مائة سلحفاة صغيرة تعبر شاطئ المنصوري في لبنان باتجاه مياه المتوسط

شقّت يوم أمس، دفعة ثانية من السّلاحف البحرية الصغيرة طريقها باتّجاه الشّاطئ اللبناني. وقد شاهد عشرات المواطنين صغاراً وكباراً عبور مائة سلحفاة صغيرة شاطئ المنصوري الرّملي في جنوب مدينة صور، واستطاعت جميعها الوصول بأمان. هذا الحدث الذي يتكرّر باستمرار على هذا الشاطئ، يتتبّعه مواطنو المنطقة وضواحيها بكل شغف، إذ يرى أطفالهم كيف تسير هذه السلاحف بعد ولادتها باتجاه أمواج البحر. وقد ساهم المشرفون على المشروع بإزالة جميع العوائق التي قد تقف في وجهها أو تعيقها عن الوصول إلى عالمها الطبيعي.
يذكر أنّه في آخر يوليو (تموز) الماضي، كانت سلاحف صغيرة قد شقّت طريقها أيضاً إلى البحر، بعدما وضعت السلاحف الكبيرة بيوضها تحت رمل شاطئ قرب مدينة صور. وفي تلك اللحظة أيضاً تابع عشرات المواطنين والمهتمين العملية على شاطئ المنصوري الذي يبعد حوالي 15 كيلومترا جنوب صور. وقد توجهت السلاحف الصغيرة إلى مياه المتوسط بعدما تفقست من بيوضها.
وقد احتضن فريق من المتطوعين الناشطين في مجال البيئة أعشاش هذه السّلاحف ضمن مشروع «البيت البرتقالي».
تهدف هذه العملية إلى زيادة الوعي لدى الناس للحفاظ على البحر وبيئته، خصوصا الأطفال منهم لدى مشاهدتهم كيف تخرج السلاحف من بيوضها وتتّجه غريزيّاً إلى البحر.
جدير ذكره، أنّ الشواطئ البحرية في لبنان تشهد تعدّيات كثيرة على أملاكها البحرية من عمليات بناء عشوائية تهدد التنوع البيئي والحياة البحرية وغيرهما. وتعترض هذه السّلاحف تحديداً لمخاطر عديدة في البحر أبرزها الصيد بالديناميت الذي يستخدمه بعض الصيادين، وغزو الإسمنت بمشاريع سياحية تحتل الشواطئ، إضافة إلى الإنارة المنتشرة على الشاطئ. وجميعها تشكل إزعاجا للسلاحف وتجعلها تهجر المنطقة.