مصر وأميركا تنفذان تدريبات «النجم الساطع» بمشاركة السعودية والإمارات

للتعرف على طرق مكافحة العبوات الناسفة والقضاء على البؤر الإرهابية

وصول القوات الأميركية المشاركة في تدريبات «النجم الساطع 2018» («الشرق الأوسط»)
وصول القوات الأميركية المشاركة في تدريبات «النجم الساطع 2018» («الشرق الأوسط»)
TT

مصر وأميركا تنفذان تدريبات «النجم الساطع» بمشاركة السعودية والإمارات

وصول القوات الأميركية المشاركة في تدريبات «النجم الساطع 2018» («الشرق الأوسط»)
وصول القوات الأميركية المشاركة في تدريبات «النجم الساطع 2018» («الشرق الأوسط»)

أعلن الجيش المصري عن وصول عدد من المعدات والقوات الأميركية المشاركة في تدريبات «النجم الساطع 2018» إلى إحدى القواعد الجوية المصرية، التي من المقرر أن تنفذ في الفترة من 8 حتى 20 سبتمبر (أيلول) المقبل، بقاعدة محمد نجيب العسكرية ومناطق التدريبات البحرية المشتركة بنطاق البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف بيان أصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة أمس، أنه تشارك في التدريب عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية والقوات الخاصة لكل من مصر، وأميركا، واليونان، والأردن، وبريطانيا، والمملكة العربية السعودية، والإمارات، وإيطاليا وفرنسا، كما وجهت الدعوة لعدة دول للمشاركة بصفة مراقب في التدريب من بينها: لبنان، ورواندا، والعراق، وباكستان، والهند، وكينيا، وتنزانيا، وأوغندا، والكونغو الديمقراطية، وتشاد، وجيبوتي، ومالي، وجنوب أفريقيا، والنيجر، والسنغال، وكندا.
وتهدف تدريبات «النجم الساطع 2018» إلى تبادل الخبرات وتنسيق العمل بين القوات المشتركة من الدول الشقيقة والصديقة، وتوحيد المفاهيم وصقل مهارات العناصر المشاركة، وتطوير أسلوب العمليات والتدريب على مكافحة الإرهاب والحرب غير النمطية، وتخطيط عمليات الدعم الإداري والإخلاء الطبي، والتدريب على طرق مكافحة العبوات الناسفة، وأحدث أساليب مكافحة التهديدات التي تواجه الأمن البحري، وتخطيط وإدارة العمليات الجوية المشتركة فضلاً عن تعزيز الاستقرار في المنطقة.
وقال بيان الجيش: «تتضمن خطط التدريب عقد محاضرات نظرية وتدريبات عملية لقوات الدول المشتركة، وتنفيذ مشروع مراكز قيادة مشترك يشتمل على إجراءات التحضير والتنظيم للمعركة، وأعمال القيادة والسيطرة، ومكافحة أسلحة الدمار الشامل وتبادل المعلومات، كذلك تنفيذ مشروع تكتيكي مع الرماية بالذخيرة الحية، وتنظيم ندوة لكبار القادة، والتدريب على أعمال القتال في المدن والقضاء على البؤر الإرهابية».
وتواجه مصر منذ 5 سنوات تقريباً هجمات «إرهابية» مختلفة طالت مدنيين وعسكريين من قوات الجيش والشرطة في مناطق مختلفة من أنحاء البلاد، وكانت أكثرها عنفاً في الفترة التي أعقبت الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، في أجواء ثورة 30 يونيو (حزيران) عام 2013 التي واكبتها مظاهرات شعبية حاشدة ضد استمراره في الحكم. وأطلقت مصر «العملية الشاملة سيناء 2018» التي تعمل في نطاق المحافظات كافة منذ فبراير (شباط) الماضي لمكافحة البور الإرهابية، والعناصر المتشددة في شبه جزيرة سيناء، التي ينشط فيها تنظيم أنصار «بيت المقدس»، الذي بايع تنظيم داعش الإرهابي في عام 2014 وأطلق على نفسه «ولاية سيناء».
ويأتي تدريب «النجم الساطع 2018» في إطار خطة التدريبات المشتركة التي تنفذها القوات المسلحة المصرية مع كثير من الدول الشقيقة والصديقة، لتنمية وتعزيز العلاقات العسكرية في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، والتأكيد على عمق العلاقات العسكرية المصرية الأميركية، والشراكة الاستراتيجية الثنائية بينهما.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».