اشتباكات دامية ببنغازي الليبية.. ودول الجوار تدعو للتهدئة

رئيس الوزراء الليبي: الحكومة تعمل جاهدة للوصول إلى تهدئة بين الأطراف

اشتباكات دامية ببنغازي الليبية.. ودول الجوار تدعو للتهدئة
TT

اشتباكات دامية ببنغازي الليبية.. ودول الجوار تدعو للتهدئة

اشتباكات دامية ببنغازي الليبية.. ودول الجوار تدعو للتهدئة

قتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب تسعة آخرون بجروح، إثر اشتباكات عنيفة بين قوات أمنية تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر وفصيل من مليشيات "أنصار الشريعة" المتطرفة، في مدينة بنغازي شرق ليبيا، تدور منذ مساء أمس (الأحد).
وقالت مصادر في المدينة اليوم (الاثنين)، إن الاشتباكات لا زالت متواصلة في محيط مستشفى الجلاء، وبالقرب منه، بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة تزامنا مع تحليق للطائرات.
وقالت وسائل إعلام ليبية مستقلة، إن الاشتباكات انتقلت إلى شوارع مهمة في بنغازي منها شوارع بيروت والجلاء ورأس عبيدة. ولم تعد متمركزة في محيط المستشفى الذي يقع في منطقة مزدحمة بالسكان.
إلى ذلك، عبر رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني عن أسفه الشديد للأحداث التي شهدتها منطقة مطار طرابلس الدولي ومواقع أخرى في ضواحي المدينة، نتج عنها سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وأوضحت وكالة الأنباء الليبية (وال) اليوم، أن رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني استقبل، رفقة عدد من وزراء الحكومة، مندوبي الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، وسفراء كل من إيطاليا وفرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى القائم بالأعمال في السفارة البريطانية.
وأضاف الثني أن "الحكومة تعمل جاهدة للوصول إلى تهدئة بين أطراف النزاع، وتغليب صوت العقل والحكمة والحوار، خاصة وأن المجتمع الليبي خرج من سنوات عجاف ودكتاتورية وحكم الفرد، وبدأ في تأسيس دولة القانون والمؤسسات".
من جانبهم، عبر المندوبون والسفراء عن قلقهم لتطور الأحداث في البلاد، وشددوا على استعداد منظماتهم وحكوماتهم لتقديم يد العون والمساعدة لضبط الأمن والاستقرار في ليبيا.
وحذر السفراء والمندوبون من تداعيات إغلاق مطار طرابلس الدولي وانقطاع الاتصال بدول العالم، مؤكدين أنهم لن يدخروا جهدا في مساعدة ليبيا لاسترجاع الأمن والسلم في البلاد.
وفي تطور آخر، دعت دول جوار ليبيا (تونس والجزائر والسودان ومصر وتشاد والنيجر) كل الأطراف في ليبيا إلى تسوية نزاعاتهم بالحوار.
وأعلنت هذه البلدان عقب اجتماع اليوم في مدينة الحمامات (جنوب العاصمة التونسية) بحضور سفير ليبيا، أنها اتفقت على تشكيل لجنتين، واحدة ترأسها الجزائر تكلف "متابعة القضايا الأمنية والعسكرية، بما في ذلك مراقبة الحدود". بينما أوكلت للثانية التي كلفت بها مصر، مهمة "الاتصال بالطبقة السياسية ومكونات المجتمع المدني في ليبيا" بهدف تسهيل الحوار الوطني.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.