مصري يقتل خطيب ابنته بعد اكتشافه سجله الإجرامي

شهدت مدينة الرحاب، إحدى المناطق الراقية والهادئة بشرق القاهرة، جريمة قتل مروعة على غرار جرائم قتل «ريا وسكينة» الشهيرة، وقع ضحيتها طالب جامعي، بعد أن اكتشف سجل والد خطيبته الإجرامي وهدده بالإبلاغ عنه لتهربه من أحكام قضائية.
وقرر والد الفتاة التخلص منه واستعان بابنته و6 آخرين من أصدقائه، حيث تم استدراجه ثم اصطحابه لشقة أسرتها وخنقه وتخلص من جثته عبر فتح حفرة في المطبخ.
مثلما كانت تفعل «ريا وسكينة» أشهر السفاحين في بدايات القرن العشرين بمصر، حيث كانتا تستدرجان الضحية إلى منزلهما وتقومان بخنقها ودفنها أسفل غرفة نومهما، بدافع السرقة، ولكن الدافع هنا مع «قتيل الرحاب» كما عرف إعلاميا، كان خوفا من الفضيحة والانتقام من تهديده لوالد خطيبته.
وذكر بيان صادر من وزارة الداخلية، مساء أمس (الأربعاء)، «أنه في إطار تكثيف الجهود لكشف ملابسات ما تبلغ به قسم شرطة الشروق بغياب المدعو «بسام أ. م» 23 سنة، طالب ومقيم بدائرة القسم عقب خروجه من مسكنه متوجهاً لزيارة خطيبته «حبيبة» بدائرة قسم شرطة التجمع الخامس (شرق القاهرة)، وما تبلغ به لاحقاً من شقيق المتغيب بتلقيه اتصالاً هاتفياً من هاتف شقيقه، أبلغه خلاله المتصل باختطاف شقيقه وطالبته بدفع فدية نظير إطلاق سراحه... قامت الأجهزة الأمنية بتشكيل فريق بحث ووضع خطة للكشف على هذه الملابسات».
وأضاف البيان: «انه ومن خلال إعادة استجواب شقيق المجني عليه عدل عن أقواله ونفى واقعة تلقيه اتصالاً هاتفياً بخطف شقيقه وعلل ذلك لرغبته في تكثيف الجهود الأمنية للبحث عن شقيقه، حيث تبين عقب البحث والتحري أن وراء غيابه كل من «أشرف ح. ع» 52 سنة، كيميائي سابق، مقيم بدائرة القسم، مطلوب التنفيذ عليه في قضيتين «مخدرات محكوم عليه فيها بالسجن المؤبد، وتزوير محكوم عليه فيها بالسجن 15 سنة» ومحبوس احتياطياً على ذمة قضية «تزوير»، و«حبيبة أ. ح» 20 سنة، طالبة «كريمة الأول وخطيبة المتغيب».
وأوضح البيان أنه عقب تقنين الإجراءات تم استخراج المتهم الأول من محبسه وبمواجهته بما جاء بالتحريات أيدها وأقر بأنه نظراً لعلم المجني عليه بقيام المتهم بانتحال أسماء مختلفة للتهرب من ملاحقته أمنياً للتنفيذ عليه في الأحكام الصادرة ضده، وسابقة تعديه على كريمته «المتهمة الثانية» بالضرب وتهديدها بالإبلاغ عنه، فقد خطط للتخلص من المجني عليه حيث قام باستئجار شقه بأحد العقارات بمدينة الرحاب، وأعد حفرة عميقة بالمطبخ، واستعان بابنته، وأربعة من أصدقائه مطلوبين أيضا لتنفيذ أحكام قضائية متنوعة بين نصب، وحيازة مخدرات واغتصاب.
وقامت ابنة المتهم «حبيبة» بإيعاز من والدها، باستدراج الشاب «بسام» بدعوى التنزه بمدينة الرحاب، وعقب ذلك اصطحبته للشقة وفور وصوله قام والدها وأصدقاؤه، بشل حركته بتكبيل يديه وقدميه، وقام المتهم الأول بخنقه حتى فارق الحياة ثم تخلص من الجثة ومتعلقاته داخل حفرة بالمطبخ ثم أهال عليه التراب وأحضر بعد ذلك عمالاً لتركيب (سيراميك) بمكان الجثة وأقر في التحقيقات أنه تخلص من هاتف الضحية بإلقائه بالطريق العام.
وأشار بيان الداخلية إلى أن المتهم قام بالإرشاد عن مكان الجثة وعثر بداخل الحفرة على متعلقات الشاب بسام كما وجدوا سيارته بجوار أحد المساجد الشهيرة بمدينة الرحاب.
وبعد إلقاء القبض على المتهمة «حبيبة» اعترفت في التحقيقات، أنها قامت باستدراج المجني عليه واشتراكها مع والدها بإحضاره للمنزل، وأنكرت علمها أو اشتراكها في واقعة القتل، لتتبرأ من والدها قائلة: «معرفش إن أبويا ناوي يقتل بسام».
وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الحادث وإحالة الواقعة للنيابة لمباشرة التحقيقات. مع المتهمين وصرحت نيابة القاهرة الجديدة برئاسة المستشار محمد سلامة، بدفن جثة الطالب بسام.
وأثارت الواقعة اهتمام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وتداولوا صورا للمجني عليه وخطيبته المتهمة بالاشتراك في قتله، وشبهوها بـ«ريا وسكينة» العصر الحديث، على الرغم من براءة ملامح المتهمة.