ظريف في باكستان قبل أيام من وصول بومبيو

قبل أيام من وصول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى إسلام آباد في زيارة معلن عنها منذ وقت، وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في زيارة مفاجئة إلى إسلام آباد، وقال مسؤولون في الخارجية الباكستانية إن الوزير الإيراني سيلتقي نظيره الباكستاني شاه محمود قرشي ورئيس الوزراء الجديد عمران خان إضافة إلى عدد من المسؤولين في باكستان، من بينهم قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا وأسد قيصر رئيس الجمعية الوطنية الباكستانية الجديد.
وحسب بيان للخارجية الباكستانية، فإن «حكومة عمران خان تولي اهتماما خاصا لعلاقاتها مع إيران وتعمل على تقويتها في شتى الميادين».
وكان عمران خان في أول حديث له بعد انتخابه رئيسا للوزراء أشاد بإيران واعدا بتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها من خلال شراكات ومشروعات اقتصادية تفيد البلدين. كما رفض عمران خان الضغوط الأميركية لمشاركة بلاده في العقوبات التي فرضتها واشنطن على إيران بعد تخلي إدارة ترمب عن الاتفاق النووي مع طهران، وطاب عمران خان بحل المشكلات بين الولايات المتحدة وإيران عبر الحوار المباشر. وتعول الحكومة الإيرانية على عمران خان وحكومته في باكستان في تحسين علاقات البلدين، خصوصا أن عددا من المقربين من عمران خان ووزرائه يدافعون عن السياسة الإيرانية وينادون بتحالف باكستاني أقوى مع إيران.
وتخشى الحكومة الإيرانية حاليا إمكانية تصاعد الموقف مع الولايات المتحدة، بما يؤثر على دول المنطقة كافة، فيما تجري مشاورات بين كل من تركيا وإيران والصين لإقامة تفاهم - إن لم يكن صيغة تحالف - في مواجهة الحرب الاقتصادية التي تشنها واشنطن على كل من تركيا والصين، والضغوط المتزايدة والعقوبات على إيران، وكذلك إلغاء إدارة الرئيس ترامب المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي كانت تقدم لباكستان، بحجة عدم تعاونها مع الإدارة الأميركية في الحرب على الإرهاب وعدم قيام الجيش الباكستاني بمهاجمة «شبكة حقاني» وسماح الجيش لقيادات «طالبان أفغانستان» باستخدام الأراضي الباكستانية وعدم الضغط بما يكفي عليهم من أجل إقناعهم بالحوار المباشر مع حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني.
وشهدت العلاقات الباكستانية - الإيرانية بعض التوتر خلال السنوات القليلة الماضية خصوصا بعد اعتقال الجيش الباكستاني جاسوسا هنديا قادما من الأراضي الإيرانية، وكذلك اعتقال الجيش مجموعة من الباكستانيين المتورطين بأعمال قتل وعنف في كراتشي واعترفوا بعد التحقيق معهم بأنهم كانوا يعملون للمخابرات الإيرانية في باكستان، التي طلبت منهم - حسبما أذاعه الجيش من اعترافاتهم - القيام بأعمال عنف وقتل في كراتشي ومعرفة أماكن إقامة قيادات الجيش الباكستاني في المدينة، وأماكن وجود الأسلحة الاستراتيجية الباكستانية مثل الصواريخ التي تطورها باكستان، وكذلك الغواصات، وعمل سلاح البحرية الباكستاني.
وحسب مصادر في واشنطن؛ فإن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو سيرافقه رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد. وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون إن رئيس هيئة الأركان المشتركة ووزير الخارجية مايك بومبيو سيلتقيان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان.
وفي أول اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأميركي ورئيس الوزراء الباكستاني الجديد عمران خان طرأت مشكلة بين البلدين بعد ادعاء وزارة الخارجية الأميركية أن المكالمة الهاتفية نصت على طلب أميركي بمحاربة الحكومة الباكستانية الجماعات الإرهابية داخل باكستان، بينما شدد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي على عدم ورود هذه العبارة في المكالمة الهاتفية، وأنه لا يقبل من أميركا بأن تتدخل في شؤون باكستان الداخلية.
على صعيد آخر، فقد صرح مسؤول سابق لجهاز أمني عربي بأن أحد المقربين من المرشد الإيراني علي خامنئي أبلغه هاتفيا بأن «المرشد الإيراني طلب من قائد (فيلق القدس)، اللواء قاسم سليماني، ضرورة تنظيم ملف قيادة إيران في المرحلة المقبلة».
وحسب المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، فإن «خامنئي أبلغ سليماني بأنه سيتم العمل على عزل الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني بحجة الفشل في معالجة الوضع الاقتصادي والوقوف أمام العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران، وغيرها من الأمور، ليصوت على عزله مجلس الشورى الإيراني بطلب من مرشد الجمهورية الإيرانية، على أن يكلف قاسم سليماني بقيادة إيران في المرحلة المقبلة لحين عقد انتخابات رئاسية بعد عزل روحاني».
وأضاف المصدر المذكور: «فقد طلب من سليماني تشكيل فريقه المساند له من القيادات الإيرانية التي تحافظ على السياسة نفسها التي يتبناها خامنئي في التدخل في شؤون عدد من الدول العربية مثل العراق وسوريا واليمن وغيرها» لافتا إلى أنه طلب «من سليماني ضرورة التعجيل بإنهاء ملف تشكيل الحكومة العراقية».
ولم يتسنً لـ«الشرق الأوسط» التأكد من صحة المعلومات.