الشعبين».
وأكد عباس أنه يمد يده دائما لتحقيق السلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية، وذلك لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967. لينعم الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي بالأمن والاستقرار.
وتابع: «رغم كل الظروف الصعبة المحيطة بنا، فإننا ما زلنا مؤمنين بالسلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين، لإقامة دولتنا المدنية التي تعمل على نشر الثقافة والسلام في العالم».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.