وفد من «المحور الوطني» السني في السليمانية

منصب رئيس الجمهورية ينتظر الحسم كردياً

TT

وفد من «المحور الوطني» السني في السليمانية

وصل إلى مدينة السليمانية صباح أمس وفد من تحالف «المحور الوطني» السني برئاسة محمد الحلبوسي والتقى فور وصوله بقيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
وأوضح آريز عبد الله، النائب السابق في البرلمان العراقي والقيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، أن زيارة وفد «المحور الوطني» الذي يتزعمه خميس الخنجر إلى السليمانية تندرج في إطار الجهود المبذولة لتشكيل «الكتلة الأكبر». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «القضايا المطروحة من قبل الطرفين لا تزال في طور المناقشة والمداولة، ولم نتخذ أي قرارات حاسمة حتى الآن». وأكد مصدر مطلع فضل عدم ذكر اسمه، أن وفد القوى السنية أعرب للجانب الكردي عن الالتزام التام والحرفي، بالاتفاقات والعهود المبرمة بين الطرفين، ومواصلة التحالف مع القوى الكردية حتى النهاية. كما بحث الوفد السني مسألة تشكيل الحكومة المقبلة مع قيادة «حركة التغيير»، كبرى قوى المعارضة الكردية والحاصلة على (6) مقاعد في الانتخابات الأخيرة.
اللافت أن الوفد السني يضم أيضا رئيس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي سابقاً، آلا طالباني، التي رشحت نفسها بقرار شخصي في الانتخابات الأخيرة على قائمة (تحالف بغداد) السنية برئاسة محمود المشهداني، لكنها لم تفز، ما دعا قيادة حزبها إلى تجميد عضويتها في الحزب على إثر ذلك.
من ناحية ثانية، وفيما يتعلق بمنصب رئيس الجمهورية الذي لا يزال موضع مناكفات وجدال بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، اللذين يطالب كل منهما بالمنصب باعتباره الأحق به، قال رزكار علي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني، إن «المنصب هو من حصة الكرد وهذا أمر محسوم سلفاً، وداخل البيت الكردي كان من حصة الاتحاد الوطني حصراً خلال الأعوام الـ12 الماضية، لكن قيادتنا لم تحسم القضية داخلياً ولم تحدد مرشحاً لشغل المنصب حتى الآن، كما ولم تحسم الأمر مع الإخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يطالب بالمنصب ذاته».
من جانب آخر، أكد علي كريم، القيادي في تحالف الديمقراطية والعدالة، أن أطرافاً سياسية عراقية وكردستانية، بمن فيها قياديون بارزون في الاتحاد الوطني يرحبون بترشيح برهم صالح، رئيس التحالف من أجل الديمقراطية، لشغل منصب رئيس الجمهورية، لكنه نفى في تصريح لوسائل إعلام كردية، أن يكون الأمر قد بحث مع قيادة الاتحاد الوطني، الذي شدد متحدثه الرسمي سعدي أحمد بيرة على أن حزبه سيختار مرشحاً من داخل الحزب حصراً في حال حسمت هذه القضية مع الحزب الديمقراطي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.