الصين تجدد رفضها لـ{الجنائية الدولية} وتمنح السودان 88 مليون دولار

TT

الصين تجدد رفضها لـ{الجنائية الدولية} وتمنح السودان 88 مليون دولار

وقع السودان والصين عددا من الاتفاقيات الجديدة، وذلك على هامش مشاركة الرئيس عمر البشير في قمة «منتدى الصين وأفريقيا»، فيما أعلنت الصين منح السودان 87.8 مليون دولار لتوظيفها في عمليات متفق عليها، وجددت تأكيد موقفها الرافض للمحكمة الجنائية الدولية.
وشهد الرئيس البشير بالعاصمة الصينية بكين توقيع اتفاقيات بين الوزارات والمؤسسات السودانية، والشركات والمؤسسات الصينية في عدد من المجالات الاقتصادية، تضمنت اتفاقيات بين وزارة النفط السودانية والشركة الصينية الوطنية للبترول، تهدف للتوسع في إنتاج النفط والمجالات المصاحبة لها، واتفاقا بين وزارة النقل والشركة الصينية لبناء خطوط السكك الحديدية، لإنشاء خط سكك حديدية قاري يربط ميناء بورتسودان على البحر الأحمر بالعاصمة التشادية أنجمينا.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» عن المدير العام لهيئة الأبحاث الجيولوجية محمد أبو فاطمة، أن هيئة وقعت عن وزارة المعادن 4 اتفاقيات مع شركة «تورونتو» القابضة، تتعلق باستكشاف الذهب والمعادن في ولايات البحر الأحمر (شرق) ونهر النيل (شمال)، وإقامة مدينة صناعية لاستغلال المعادن النفيسة بالبحر الأحمر، إلى جانب صناعات الحديد والإسمنت ومراكز للتدريب، وتوقيع اتفاقية مع شركة «حنن» الصينية للاستثمار في الذهب والنحاس بشمال السودان، واتفاقية ثلاثية مع شركة «سواكن» في مجال قطع وتصنيع الرخام بولاية كسلا، والاتفاق مع شركة صينية أخرى للتعاون في مجال التمويل ورفع القدرات.
وبحسب «سونا» فإن مدير التعاون الخارجي بـ«مجموعة جياد الصناعية» علي عثمان محمود، أعلن توقيع المجموعة عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع الجانب الصيني، بما يسهم في تطوير الاقتصاد السوداني عبر الدخول في شراكات مع شركات صينية، تضمنت تطوير المنطقة الحرة بالبحر الأحمر وإنشاء مدينة متكاملة لإنتاج النسيج والصناعات المتعلقة به ومحطات استقبال المعلومات الفضائية، بجانب قطاعات الزراعة والطوبغرافيا.
وأعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ تقديم منحة للسودان تبلغ نحو 59 مليون دولار، وقرض من دون فوائد بقيمة 29 مليون دولار، تستخدم في مشروعات متفق عليها مسبقاً.
وقال الرئيس بينغ في محادثاته الرسمية مع الرئيس البشير التي جرت أمس، إن بلاده تتفهم ما أسماه «الظروف الاقتصادية المؤقتة، التي يمر بها السودان، والصعوبات التي يواجهها منذ انفصال جنوب السودان».
وبحسب الوكالة الرسمية السودانية، فإن بينغ تعهد بالتعاون مع السودان لتجاوز هذه الصعوبات والتحديات، وتحدث عن تمديد فترة سماح تسديد الديون الصينية على السودان، وقال: «شرعنا في التفكير بموقف إيجابي حول تمديد فترة السماح للديون، وإزالة العقبات وتهيئة الظروف المواتية، للتعاون من خلال توظيف آلية التعاون المشترك بين البلدين». وجدد بينغ التأكيد على اعتبار النفط عمودا فقريا للتعاون بين بلاده والسودان، وأضاف: «نتفهم تطلعات السودان لزيادة إنتاج النفط»، وحث الشركات الصينية علي زيادة الثقة، بما يوفر الظروف الإيجابية لزيادة الإنتاج.
وأوضح الرئيس الصيني أن بلاده مهتمة بالاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني، وأنها ستعمل على تنفيذ «مسلخ» في الخرطوم ومشروعات أخرى، وتابع: «السودان دولة مهمة ولها وزنها الكبير، وثقلها في القارة الأفريقية، ونولي اهتماما خاصا بتطوير وتعزيز العلاقات معها».
وجدد بينغ موقف الصين من المحكمة الجنائية الدولية الرافض اتهاماتها للسودان، ووصفها بأنها «أداة غربية لمعاقبة الدول النامية»، وتابع: «سنواصل التنسيق من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة»، وأعلن دعم بلاده لانسحاب البعثة الأممية لحفظ السلام في دارفور «يوناميد»، مشيرا إلى تحسن الأوضاع الأمنية في دارفور، متعهدا بدعم جهود السودان في الحفاظ على السلام والأمن في الإقليم وأفريقيا، وعلى وجه الخصوص اتفاق السلام والمصالحة في جنوب السودان الذي تم بجهد سوداني، متعهدا بدعمه والعمل لإنجاحه.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.