مصر: وفاة القيادي اليساري حسين عبد الرازق

عضو المكتب السياسي لحزب التجمع

حسين عبد الرازق («الشرق الأوسط»)
حسين عبد الرازق («الشرق الأوسط»)
TT

مصر: وفاة القيادي اليساري حسين عبد الرازق

حسين عبد الرازق («الشرق الأوسط»)
حسين عبد الرازق («الشرق الأوسط»)

أعلن حزب التجمع، اليساري المصري العريق، أمس، وفاة عضو مكتبه السياسي، ورئيس مؤسسة «خالد محيي الدين» الثقافية، حسين عبد الرازق، بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي.
وعانى عبد الرازق، (81 عاما)، في الأشهر الأخيرة من تدهور صحته. وقبل أسابيع أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعلاجه على نفقة الدولة بالمستشفى العسكري. وعبد الرازق، هو سياسي مصري وصحافي بارز، ترأس مجلس إدارة صحيفة «الأهالي»، الصادرة عن حزب التجمع الوحدوي، كما يعد أحد القيادات التاريخية للحزب.
منذ شبابه قرر عبد الرازق الانضمام إلى المعارضة السياسية، فتعرّض للسجن عدة مرات أبرزها مع قادة الحركة الطلابية في 1972، ثم في قضية التحريض على أحداث 18 و19 يناير (كانون الثاني) 1977 في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، كما اعتُقل خلال حملة اعتقالات عام 1981 الشهيرة.
ولد الراحل لأسرة متوسطة الحال في محافظة أسوان جنوب البلاد، وانتقل مع العائلة إلى القاهرة ليكمل تعليمه هناك، حيث تخرج في الجامعة ونال درجة البكالوريوس في العلوم التجارية (المحاسبة والإدارة والاقتصاد) عام 1984 من جامعة الزقازيق (فرع بنها).
عقب تخرجه قرر عبد الرازق الهجرة عن مصر، إلى اليونان ثم لندن ومنها إلى المملكة المتحدة، حيث عمل في مجال المحاسبة، الذي لم يمنعه من ممارسة عشقه للصحافة، فعمل محاسبا ومدققا ماليا بالسفارتين السعودية والكويتية في لندن، كما عمل بالصحافة في عدد من الصحف العربية التي تصدر في لندن.
كان عبد الرازق محبا للشعر والتاريخ والأدب العربي والاقتصاد والفلسفة، وأصدر مجلة في لندن باسم «عيون مصر» عام 1999. وفي عام 2009 أصدر مدونة على شبكة الإنترنت بالاسم نفسه غير أنهما لم يستمرا طويلا، ورغم الصعوبات التي واجهته أصدر مجلة إلكترونية باسم «خبر شرقي» في لندن في شهر فبراير (شباط) عام 2014.
وكتب مجموعة قصصية مكونة من 8 قصص بعنوان (اعترافات زوج مخلوع) لم تنشر بعد، كما نشر كتاباً سياسياً عن حياة «جمال مبارك» باللغة الإنجليزية بعنوان: Gamal Mubarak: the Most influential politician in Egypt»: «أكثر السياسيين نفوذا في مصر».
خاض عبد الرازق، في أواخر أيامه صراعا طويلا مع المرض، لدرجة جعلت البعض يناشد الرئيس السيسي، بعلاجه على نفقة الدولة، وبالفعل استجاب الرئيس لتلك المناشدة، وصدق مؤخرا على قرار علاجه.
وقال حزب التجمع أمس إن تشييع جنازة الراحل سيكون اليوم بعد صلاة الجمعة من مسجد «عمر مكرم» بميدان التحرير (وسط القاهرة)، والعزاء سيكون يوم (الاثنين) المقبل بالقاعة الكبرى للمسجد ذاته.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.