الصين ترحب بوقف رسوم الإغراق الأوروبية على الألواح الشمسية

توافق بين بكين وطوكيو على حماية النظام التجاري التعددي

المفوضية الأوروبية قررت عدم تمديد تدابير حماية التجارة على الألواح الشمسية الواردة من الصين (رويترز)
المفوضية الأوروبية قررت عدم تمديد تدابير حماية التجارة على الألواح الشمسية الواردة من الصين (رويترز)
TT

الصين ترحب بوقف رسوم الإغراق الأوروبية على الألواح الشمسية

المفوضية الأوروبية قررت عدم تمديد تدابير حماية التجارة على الألواح الشمسية الواردة من الصين (رويترز)
المفوضية الأوروبية قررت عدم تمديد تدابير حماية التجارة على الألواح الشمسية الواردة من الصين (رويترز)

رحبت وزارة التجارة الصينية أمس السبت، بقرار المفوضية الأوروبية الخاص بعدم تمديد تدابير حماية التجارة على الألواح الشمسية الواردة من الصين، مؤكدة أن ذلك سيؤدي إلى تحقيق مكاسب مربحة للجانبين.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية غاو فنغ في تصريح أمس إن «هذه الخطوة نموذج ناجح لحل الخلافات التجارية من خلال المشاورات»، مشيرا إلى أن القرار من شأنه إعادة التجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي المتعلقة بالألواح الشمسية إلى ظروف السوق العادية وستوفر بيئة عمل أكثر استقرارا وقابلية للتنبؤ بما يسهم في تحقيق نتائج مربحة للجانبين.
وأضاف غاو أنه من المهم أكثر من أي وقت مضى اتخاذ خطوات نحو التعامل مع تغير المناخ، وأن الصين ترغب في مواصلة التعاون مع الاتحاد الأوروبي للدفع نحو خفض الانبعاثات وتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التجارة العالمية الحرة والنظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد.
وكانت المفوضية الأوروبية قررت عدم تمديد تدابير حماية التجارة على الألواح الشمسية من الصين، وذلك بعد رفض طلب صناعة الاتحاد الأوروبي بإجراء تحقيق لمراجعة انقضاء الأجل.
ويشار إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض لأول مرة تدابير نهائية لمكافحة الإغراق والدعم في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2013 وذلك لمدة عامين، وذلك بعد أن اكتشفت المفوضية أنه يتم بيع ألواح الطاقة الشمسية الصينية في السوق الأوروبية بأقل كثيرا من سعرها السائد. وقد تم فرض رسوم الإغراق بنسب تتراوح ما بين 27.3 إلى 64.9 في المائة. ثم تم تجديدها في مارس (آذار) من عام 2017 لمدة 18 شهرا فقط من أجل إيجاد توازن بين مصالح المستخدمين والمستوردين ومنتجي الألواح الشمسية في الاتحاد الأوروبي.
وقالت المفوضية في بيان مساء أول من أمس إنه «بعد دراسة احتياجات كل من المنتجين وهؤلاء الذين يستخدمون الألواح الشمسية المستوردة، قررت المفوضية أن السماح بزوال الإجراء سيكون في مصلحة الاتحاد الأوروبي كله». وقد اعترض منتجو الألواح الشمسية الأوروبيون على قرار السماح بانتهاء الرسوم، لكن المفوضية رأت أن موقف السوق لا يبرر إعادة النظر في قرار سحب هذه الرسوم تدريجيا.
ويذكر أن الصين هي أكبر مصدر للاتحاد الأوروبي، لكن الاتحاد يرى أن كثيرا من السلع الصينية المستوردة تؤدي إلى خفض الأسعار الأوروبية بطريقة غير قانونية. وفرضت أوروبا رسوم إغراق أو رسوما مضادة للدعم الحكومي على مجموعة كبيرة من المنتجات التي تتراوح بين تكنولوجيا الطاقة الشمسية وحتى موائد كي الملابس وبلاط السيراميك.
ويأتي قرار الاتحاد الأوروبي بشأن رسوم الإغراق على المنتجات الصينية في الوقت الذي يتزايد فيه التوتر التجاري بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، مع اتهام الرئيس الأميركي دونالد ترمب لكل من الصين والاتحاد الأوروبي ودول أخرى بارتكاب ممارسات تجارية غير عادلة تضر بالمنتجين الأميركيين.
وفي سياق منفصل، اتفقت الصين واليابان على حماية النظام التجاري التعددي، وتعزيز التعاون المالي بين الجانبين، وذلك خلال الحوار السابع لوزيري المالية في البلدين، بمشاركة وزير المالية الصيني ليو كون، ونائب رئيس الوزراء وزير المالية الياباني تارو آسو، إلى جانب مسؤولين كبار من وزارتي المالية والهيئات التنظيمية المالية والبنكين المركزيين في البلدين.
وناقش الجانبان كثيرا من القضايا، من بينها موقف الاقتصاد الكلي والسياسات المالية، والإصلاح الهيكلي في كل من الصين واليابان والتعاون الثنائي المالي، إلى جانب التعاون من خلال الأطر التعددية، حيث اتفق الجانبان على التعاون من أجل حماية وتعزيز نظام تجاري حر ومفتوح وقائم على القواعد.
وتعهدت الصين واليابان تعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية وخفض الفقر والتنمية والشؤون المالية الإقليمية، إلى جانب تحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.