الموريتانيون يترقبون نتائج الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية

مؤشرات إلى «نصر كاسح» لحزب الرئيس محمد ولد عبد العزيز

موريتانيون ينتظرون الإدلاء بأصواتهم خارج مكاتب الاقتراع في نواكشوط أول من أمس (أ.ف.ب)
موريتانيون ينتظرون الإدلاء بأصواتهم خارج مكاتب الاقتراع في نواكشوط أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

الموريتانيون يترقبون نتائج الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية

موريتانيون ينتظرون الإدلاء بأصواتهم خارج مكاتب الاقتراع في نواكشوط أول من أمس (أ.ف.ب)
موريتانيون ينتظرون الإدلاء بأصواتهم خارج مكاتب الاقتراع في نواكشوط أول من أمس (أ.ف.ب)

انتهت أمس عملية فرز الأصوات في الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية التي شهدتها موريتانيا أول من أمس (السبت)، على أن تبدأ النتائج الجزئية في الظهور صباح اليوم، وفق ما أكدته مصادر من داخل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.
وفرضت السلطات في محيط المقر المركزي للجنة الموجود في قلب العاصمة نواكشوط طوقاً من رجال الأمن تحسباً لوقوع أي حوادث، فيما شهد المقر حالة استنفار كبير، فمنذ الساعات الأولى من فجر أمس (الأحد)، بدأت اللجنة تستقبل صناديق الاقتراع ومحاضر التصويت. وفي قاعة كبيرة يجلس عشرات المهندسين الشباب أمام شاشات كومبيوتر، مهمتهم هي إدخال النتائج التي ترد بشكل آني في تطبيق إلكتروني سيتولى مهمة تجميع وإصدار النتائج المؤقتة، وهي عملية يبدو أن اللجنة تختبرها للمرة الأولى في موريتانيا، وتراهن عليها لتسريع إعلان النتائج.
قال محمد ولد فاروق، وهو مدير المعلوماتية في اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن الآن في مرحلة جمع ومركزة النتائج، وذلك بعد أن انتهينا من مرحلة فرز الأصوات، وقد استخدمنا تطبيقاً إلكترونياً موجوداً على هواتف رؤساء مكاتب التصويت، ساعد في جمع ومركزة هذه النتائج».
وأضاف ولد فاروق أنه على الرغم من محاولة تطوير أساليب عمل اللجنة المشرفة على الانتخابات، فإنه في قسم المعلوماتية لجأوا إلى «إجراء اتصالات هاتفية بالمناطق النائية التي توجد خارج تغطية الإنترنت»، وفق تعبيره.
وأكد ولد فاروق أن الانتخابات «جرت في ظروف طبيعية، ولم تسجل فيها أي خروقات مؤثرة، كما لم تشهد أي حوادث»، وأشار إلى أن هناك «إشاعات متكررة، ولكن فِرقنا لم تشاهد أي خروقات تؤثر على سير العملية أو مصداقية نتيجتها».
ويبدو الجو في الطابق الثاني من مقر لجنة الانتخابات أكثر هدوءاً، فهنا توجد الإدارة التي ستتولى إعلان النتائج النهائية. أكد المصطفى ولد سيدي المختار، مدير الاتصال والعلاقات العامة في اللجنة، من أحد المكاتب أن «النتائج الجزئية سيتم الإعلان في وقت لاحق من صباح الاثنين»، قبل أن يشير إلى أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات تجاوزت 60 في المائة، وهي مرشحة للزيادة مع تقدم معالجة النتائج.
وإن كانت اللجنة ترفض الإفصاح عن مؤشرات النتائج بشكل عام، إلا أن بعض المصادر تتحدث عن تقدم كاسح لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، في عموم التراب الموريتاني وفي انتخابات مجلس النواب والمجالس الجهوية والمحلية.
وقد نظم الحزب الحاكم الساعي بقوة نحو تحقيق «أغلبية ساحقة» في البرلمان بعد هذه الانتخابات، ليل السبت - الأحد، «سهرة انتخابية» في مقره بنواكشوط استمرت حتى وقت مبكر من فجر الأحد، وحضرها وزراء في الحكومة لمتابعة عملية فرز النتائج بشكل آني.
وقد عبرت قيادات الحزب لـ«الشرق الأوسط» عن ثقتها في تحقيق «نصر كاسح» في هذه الانتخابات، مشيرة إلى أن حزب «تواصل» الإسلامي الذي يقدم نفسه كمنافس لهم «سيمنى بهزيمة قاسية تظهر حجم شعبيته الحقيقي».
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد حذّر الموريتانيين من التصويت للحزب الإسلامي، لأنه يشكِّل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار موريتانيا، وأن قياداته مجموعة من المتطرفين والإرهابيين، يرتدون بدلات عنق، ولكنهم مرشحون لأن يحملوا السلاح في حالة لم تتحقق أهدافهم.
من جهتها، تحدّثت أحزاب المعارضة التي تشارك في هذه الانتخابات بعد 12 عاماً من المقاطعة عما سمّته «عمليات تزوير»، يقف وراءها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بالتواطؤ مع جهات داخل اللجنة المشرفة على الانتخابات. وقال الرئيس الدوري لمنتدى المعارضة، محمد ولد مولود، إن بحوزتهم «أدلة» على وقوع تزوير في الانتخابات. ولكن المعارضة التي نددت بالظروف «السيئة» التي جرت فيها الانتخابات، عبرت عن ثقتها في تحقيق «النصر»، وقالت إن الحزب الحاكم «فشل رغم التزوير في تغيير إرادة الشعب الموريتاني وتطلعه نحو التغيير»، إلا أن مصادر رفيعة في لجنة الانتخابات قالت إنهم لم يتلقوا أي ملاحظات أو شكاوى من طرف المعارضة.
وفي الشارع، يترقب الموريتانيون باهتمام كبير نتائج هذه الانتخابات، لأنها تعدّ بالنسبة لهم اختبارا لكثير من الكتل السياسية قبل الانتخابات الرئاسية التي ستنظم في شهر يونيو (حزيران) من العام المقبل، أي بعد أقل من عام.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.