«أمل» تحيي اليوم ذكرى تغييب الصدر وتنتخب نهاية الشهر هيئة رئاسية

أولويتها إنماء البقاع وتصحيح «خلل» أظهرته الانتخابات

مزارعون يحصدون نبتة الحشيشة في بلدة اليامونة شرق البقاع اللبناني (أ.ف.ب)
مزارعون يحصدون نبتة الحشيشة في بلدة اليامونة شرق البقاع اللبناني (أ.ف.ب)
TT

«أمل» تحيي اليوم ذكرى تغييب الصدر وتنتخب نهاية الشهر هيئة رئاسية

مزارعون يحصدون نبتة الحشيشة في بلدة اليامونة شرق البقاع اللبناني (أ.ف.ب)
مزارعون يحصدون نبتة الحشيشة في بلدة اليامونة شرق البقاع اللبناني (أ.ف.ب)

تنظّم حركة «أمل» التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، اليوم (الجمعة)، مهرجاناً حاشداً لإحياء الذكرى السنوية الـ40 لتغييب الأمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين. وارتأت قيادة الحركة أن يكون المهرجان هذا العام في مدينة بعلبك البقاعية بعد سنوات من عقده في الجنوب وبيروت، وهو ما وضعه البعض بإطار سعيها للرد على انتقادات كثيرة وجهت لها ولـ«حزب الله» خلال مرحلة الانتخابات النيابية، تمحورت حول تركيزهما على إنماء الجنوب وإهمال البقاع؛ ما ذهب بالبعض لحد تسميتهما بـ«الثنائي الجنوبي».
واتفق بري وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله في اجتماع عقداه مباشرة بعيد الانتخابات النيابية التي جرت في شهر مايو (أيار) الماضي، على وجوب إعطاء الأولوية لإنماء البقاع. ويأتي ذلك بإطار سعيهما لاستيعاب النقمة الكبيرة من أهالي المناطق البقاعية على تدهور أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، وهو ما حاول منافسو «الثنائي الشيعي» في الانتخابات البناء عليه.
وأوضحت مصادر «أمل» أن قرار إحياء ذكرى الصدر في بعلبك هذا العام «غير مرتبط بالرد على من يتهمنا بالتقصير بحق أهلنا في البقاع، باعتبار أننا اعتدنا إحياء الذكرى في 4 مناطق هي صور والنبطية في الجنوب، بيروت، وبعلبك في البقاع، وكما هو معلوم فإن عدم إحياء المهرجان في بعلبك في السنوات القليلة الماضية مرده لأسباب أمنية، وبخاصة أن (داعش) و(جبهة النصرة) كانا يحتلان جزءاً من الجرود المتاخمة لسوريا». وأكدت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «اتُخذ قرار واضح على وجوب النهوض بالمنطقة، ولعل تكليف الرئيس بري مؤخراً لجنة لإعداد اقتراح قانون متعلق بزراعة الحشيشة للاستفادة منها لأغراض طبية ليس إلا خطوة أولى في هذا المجال». وأضافت المصادر «يصر الرئيس بري على ألا يتم تشريع زراعة الحشيشة قبل صدور قانون عفو عام يطال بشكل خاص المطلوبين بقضايا مخدرات؛ لأنه خلاف ذلك فإن ظلماً كبيراً سيلحق بالمزارعين المطلوبين بأغلبهم بقضايا مماثلة».
ويبدو واضحاً وجود قرار لدى «الثنائي الشيعي» بإعطاء الأولوية حالياً لأبناء البقاع؛ وهو ما أشارت إليه المصادر، مؤكدة تمسكها بإنشاء مجلس للبقاع شبيه بمجلس الجنوب يكون هدفه إنماء المنطقة. وشهدت مناطق في البقاع اللبناني في الأشهر الماضية انفلاتاً أمنياً غير مسبوق نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية؛ ما أدى إلى استنفار أمني، وتنفيذ الجيش عمليات أمنية وعسكرية في المنطقة ما أعاد تثبيت الاستقرار.
وسيركز رئيس الحركة والمجلس النيابي، نبيه بري، في كلمته المرتقبة، اليوم، بحسب النائب عن «أمل» محمد نصر الله على أولوية إنماء البقاع على أن يُترجم ذلك بمواقف واضحة خلال الخطاب، على أن يتم التطرق لثوابت الحركة لجهة الوحدة الوطنية والعيش المشترك ومواجهة الطائفية. ويشير نصر الله في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن اهتمام الحركة يطال أيضاً النهوض بمنطقة عكار في الشمال اللبناني، باعتبارها ومناطق البقاع، إخوة بالحرمان وإهمال الدولة.
ولا تقتصر أولويات «أمل» في المرحلة المقبلة على إنماء المناطق المحرومة، بل تركز قسماً كبيراً من جهودها على إتمام «إصلاحات داخلية» لمعالجة بعض «الخلل» الذي ظهر خلال الانتخابات النيابية، والمرتبط بشكل أساسي بالتواصل بين القيادة والأرض. ومن المرتقب أن يتم العمل على هذا الملف خلال وبعد المؤتمر الذي تعقده الحركة نهاية سبتمبر (أيلول)، الذي يهدف إلى انتخاب هيئة رئاسية. وبحسب المصادر، فإن هذا المؤتمر يُعقد بشكل دوري لانتخاب رئيس للحركة ونائب له كما رئيس للهيئة التنفيذية وللمكتب السياسي، إضافة إلى عضوين آخرين. وكما هو واضح، فإن أي تغييرات لن تطال موقع رئاسة «أمل» الذي يتولاه بري منذ تغييب الصدر، ولعل التغيير الوحيد المؤكد سيطال رئاسة الهيئة التنفيذية التي يتولاها حالياً النائب محمد نصر الله، باعتبار أنه سيكون عليه التفرغ لعمله النيابي بعد انتخابه مؤخراً نائباً عن منطقة البقاع الغربي. وهو ما أكده نصر الله لـ«الشرق الأوسط»، لافتاً إلى أن المؤتمر الذي يُعقد كل 3 سنوات كان يفترض أن يتم في آخر مارس (آذار)، لكن ونظراً للانشغال بالاستحقاق النيابي تم تأجيله حتى نهاية شهر سبتمبر.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.